شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٢٨ - الصفحة ١٤٥
السابق
كثرة بكائه عليه السلام ذكر كثرة بكائه عليه السلام جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الحافظ ابن عساكر في " تاريخ مدينة دمشق " (ج 12 ص 41 ط دار البشير بدمشق) قال:
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، أنبأ الحسن بن محمد بن أحمد، أنا أبو الحسن البناني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني الحسين بن عبد الرحمن، عن أبي حمزة محمد بن يعقوب، عن جعفر بن محمد قال: سئل علي بن حسين عن كثرة بكائه؟ فقال: لا تلوموني، فإن يعقوب عليه السلام فقد سبطا من ولده فبكى حتى ابيضت عيناه من الحزن ولم يعلم أنه مات، وقد رأيت أبي وأربعة عشر رجلا من أهل بيتي يذبحون في غداة واحدة، فترون حزنهم يذهب من قلبي أبدا 1).

١) قال الفاضل المعاصر الهادي حمو في " أضواء على الشيعة " ص ١٢٥ ط دار التركي:
وهناك ظاهرتان بارزتان في إمامة زين العابدين أولهما المذهب السلوكي الذي أراده، ولم يتخذ له طريقة الوعظ اللفظي أو الارشاد والاصلاح الكلامي من على المنابر، وما كانت السيادة الأموية إذ ذاك تبيح لأبناء آل البيت أن يجهروا بأصواتهم على المنابر من جديد، وإنما اتخذ طريقة التوجيه الروحي والعمل القلبي أو التأثير النفسي: طريقة الابتهال والدعاء الذي وضع له صحيفته المشهورة: " الصحيفة السجادية ". وقد ضمنها 54 دعاء ينبث في عبادات الصلاة والصيام والحج وفي الاستعاذة والاستخارة ومواقف الملمات والتوبة...
والظاهرية الثانية: سنة البكاء التي انتهجها لشيعته، فهو قد بكى أباه الحسين ومن كان معه من شهداء كربلاء، بكى وبكى كما بكى نوح قومه المقضي عليهم بالطوفان، وكما بكى يعقوب ابنه يوسف المغرر به، وكما بكى يحيى خوف نار جهنم، وكما بكت فاطمة النبي أباها بعد وفاته... بل كما بكى آدم غب ارتكاب المعصية. ومما ينسب إليه في سنة البكاء هذه قوله: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين حتى تسيل على خديه بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه على خديه فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله منزلة صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خديه من فرط ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وأمنه يوم القيامة من عذاب النار.
نعم إن عصر زين العابدين كان عصر اللوعة الغضة على دماء الحسين والندم على ما فات من تقاعس على نصرة آل البيت، عصر حركة التوابين بقيادة سليمان بن صرد للأخذ بالثأر، عصر الزفرات التي عبر عنها الشاعر بقوله:
نحن بني المصطفى ذوو غصص * يجرعها في الأنام كاظمها عظيمة في الأيام محنتنا * أولنا مبتلى وآخرنا يفرح هذا الورى بعيدهم * ونحن أعيادنا مآتمنا والناس في الأمن والسرور وما * يأمن طول الزمان خائفنا وما خصصنا به من الشرف * الطائل في الأنام آفتنا يحكم فينا والحكم لنا * لا لجاحدنا حقنا وغاصبنا وقال الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه " أئمة الفقه التسعة " ج 1 ص 23 ط الهيئة المصرية العامة للكتاب " قال:
وقد اختار علي زين العابدين بن الحسين أن يعلم الناس وأن يفقههم بأمور دينهم، وأخذ أولاده بالنظر في علوم الدين، وأعدهم ليكونوا من بعده أئمة صالحين.
وقد كان علي زين العابدين هو أصغر آل البيت في كربلاء... أنقذه مرضه واستماتة السيدة زينب دفاعا عنه، وكان القتلة قد ذبحوا آل البيت من الذكور لم يرحموا أحدا حتى الأطفال، وشردوا نساء رسول الله في الفلوات.. ثم ساقوهن في موكب وحشي من كربلاء إلى دمشق يتقدمهن رأس سيد الشهداء على أسن حربة.
كل تلك الذكريات الفاجعة ظلت تعيش في أعماق علي زين العابدين، وصورة أبيه لا تفارق عينيه... عبد صالح خرج يطلب العدل للناس ويناضل لاسترداد حقوقهم وحريتهم، وبايعوه على أن ينصروه ليسترد لهم شرفهم وكبرياءهم وإذا بهم يخذلونه ويسلمونه وآل بيته إلى ظالميهم!
من أجل ذلك رفض علي زين العابدين طلب شيعة آل البيت في العراق أن ينهض من المدينة كما نهض أبوه، وصرف زين العابدين عنه هؤلاء أولئك الذين استنهضوه فقد وعى ما حدث لأبيه في العراق... وظل يوصي ولديه محمد الباقر وزيدا ألا ينخدعا باستنهاض أهل العراق، ففي مأساة الحسين عبرة!
