الإمام البخاري وفقه أهل العراق - الشيخ حسين غيب غلامي الهرساوي - الصفحة ١٠٨
السابق
فالقول بخلق القرآن هو قول جهم بن صفوان السمرقندي المتوفى سنة 128 ه‍، والكرابيسي من شيوخ البخاري وهو أيضا يقول باللفظ، وقد أخذ البخاري ذلك عنه حتى قال: «ألفاظنا من أفعالنا، وأفعالنا مخلوقة».
وقال الذهبي في ترجمة داود بن علي: «رأس أهل الظاهر، فهو الذي قال: أما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس فمخلوق». (1) وقال الذهبي: «وهذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت، وما زال المسلمون على أن القرآن العظيم كلام الله ووحيه وتنزيله حتى أظهر المأمون القول بأنه مخلوق، وظهرت مقالة المعتزلة، فثبت الإمام أحمد بن حنبل وأئمة السنة على القول بأنه غير مخلوق، إلى أن ظهرت مقالة حسين بن علي الكرابيسي، وهي: إن القرآن كلام الله غير مخلوق، وإن ألفاظنا به مخلوقة، فأنكر الإمام أحمد ذلك وعده بدعة، وقال:
من قال: لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن، فهو جهمي، وقال: أيضا: من قال:
لفظي بالقرآن غير مخلوق، فهو مبتدع. فزجر عن الخوض في ذلك من الطرفين.
وأما داود فقال: القرآن محدث، فقام على داود خلق من أئمة الحديث، وأنكروا قوله وبدعوه. وجاء من بعده طائفة من أهل النظر، فقالوا: كلام الله معنى قائم بالنفس، وهذه الكتب المنزلة دالة عليه، ودققوا وعمقوا، فنسأل الله الهدى واتباع الحق به». (2) عقيدته في التوحيد شهدت الفترة بين أواخر القرن الثاني إلى القرن الثالث ظهور التيارات الفكرية من معتزلة، وقدرية، ومرجئة، وأشعرية، وأضحت المباحث الأصولية في التوحيد، والنبوة، والمعاد، والإيمان، والقرآن، والقضاء والقدر من أهم المسائل الخلافية التي أصبحت ميدانا للمتكلمين والعلماء وكان بعضهم يسعى في إرضاء الخلفاء، ومن هنا

(١٠٨)
التالي
الاولى ١
٢١٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 الفصل الأول الاتجاهات الفكرية في عصر البخاري 9
3 الشيعة 13
4 المعتزلة والجهمية 23
5 الأحناف 27
6 القرن الأول 28
7 القرن الثاني 35
8 القرن الثالث 39
9 خطة المتوكل العباسي لنشر النصب 39
10 أهم العلماء الذين اعتمد عليهم المتوكل 41
11 دور البخاري وأهداف المتوكل 45
12 الفصل الثاني أبو حنيفة 48
13 أبو حنيفة وولاؤه للعلويين 51
14 أبو حنيفة في ميزان الجرح والتعديل 54
15 المحدثون وجرح أبي حنيفة 55
16 زعماء الفكر الحنفي في العراق 61
17 ذم القياس والرأي 64
18 مدح الإجتهاد والطعن على المحدثين 66
19 موقف الظاهرية من الرأي والاجتهاد 69
20 نقد أهل الحديث على الظاهرية 72
21 المتحاملون على أبي حنيفة من شيوخ البخاري 74
22 أبو بكر بن أبي شيبة 74
23 نعيم بن حماد 75
24 الحميدي 77
25 تأثر الحميدي بالشافعي 80
26 الفصل الثالث الإمام البخاري 85
27 شيوخ البخاري 87
28 شيوخ البخاري بمكة 89
29 مذهب البخاري 92
30 محاكمة الندوي 94
31 مذهب البخاري في الكلام 95
32 عقيدته في التوحيد 97
33 اعتقاد البخاري في النبوة 100
34 بين تصديق البخاري وتكذيب مخالفيه 104
35 مذهب البخاري في الحديث 107
36 البخاري وعلم الرجال الحديث 108
37 تدليس البخاري 110
38 أقوال العلماء في ذم التدليس 111
39 بدعة البخاري 113
40 اخلاق البخاري 114
41 فقه البخاري 115
42 بين البخاري والحنفية 117
43 البخاري وكتبه الفقهية في الرد على الحنفية 117
44 صحيح البخاري 118
45 صحيح البخاري حجة بين المؤلف وبين الله تبارك وتعالى 118
46 التحقيق في «صحيح» البخاري 119
47 تحقيق في افتتاح البخاري بحديث «الأعمال بالنيات» 121
48 الأول: الاقتداء بشيخه عبد الرحمن بن مهدي 121
49 الثاني: إظهار المخالفة لأبي حنيفة في النية وتأثيرها 122
50 كتابه «قرة العينين برفع اليدين» 125
51 نظرية الحنفية في رفع اليدين 126
52 كتابه «القراءة خلف الإمام» 132
53 الفصل الرابع مواضع رد البخاري في صحيحه على أبي حنيفة 134
54 تعبير البخاري عن أبي حنيفة ب‍ «بعض الناس» 135
55 بين البخاري وأهل الرأي 136
56 تحقيق في تعبير البخاري ب‍ «بعض الناس» 139
57 موارد التعبير ب‍ «بعض الناس» في صحيح البخاري 142
58 الأول: في الركاز 142
59 الثاني: في الهبة 145
60 الثالث: في الهبة أيضا 147
61 الرابع: في الشهادات 149
62 الخامس: في الوصايا 152
63 السادس: في اللعان 154
64 السابع: في الإكراه 157
65 الثامن: في الأيمان 158
66 التاسع: في الإكراه 164
67 العاشر: في الحيل (في الزكاة) 165
68 موقف المحدثين من الحيل 166
69 البخاري وكتاب الحيل 170
70 افتتاح كتاب الحيل 171
71 الحادي عشر: في الزكاة أيضا 172
72 الثاني عشر: في الزكاة أيضا 173
73 الثالث عشر: في النكاح 174
74 الرابع عشر: في النكاح 176
75 الخامس عشر: في النكاح 176
76 السادس عشر: في النكاح 178
77 السابع عشر: في النكاح أيضا 178
78 الثامن عشر: في الغصب 180
79 التاسع عشر: في الهبة والشفعة 182
80 العشرون: في الشفعة 183
81 الواحد والعشرون: في الشفعة 185
82 الثاني والعشرون: في الشفعة 185
83 الثالث والعشرون: في الشفعة أيضا 186
84 الرابع والعشرون: في الأحكام 187
85 الخامس والعشرون: في الأحكام 189
86 الثاني موارد تعريضه بأبي حنيفة صراحة 189
87 الخاتمة 192
88 المصادر والمراجع 194