حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٣٠
السابق
معلوليته ومعلليته، ولا يكون معللة في هذه بمعللية أخرى غير ذاتها [37].
[37] قد عرفت في الأمر الأول: أن مناط الافتقار إلى العلة هو الإمكان والليسية الذاتية، وأن الأعراض المفارقة تحتاج في عروضها للموضوعات إلى العلل والوسائط.
وأما الأعراض اللازمة فمستغنية عن العلل والأوساط في العروض، وإلا لم تكن لازمة، وهذا خلف.
فالمفارقات كلها مرهونة بالعلل في العروض وعاكفة في أبوابها، فلولا الحيثية التعليلية ما شمت المفارقات وصف العروض، إلا أن تلك الحيثية ليست فريدة في عروض المحمول للموضوع، بل هناك حيثية أخرى ربما تكون قيدا للموضوع. فمطلق الحيثيات الدخيلة في العروض إما تعليلية أو تقييدية.
فمعرفة قاعدة أنواع الحيثيات واجبة التحصيل فإن مراعاتها تعصم الإنسان عن الوقوع في مساقط الغلط والضلال.
فقول الأستاذ الإمام (قدس سره): " الماهيات الإمكانية في موجوديتها تحتاج إلى حيثية تعليلية وتقييدية " قد استهدف الحيثيتين التعليلية والتقييدية معا.
فإن الإنسان - من الماهيات الإمكانية - في قولنا: " الإنسان موجود " يحتاج في الموجودية إلى علة تعطيه الوجود، وإلى قيد يضيق به في صدق الموجودية عليه.
فالأول هو الجهة التعليلية يقال لها الواسطة في الثبوت، والثاني هو الجهة التقييدية يقال لها الواسطة في العروض. فاتصاف الإنسان بالموجودية بهذا القيد والضميمة، فالموصوف بالحقيقة هو القيد والضميمة، واتصاف الإنسان إنما هو بالعرض.
كما أن حمل الموجودية على نفس كل واحد من الوجودات الإمكانية لا تحتاج إلى الحيثية التقييدية، بل تحمل عليه بالذات وبلا واسطة في العروض، ولكن لها واسطة في الثبوت وحيثية تعليلية. فكل واحد من الموجودات الإمكانية تحمل عليه الموجودية
(١٣٠)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159