(١٤٥)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإمام الرابع زين العابدين على بن الحسين عليه السلام مستدرك فضائل سيدنا الإمام السجاد عليه السلام 7
2 الإمام زين العابدين السجاد 14
3 تاريخ ميلاد الإمام السجاد ووفاته 17
4 كنيته عليه السلام 29
5 ألقابه عليه السلام ونقش خاتمه 31
6 زين العابدين 31
7 سيد العابدين 33
8 مستدرك عبادة سيد الساجدين عليه السلام 36
9 مستدرك شدة خشيته وخوفه عليه السلام من ربه 38
10 تلبيته عليه السلام 40
11 حاله عليه السلام عند الوضوء 42
12 صلاته عليه السلام كل يوم الف ركعة 45
13 مراعاته عليه السلام لراحلته 46
14 حاله عليه السلام عند صلاته 47
15 مهابته عليه السلام 49
16 سخاؤه وأنه قاسم الله ماله مرتين 50
17 إنفاقه عليه السلام سرا 51
18 آثار الجراب في ظهره عليه السلام 53
19 عطاءاته عليه السلام 58
20 اعتاقه عليه السلام العبيد 60
21 إنفاقه في طريق الحج 61
22 زهده عليه السلام 62
23 حلمه عليه السلام 64
24 بره عليه السلام بأمه 78
25 صبره عليه السلام على المكاره 79
26 مستدرك ما نقل من كراماته عليه السلام 81
27 كلامه عليه السلام في الدعاء 84
28 بعض أدعيته عليه السلام 86
29 من منظوم دعائه عليه السلام 91
30 مستدرك كلماته الشريفة 93
31 كلامه عليه السلام في السخاء 96
32 كلامه في القرآن 98
33 بعض كلماته عليه السلام 100
34 من كلامه في حب أهل البيت 107
35 من كلامه في عبادة العبيد 108
36 من كلامه في ذم التكبر 110
37 كلامه عليه السلام في القنوط من رحمة الله 111
38 كلامه في أهل الفضل والصبر وجيران الله تعالى 112
39 كلامه في الوصية لابنه 114
40 كلامه في الرياء وخلوص العمل 115
41 كلامه في وصف المؤمن والمنافق 115
42 كلامه في بدء الطواف بالبيت الحرام 116
43 كلامه في قصة زينب زوج النبي (ص) 117
44 بعض حكمه عليه السلام 118
45 كلامه عليه السلام في التقية 123
46 كلامه في ذم الضحك 124
47 كلامه في فقد الأحبة 126
48 كلامه في سبب عداوة قريش لعلي عليه السلام 129
49 كلامه في حب أهل البيت 130
50 كلامه في الخضر عليه السلام 132
51 كلامه مع الخضر 132
52 كلامه للمنهال بن عمرو 133
53 كلامه في شكر المخلوق والمؤاخاة 135
54 كلامه في محاسبة النفس 137
55 وصيته لابنه الباقر عليه السلام 142
56 كثرة بكائه عليه السلام 146
57 مستدرك ما قال فيه أعيان الصحابة والتابعين وغيرهم 149
58 أصح الأسانيد عند الزهري عن علي بن الحسين عليه السلام 154
59 قول مالك فيه 155
60 قول أبي حازم 157
61 قول سعيد بن المسيب 158
62 قول يحيى بن سعيد 159
63 قول زيد بن أسلم 160
64 قصيدة الفرزدق الميمية 162
65 حضوره في مجلس ابن زياد ويزيد 181
66 أولاده عليه السلام 202
67 الإمام الخامس أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام نسبه الشريف وميلاده ووفاته 205
68 كنيته وألقابه عليه السلام 213
69 وجه تلقبه بالباقر 213
70 نقش خاتمه عليه السلام 218
71 ملبسه عليه السلام 220
72 إبلاغ جابر الأنصاري سلام النبي (ص) على ولده الباقر 222
73 عبادته عليه السلام 226
74 من كراماته عليه السلام 228
75 سخاؤه عليه السلام 230
76 وصاياه عليه السلام 231
77 من وصيته لعمر بن عبد العزيز الخليفة المرواني 232
78 كلامه عليه السلام 235
79 كلامه في البسملة 239
80 كلامه في أصحاب الخصومات 240
81 كلامه في جواب أسئلة هشام بن عبد الملك 241
82 شيعتنا من أطاع الله تعالى 248
83 كلامه في كلمات الفرج 250
84 كلامه في الخضاب 252
85 كلامه في البر 253
86 قوله في أحب الأسماء إلى الله وأبغضها 254
87 من كلامه المنثور والمنظوم 257
88 بكاؤه عليه السلام في المسجد الحرام 270
89 كلامه في البكاء من خشية الله تعالى 271
90 تعليمه الوليد الأموي ضرب الدنانير والدراهم والنقش عليها 272
91 رواية أخرى في الموضوع 275
92 عدد أولاده عليه السلام 278
93 كلمات أعيان العامة في حقه عليه السلام 279
