الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ١٣٣
السابق
إنه إذا ثبت لنا أن الفعل الصادر من النبي هو معصية ومخالفة لله فليس لنا أن نقتدي به فيه، هكذا نقول نحن: إن الفعل المخالف للأولى الصادر من المعصوم، إذا ثبت أنه كذلك فليس هو مورد للاقتداء، لكننا نقول بأنه ليس دائما يستطيع المرء أن يشخص أن هذا الفعل الصادر من النبي مخالف للأولى أو أنه معصية، فعلى قولنا بعصمة الأنبياء المطلقة لن نقع في المعصية حتى لو فعلنا ما فعله النبي من مخالفة الأولى لأن مخالفة الأولى ليست معصية، أما أنتم فتكونون حسب عقيدتكم قد ارتكبتم معصية وذنبا إذا ما اقتديتم بفعل للنبي، وكان هذا الفعل معصية لله سبحانه وتعالى. فإذا كان القول بعصمة الأنبياء المطلقة ليس لطفا، أهذا يكون لطفا، يا مشارك.
ثالثا: إن الأمر بالأخذ من الأنبياء والرسل تعاليم الدين وأحكام الشرع والاقتداء بهم والسير على نهجهم وطريقهم في القرآن الكريم، وقبول أحكامهم وطاعتهم أمر مطلق غير مقيد بشئ وهو دليل العصمة، فلم يقل الله سبحانه وتعالى أطيعوا الرسول إذا لم يكن ما يأمركم به فيه معصية، وأما إذا أمركم بمعصية فلا تطيعوه أو تثبتوا من أقواله ولا تأخذون (كذا) بشئ منها إلا بعد أن يثبت لكم أنها غير مخالفة لله!!
ولم يقل الله سبحانه وتعالى إذا حكم الرسول بحكم فلا تقبلوا حكمه إذا كان مخالفا لتشريع الله!!
بل أمر بقبول الحكم من النبي بشكل مطلق، فما يحكم به النبي أو يأمر به أو ينهى عنه لا مجال لأحد أن يرفضه أبدا وبتاتا، ومن يرفض شئ (كذا) من ذلك أو يتردد في قبوله يكون قد رد على الله سبحانه وتعالى برده على رسوله!!
(١٣٣)
التالي
الاولى ١
٤٩٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 4
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 16
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 32
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 53
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 182
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 183
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 184
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 223
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 229
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 242
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 261
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 266
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 269
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 271
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 333
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 335
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 343
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 347
20 الانتحار سنة معطلة 348
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 350
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 355
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 424
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 462