الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١١٣
السابق
والسرور على الحزن، والعافية على البلاء.. وما إلى ذلك، فإن من الطبيعي جدا أن نقول بأن هذا الإنسان - أي إنسان - بما منح أساسا من ولاية وهيمنة على بعض الأشياء، فإنه قد منح أساسا ولاية طبيعية على اختراق عمودي (1) لنظام العلة والمعلول، أي أنه يمتلك القدرة على تغليب بعض روابط العلل على بعضها الآخر لينتخب ما يناسبه من ظاهر كونية، وهذا الأمر يكون في العادة قبل بدء تفاعلات العلية، فمن يريد أن يحصل على مادة كيمياوية معينة ككلوريد الصوديوم (الملح) مثلا يمكنه أن يجمع ما بين مادتي الكلور والصوديوم في ظروف حرارية معينة فتنتج له ملحا، غير أن هذا الإنسان حتى وإن وضع أمامه المادتين عينهما، ولكنه رغب في الاستفادة من المادتين لأغراض الحصول على مادة أخرى

1 - الاختراق البشري في حالة حدوثه لن يكون إلا اختراقا عموديا، أي أنه اختراق في تراتبيه التأثير، لأن الثابت فلسفيا أن نظام العلة والمعلول - حتى مع حدوث خرق له كوما في المعجزة وما إلى ذلك - لا ينتفي من الوجود، وإنما يمكن تسليط قوانين لها صفة الهيمنة والتسلط أكثر من فعالية العلية التي تحكم ما بين علة ومعلول معينين، كما هو الحال في إمكانية التخلص من الجاذبية الأرضية، بتسليط قانون آخر عليها، كالحركة مثلا.
(١١٣)
التالي
الاولى ١
٢٨٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فاتحة الكتاب 3
2 مقدمة الطبعة الثانية 4
3 مقدمة الطبعة الأولى 43
4 الإهداء 54
5 تصدير: مقتضيات البحث والحوار العلمي 55
6 الباب الأول: ما هي الولاية التكوينية؟ 73
7 الباب الثاني: دلائل ثبوت الولاية التكوينية 79
8 أولا - الدليل العقلي 82
9 ثانيا - الدليل القرآني 109
10 بين يدي الدليل القرآني 110
11 أولا - الدليل القرآني في أبعاده الكلية 119
12 ثانيا - مصاديق الدليل القرآني 128
13 ثالثا: دليل الفكر القرآني 137
14 أ - الكون أمانة بيد المعصوم 137
15 ب - تعلق الوجود على وجود المعصوم 140
16 ج - الإنذار والتبشير في عالم الجن 143
17 د - تنزل الروح في ليلة القدر 144
18 ه‍ - ما ثبت للمفضول ثبت للفاضل 145
19 و - من لديه علم القرآن كله 149
20 ثالثا - الدليل الروائي 152
21 الولاية بين الشمول والتقييد 169
22 الباب الثالث: شبهات وردود 172
23 1 - هل الولاية تعني التفويض؟ 173
24 2 - هل الولاية فعلية أم إنشائية؟ 180
25 3 - لماذا لم يستخدم المعصوم ولايته؟ 192
26 4 - علم المعصوم 205
27 أ - معرفة علم الغيب منزلة روحية 211
28 ب - الاطلاع على علم الغيب أمر ناجز 215
29 ج - حجية قول المعصوم عليه السلام 218
30 ولكن ما بال الأخبار المتعارضة 228
31 لماذا لم يتجنب المعصوم المخاطر؟ 238
32 استدراك 242