الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١٣٧
السابق
المادية والعلل الأخرى الكامنة في سر الغيب يجد أنه يجعل علل العالم الغيب، أقوى بكثير من علل العالم المادي، بما لا يمكن المقايسة بينهما، بحيث أنه يعطيها القدرة على إبطال كل مفاعيل العلل المادية، فانظر إلى الجبل الذي يتحرك ليطير فوق رؤوس أصحاب موسى (عليهم السلام)، وإلى الطير التي يقطعهن إبراهيم (عليه السلام) وينثر أشلائهن فوق قمم أربعة أجبل، فيناديهن فيأتين سعيا، وإلى الشجرة التي تتكلم، وإلى البقرة المذبوحة التي يضرب جسد الميت بها فيحيى، وإلى عرش بلقيس الذي ينقل من مكانه في اليمن إلى مكان سليمان (عليه السلام) في الشام في عملية ينعدم فيها الزمن، وإلى محمد (ص) الذي يرقى إلى حيث ينعدم المكان فيصبح على قاب قوسين أو أدنى أو إلى الجبل الذي يتصدع من خشية القرآن، والقمر الذي ينشق، والقرآن الذي تحل فيه علة الشفاء من المرض.
إن كل ذلك يفضي بنا إلى حقيقة قرآنية صارخة نجدها مطبوعة في كل مكان من أرجاء القرآن، وهي أن عالم الملكوت الإلهي عالم لا ينحصر على العالم المادي، بل إن العالم المادي هو الأضعف من بين بقية العوالم الأخرى التي يتبين أنها تتفاعل بنظام علية غير نظامنا، ومع هذا النظام تستحيل العلل المادية إلى علل ضعيفة،
(١٣٧)
التالي
الاولى ١
٢٨٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فاتحة الكتاب 3
2 مقدمة الطبعة الثانية 4
3 مقدمة الطبعة الأولى 43
4 الإهداء 54
5 تصدير: مقتضيات البحث والحوار العلمي 55
6 الباب الأول: ما هي الولاية التكوينية؟ 73
7 الباب الثاني: دلائل ثبوت الولاية التكوينية 79
8 أولا - الدليل العقلي 82
9 ثانيا - الدليل القرآني 109
10 بين يدي الدليل القرآني 110
11 أولا - الدليل القرآني في أبعاده الكلية 119
12 ثانيا - مصاديق الدليل القرآني 128
13 ثالثا: دليل الفكر القرآني 137
14 أ - الكون أمانة بيد المعصوم 137
15 ب - تعلق الوجود على وجود المعصوم 140
16 ج - الإنذار والتبشير في عالم الجن 143
17 د - تنزل الروح في ليلة القدر 144
18 ه‍ - ما ثبت للمفضول ثبت للفاضل 145
19 و - من لديه علم القرآن كله 149
20 ثالثا - الدليل الروائي 152
21 الولاية بين الشمول والتقييد 169
22 الباب الثالث: شبهات وردود 172
23 1 - هل الولاية تعني التفويض؟ 173
24 2 - هل الولاية فعلية أم إنشائية؟ 180
25 3 - لماذا لم يستخدم المعصوم ولايته؟ 192
26 4 - علم المعصوم 205
27 أ - معرفة علم الغيب منزلة روحية 211
28 ب - الاطلاع على علم الغيب أمر ناجز 215
29 ج - حجية قول المعصوم عليه السلام 218
30 ولكن ما بال الأخبار المتعارضة 228
31 لماذا لم يتجنب المعصوم المخاطر؟ 238
32 استدراك 242