الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١٢٤
السابق
الله فهو العليم الحكيم الخبير، يعلم لمن يولي هذه الأمانة، وخبير في جعلها لمن يرى فيه أهلية النوء بحملها، وحكيم في وضع هذا الأمر في محله، خصوصا وأن الآيات القرآنية التي تحدثت عن عمليات إيلاء هذه الولاية حفلت بتعليق ذلك المشيئة الإلهية، ومفروغ عن أن هذه المشيئة هي عين الحكمة، لذا حاشى لله أن يهب هذه الولاية لمن يمكن أن يسئ رعايتها (1)، وهي على أي حال ولاية في كنف ولاية الله، وتابعة لها، لذا فالحديث عن الإمكانيات التي افترضوها معطلة تماما، حتى وإن افترضنا جدلا بإمكانية الانحراف.
هذا من جهة الجاعل، إما من جهة المجعول لله، فهو في المصاف الأول النبي الأكرم (ص)، وسائر الأنبياء والأئمة - صلوات الله عليهم أجمعين - وهؤلاء كلهم لا يمكن أن يرد عليهم ما أشاروا إليه، - إذ لو كانوا غير جديرين بهذا الأمر، فهم من باب أولى غير جديرين بالنبوة والإمامة، لأن مرتبة الولاية التكوينية - بمقدارها -

1 - حديثنا هنا عن الولاية الكونية المطلقة والمجعولة لسيدنا ونبينا محمد - عليه أفضل صلوات الله وسلامه - وكذا للأئمة (عليهم السلام)، أو ما دونها بدرجة كتلك الممنوحة لسائر الأنبياء والأوصياء والملائكة (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
(١٢٤)
التالي
الاولى ١
٢٨٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فاتحة الكتاب 3
2 مقدمة الطبعة الثانية 4
3 مقدمة الطبعة الأولى 43
4 الإهداء 54
5 تصدير: مقتضيات البحث والحوار العلمي 55
6 الباب الأول: ما هي الولاية التكوينية؟ 73
7 الباب الثاني: دلائل ثبوت الولاية التكوينية 79
8 أولا - الدليل العقلي 82
9 ثانيا - الدليل القرآني 109
10 بين يدي الدليل القرآني 110
11 أولا - الدليل القرآني في أبعاده الكلية 119
12 ثانيا - مصاديق الدليل القرآني 128
13 ثالثا: دليل الفكر القرآني 137
14 أ - الكون أمانة بيد المعصوم 137
15 ب - تعلق الوجود على وجود المعصوم 140
16 ج - الإنذار والتبشير في عالم الجن 143
17 د - تنزل الروح في ليلة القدر 144
18 ه‍ - ما ثبت للمفضول ثبت للفاضل 145
19 و - من لديه علم القرآن كله 149
20 ثالثا - الدليل الروائي 152
21 الولاية بين الشمول والتقييد 169
22 الباب الثالث: شبهات وردود 172
23 1 - هل الولاية تعني التفويض؟ 173
24 2 - هل الولاية فعلية أم إنشائية؟ 180
25 3 - لماذا لم يستخدم المعصوم ولايته؟ 192
26 4 - علم المعصوم 205
27 أ - معرفة علم الغيب منزلة روحية 211
28 ب - الاطلاع على علم الغيب أمر ناجز 215
29 ج - حجية قول المعصوم عليه السلام 218
30 ولكن ما بال الأخبار المتعارضة 228
31 لماذا لم يتجنب المعصوم المخاطر؟ 238
32 استدراك 242