حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٢١
السابق
أول شئ خلق الله تعالى ما هو؟ فقال: " نور نبيك يا جابر، خلقه الله ثم خلق منه كل خير "، والروايات كثيرة لا مجال لذكرها.
أقول: من شاء التبسط في هذا الباب فليراجع إلى " مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية " مع أخذ السلاح العلمي. ونحن ننقل في المقام شطرا منها، فإنه كما قيل: ولولا اللطف والإفضال منه لما طاب الحديث ولا الكلام، وكل لطيفة وظريف معنى حبيبي فيه والله الإمام.
قال (قدس سره) فيه:
مطلع: هل بلغك اختلاف ظاهر كلمات الحكماء المتألهين والفلاسفة الأقدمين، كمفيد الصناعة ومعلمها ومن يتلوه من المحققين، مع كلمات العرفاء الشامخين والمشائخ العارفين في كيفية الصدور وتعيين أول ما صدر من المبدأ الأول؟
قال في الميمر العاشر من أثولوجيا: فإن قال قائل: كيف يمكن أن تكون الأشياء من الواحد المبسوط الذي ليس فيه هوية ولا كثرة بجهة من الجهات.
قلنا: لأنه واحد محض مبسوط ليس فيه شئ من الأشياء، فلما كان واحدا محضا انبجست منه الأشياء كلها، وذلك أنه لما لم يكن له هوية انبجست منه الهوية، وأقول وأختصر القول: إنه لما لم يكن شيئا من الأشياء رأيت الأشياء كلها منه، غير أنه وإن كانت الأشياء كلها إنما انبجست منه، فإن الهوية الأولى - أعني بها هوية العقل - هي التي انبجست منه أولا بلا وسط، ثم انبجست منه جميع الهويات في العالم الأعلى والعالم الأسفل بتوسط العقل والعالم العقلي، انتهى كلامه.
ثم شرع في البرهان على مطلبه، وليس لنا الحاجة إليه، وإليه يرجع كلام سائر المحققين، كرئيس فلاسفة الإسلام في " الشفاء " وسائر مسفوراته، والشيخ المقتول وغيرهما من أساطين الحكمة وأئمة الفلسفة.
وقالت الطائفة الثانية: إن أول ما صدر منه تعالى وظهر عن حضرة الجمع هو
(١٢١)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159