94 كلام سلمة بن كهيل 279
95 كلام مالك بن أعين الجهني 280
96 كلام عبد الله بن عطاء 280
97 كلام سفيان بن عيينة 281
98 كلام صالح بن أحمد بن أبيه 281
99 كلام الحافظ العجلي وغيره 282
100 كلام أبي هريرة العجلي 283
101 كلام شيخ الجامع الأزهر 283
102 كلام فضل الله بن روزبهان الخنجي 289
103 الإمام السادس أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام نسبه الشريف وميلاده ووفاته 298
104 مستدرك كنيته ولقبه عليه السلام 307
105 نقش خاتمه عليه السلام 308
106 علمه عليه السلام 309
107 أخذ جماعة من أئمة العلم عنه عليه السلام 309
108 قوله (سلوني قبل أن تفقدوني) 310
109 علمه عليه السلام بالجفر 310
110 عبادته عليه السلام 313
111 حلمه عليه السلام 314
112 صفاته الخلقية 316
113 دعاؤه على الحكيم بن عباس وافتراس الأسد له 319
114 كلامه عليه السلام في الدعاء 320
115 استجابة دعائه واستخلاصه من شر المنصور العباسي 321
116 أدعية أخر له عليه السلام 327
117 دعاء له لدفع شر المنصور الدوانيقي 329
118 طرف من كلماته عليه السلام ووصاياه 331
119 وصيته لابنه موسى الكاظم 331
120 كلامه عليه السلام في القرآن 333
121 كلامه في خلق الذباب 334
122 كلامه للمنصور العباسي 336
123 مناظرته مع المعتزلة 338
124 مكالمته مع أبي حنيفة 341
125 كلامه لسفيان الثوري 345
126 مواعظه لعنوان البصري 350
127 كلامه لزعيم الديصانية 353
128 كلامه في الخصومة في الدين 366
129 كلامه في تحريم الربا 367
130 كلامه في مصحف فاطمة عليها السلام 372
131 من كلامه المنظوم 373
132 كلامه في صلة الرحم 375
133 كلامه في وصف النبي صلى الله عليه وآله 376
134 كلامه لمفضل بن عمر 378
135 نبذة من كلماته الشريفة المنيفة في التفسير وغيره 382
136 جملة من كلماته الشريفة 403
137 بعض وصاياه عليه السلام 409
138 تفسيره لبعض الآيات 410
139 كلمات علماء العامة في شأنه 423
140 قول مالك بن أنس 423
141 قول محمد بن إدريس الشافعي 426
142 قول عمر بن المقداد 426
143 قول أبي حنيفة النعمان بن ثابت 426
144 قول هياج بن بسطام 429
145 قول أبي حاتم وابن معين 429
146 قول الحافظ زين الدين العراقي وابن شاهين والعجلي 430
147 قول أبي زهرة 431
148 قول الشيخ أحمد محيي الدين العجوز 434
149 قول المستشار الجندي 452
150 قول ابن روزبهان 483
151 قول ابن العربي وغيره 492
152 قول الدكتور عميرة والعميد أسود 497
153 كلام المستشرق رونلدسن 513
154 أولاده عليه السلام الأشراف 520
155 الإمام السابع أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام نسبه الشريف وميلاده ووفاته وألقابه وكناه 523
156 نقش خاتمه عليه السلام 527
157 قبض الرشيد عليه وشهادته في حبسه 527
158 عبادته عليه السلام وأدعيته 532
159 مستدرك كراماته عليه السلام 534
160 قبره الشريف ترياق مجرب لإجابة الدعاء 537
161 سخاؤه عليه السلام 538
162 خطابه للنبي (السلام عليك يا أبة) احتجاجه عليه السلام مع هارون الرشيد 545
163 كلماته عليه السلام 547
164 كلمات علماء العامة فيه عليه السلام 549
165 أولاده عليه السلام 573
166 الإمام الثامن أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام نسبه الشريف وميلاده ووفاته 576
167 كنيته عليه السلام ولقبه ونقش خاتمه 583
168 تزويج المأمون ابنته منه عليه السلام 584
169 وروده بنيسابور وحديث سلسلة الذهب 585
170 الرسالة الذهبية في الطب بعثها إلى المأمون 590
171 نبذة من كلماته الشريفة 592
172 كلامه في الإمامة 595
173 كلامه في العباس والشيعة 596
174 كلامه في من اسمه محمد 598
175 كلمات علماء العامة في شانه عليه السلام 600
176 القصيدة الثانية لدعبل الخزاعي 608
177 من ذكر الإمام الرضا عليه السلام 616
178 أبيات في مناقب الإمام الرضا للأمير محمد خان الشيباني خليفة الرحمن 659
179 أولاده عليه السلام 661