الوهابية والتوحيد - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٤٦
السابق
العارف معنى حقيقيا يفهمه منه ليس ذلك ظنيا في حقه. مثاله رواية الصحابي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول هل من داع فأستجيب له، وهل من مستغفر فأغفر له.. الحديث، فهذا الحديث سيق لنهاية الترغيب في قيام الليل وله تأثير عظيم في تحريك الدواعي للتهجد الذي هو أفضل العبادات، فلو ترك هذا الحديث لبطلت هذه الفائدة العظيمة ولا سبيل إلى إهمالها، وليس فيه إلا إيهام لفظ النزول عند الصبي والعامي الجاري مجرى الصبي، وما أهون على البصير أن يغرس في قلب العامي التنزيه والتقديس عن صورة النزول بأن يقول له: إن كان نزوله إلى السماء الدنيا ليسمعنا نداءه وقوله فما أسمعنا، فأي فائدة في نزوله؟ ولقد كان يمكنه أن ينادينا كذلك وهو على العرش أو على السماء العليا. فهذا القدر يعرف العامي أن ظاهر النزول باطل، بل مثاله أن يريد من في المشرق إسماع شخص في المغرب ومناداته، فتقدم إلى المغرب أقداما معدودة وأخذ يناديه وهو يعلم أنه لا يسمع، فيكون نقله الأقدام عملا باطلا وفعلا كفعل المجانين، فكيف يستقر مثل هذا في قلب عاقل! بل يضطر بهذا القدر كل عامي إلى أن يتيقن نفي صورة النزول، وكيف وقد علم استحالة الجسمية عليه، واستحالة الإنتقال على غير الأجسام، كاستحالة النزول من غير انتقال. فإذن الفائدة في نقل هذه الأخبار عظيمة والضرر يسير، فأنى يساوي هذا حكاية الظنون المنقدحة في الأنفس!) انتهى.
فانظر إلى هذا المفسر المثقف كيف هداه عقله إلى الحق وأن أمور العقائد الخطيرة لا يكفي لإثباتها خبر واحد يعلم الله ماذا حدث في سلسلة رواته، ولكنه أخضع عقله لعمل (السلف) الذين حكموا بوجوب قبول رواية
(٤٦)
التالي
الاولى ١
٣٢١ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 2
2 نعمة سعة الصدر 2
3 نعمة سعة الصدر عند إخواننا 3
4 هدف هذا البحث 5
5 الفصل الأول: خلاصة مسألة الرؤية 7
6 متى ظهرت أحاديث الرؤية والتشبيه 8
7 معنى الفرية على الله تعالى ومصدرها 13
8 الألباني يتجاهل مذهب الصحابة النافين للرؤية 16
9 وهاجموا أمهم عائشة وأساءوا معها الأدب 18
10 الفصل الثاني: مذاهب المسلمين في آيات الصفات وأحاديثها 27
11 المذهب الأول: مذهب المتأولين 28
12 القاضي عياض ينقل إجماع المسلمين على التأويل 29
13 ابن خزيمة يؤول حديث: خلق الله آدم على صورته 31
14 من تأويلات النووي 34
15 وأسقط الوهابيون النووي عن الإمامة 36
16 من تأويلات القسطلاني 37
17 وكثيرون وافقونا على لزوم التأويل 39
18 من تأويلات رشيد رضا الباردة 40
19 المذهب الثاني: مذهب التفويض وتحريم 44
20 دلالات نصوص المفوضين 47
21 شيخ الأزهر يرى أن كل المفوضة متأولة 48
22 سبب تحريمهم التفسير والتأويل 48
23 المذهب الثالث: مذهب التجسيم 50
24 متى ظهرت مقولات التجسيم 51
25 متى تحولت عقيدة كعب في تجسيم الله تعالى إلى مذهب 58
26 الفصل الثالث: الحنابلة والتجسيم 62
27 الجمود على الألفاظ أرضية التجسيم 63
28 الفصل الرابع: ابن تيمية مجدد تجسيم الحنابلة 67
29 مقومات مذهب ابن تيمية 73
30 الفصل الخامس: الذهبي وارث ابن تيمية 76
