حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١١
السابق
طويلة - إلى أن هاجر إلى البصرة ودخل في حلقة الحسن البصري الذي كان يبحث عن المسائل الاعتقادية. فوقع يوما مشاجرة بين الحسن البصري وواصل بن عطاء في مسألة، فاعتزل ابن عطاء عن حلقته وخالفه في أكثر المسائل، فحدث من هنا مسلك الاعتزال.
وممن وافق الحسن البصري في آرائه وعقائده أبو الحسن الأشعري تلميذ أبي علي الجبائي المعتزلي، وكان معاصر الإمام المحدثين، ثقة الإسلام الكليني - رضوان الله تعالى عليه - واتبع أستاذه الجبائي في الاعتزال، ثم رجع عنه. وإليه نسبت الفرقة الأشعرية، فصارت في قبال الفرقة المعتزلة.
ثم اشتد الجدال هاهنا في أوصاف الواجب - تعالى شأنه:
فذهبت الأشعرية إلى جانب الإفراط بإثبات صفات زائدة على ذاته، وسيجئ إبطاله في كلام الإمام (قدس سره).
والمعتزلة إلى جانب التفريط بنفي الصفات عنه تعالى وإثبات غاياتها وما يترتب عليها.
فمحصول قولهم: إن الذات المتعالية بذاتها نائبة مناب الصفات من قبيل " خذ الغايات واترك المبادئ "، بمعنى أن هنا عالما لا علم له وقادرا لا قدرة له وحيا لا حياة له وهكذا سائر الصفات، فغايات تلك الصفات مترتبة على الذات المقدسة، وأما مبادئها فلا.
وحكي عن بعض رؤساء المعتزلة: أنها من الاعتبارات العقلية التي لا وجود لها في الخارج، حيث أرجعوا جميع الصفات إلى صفة العلم والقدرة، وزعموا أنهما صفتان ذاتيتان هما اعتباران للذات، وسيجئ إبطاله أيضا في كلام الإمام (رحمه الله).
(١١)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159