حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٠٢
السابق
بنائية، وليست الهيئة والنظم من فعل الإنسان إلا بالعرض، وما هو فعله بالآلة الحركة القائمة بالعضلات أولا وبتوسطها بالأجسام، وفي هذا الفعل يكون بين النفس المجردة والفعل وسائط ومبادي من التصور إلى العزم وتحريك العضلات.
الضرب الثاني: ما يصدر منها بلا وسط أو بوسط غير جسماني كبعض التصورات التي يكون تحققها بفعالية النفس وإيجادها - إن لم نقل جميعها كذلك - مثل كون النفس لأجل الملكة البسيطة الحاصلة لها من ممارسة العلوم خلاقة للتفاصيل، ومثل اختراع المهندس صورة بدعية هندسية، فإن النفس مع كونها فعالة لها بالعلم والإرادة والاختيار لم تكن تلك المبادي حاصلة بنحو التفصيل كالمبادي للأفعال التي بالآلات الجسمانية، ضرورة أن خلق الصور في النفس لا تحتاج إلى تصورها والتصديق بفائدتها والشوق والعزم وتحريك العضلات، بل لا يمكن توسيط هذه الوسائط بينها وبين النفس، بداهة عدم كون التصور مبدأ للتصور بل نفسه حاصل بخلاقية النفس، وهي بالنسبة إليه فاعلة بالعناية بل بالتجلي، لأنها مجردة والمجرد واجد لفعليات ما هو معلول له في مرتبة ذاته، فخلاقيته لا تفتقر إلى تصور زائد، بل الواجدية الذاتية في مرتبة تجردها الذاتي الوجودي كافية للخلاقية، كما أنه لا تفتقر إلى إرادة وعزم وقصد زائد على نفسه.
إذا عرفت ذلك فاعلم: أن العزم والإرادة والتصميم ولا تكون مبدئيتها بالآلات الجرمانية بل هي موجدة لها بلا وسط جسماني. وما كان حاله كذلك في صدوره من النفس لا يكون، بل لا يمكن أن يكون بينه وبينها إرادة زائدة متعلقة به، بل هي موجدة له بالعلم والاستشعار الذي في مرتبة ذاتها، لأن النفس فاعل إلهي واجد لأثره بنحو أعلى وأشرف، فكما أن المبدأ للصور
(١٠٢)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159