31 المجسمة (أبناء) المذهب الظاهري 87
32 الفصل السادس: معبود الوهابيين 90
33 الباب الأول: باب الآيات والأحاديث التي تخالف مذهبهم 104
34 والباب الثاني من الإشكالات أكبر وأعظم، وهو باب التجسيم 107
35 التقية في التجسيم عند الوهابيين 108
36 وقال الوهابيون معبودهم يفنى إلا وجهه 111
37 أسلاف الوهابيين تورطوا قبلهم في الآية 115
38 أحد أجداد المجسمين يحاول حل إشكال الآية 118
39 تفسير السنة غير المجسمة للآية 120
40 تفسير علماء مذهب أهل البيت للآية 124
41 المزيد من نصوص الوهابيين في التجسيم 129
42 وتستر الوهابيون بالإمام مالك ونسبوا مذهبهم إليه 136
43 الإمام مالك يكذب كل أحاديث الرؤية ويهدم أساس مذهبهم 143
44 بل ادعوا أن معبودهم على صورة إنسان وله أعضاؤه! 145
45 وقالوا: معبودهم يركض ويهرول 146
46 وقالوا: معبودهم له ساق حقيقية 147
47 وتحيروا هل لمعبودهم أذن مادية أم هو ممسوخ الأذن! 148
48 من تأثير تجسيم الوهابيين على أطفال المسلمين 148
49 وقالوا كان الهواء قبل معبودهم أو معه 149
50 وتحيروا في العرش هل هو كروي أو مسطح؟! 150
51 وقالوا معبودهم موجود مادي يحويه العرش 151
52 وجعلوا حملة عرش معبودهم حيوانات 151
53 الفصل السابع: من ردود علماء المسلمين على تجسيم الوهابيين 158
54 الحافظ ابن حجر 159
55 الحافظ ابن الجوزي 161
56 السبكي والحلبي 161
57 الزهاوي من علماء العراق 163
58 أبو زهرة في تاريخ المذاهب الإسلامية 169
59 البشري والقضاعي 174
60 بيان أن العلو المعنوي من المجاز الشائع في كلام العرب 185
61 الكوثري يرد على المجسمين وينفي ما نسبوه إلى أئمة المذاهب 187
62 السيد الأمين في كشف الإرتياب 190
63 السقاف في الصحيح في شرح العقيدة الطحاوية 197
64 وظلم الألباني السقاف 204
65 الفصل الثامن: من بحوث الفلاسفة والمتكلمين في نفي الجسمية والجهة 206
66 بحث للعلامة الحلي في نفي الجسمية والجهة 207
67 بحث للفخر الرازي في نفي الجسمية 209
68 بحث للجرجاني في نفي الجهة 218
69 الفصل التاسع: المجسمون مبرؤون والشيعة متهمون 223
70 كتب الفرق والملل تفتري على الشيعة وتتستر على المجسمة 224
71 من أمثلة تستر كتب الملل على المجسمة 225
72 من أمثلة تخليط كتب الملل ونسبها الكاذبة 227
73 تقسيم الشيعة إلى فرق لا وجود لها 229
74 وقلد الغربيون كتب الملل وقلد الدكاترة الغربيين 232
75 الفخر الرازي يرد بعض ادعاءات كتب الملل 233
76 والشيخ الغزالي حلل دوافعهم إلى الكذب 233
77 وكفانا شيخ الأزهر الرد عليهم 234
78 وكفانا السيوطي الرد على رواياتهم 237
79 الفصل العاشر: نموذج من أكاديمية الوهابيين 240
80 المسألة الأولى: اتهامه إيانا بأنا أخذنا عقائدنا من اليهود و 253
81 والمسألة الثانية مع الدكتور القفاري: في معنى المصادر المعتمدة عندنا 255
82 الفصل الحادي عشر: النابغة هشام بن الحكم 262
83 مناظرته مع مجوسي يؤمن بإله النور وإله الظلمة 267
84 مناظرته مع جاثليق نصراني 268
85 بعض ما نقله من مناظرات أستاذه الإمام الصادق عليه السلام 273
86 مناظرته مع عمرو بن عبيد 279
87 الفصل الثاني عشر: نماذج من نصوص الشيعة في التوحيد 283
88 فهرس أهم المصادر 294