المدرسة الإسلامية - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٩٥
السابق
العربة هي عربة الحرية بالرغم من هذه الأغلال وهذه القيود التي وضعت في يديها.
اما كيف عادت الحرية قيدا؟!، وكيف أدى الانطلاق إلى تلك الأغلال، التي تجر العربة في اتجاه محتوم، وأفاقت الإنسانية على هذا الواقع المر في نهاية المطاف؟!. فهذا كله ما قدره الإسلام قبل أربعة عشر قرنا، حين لم يكتف بتوفير هذا المعنى السطحي من الحرية للإنسان، الذي مني بكل هذه التناقضات في التجربة الحياتية الحديثة للإنسان الغربي.. وانما ذهب إلى أبعد حد من ذلك، وجاء بمفهوم أعمق للحرية، وأعلنها ثورة، لا على الأغلال والقيود بشكلها الظاهري فحسب بل على جذورها النفسية والفكرية وبهذا كفل للإنسان أرقى وأنزه اشكال الحرية التي ذاقها الناس على مر التاريخ.
ولئن كانت الحرية في الحضارات الغربية تبدأ من التحرر لتنتهي إلى ألوان من العبودية والاغلال، كما سنوضح فان الحرية الرحيبة في الإسلام على العكس، لأنها تبدأ من العبودية المخلصة لله تعالى. لتنتهي إلى التحرر من كل أشكال العبودية المهينة.
يبدأ الإسلام عمليته في تحرير الإنسانية من المحتوى الداخلي للإنسان نفسه، لأنه يرى أن منح الإنسان الحرية ليس أن يقال له: هذا هو الطريق قد أخليناه لك فسر بسلام..
وإنما يصبح الإنسان حرا حقيقة، حين يستطيع أن يتحكم في طريقه ويحتفظ لإنسانيته بالرأي في تحديد الطريق ورسم معالمه واتجاهاته. وهذا يتوقف على تحرير الإنسان قبل كل شئ من عبودية الشهوات التي تعتلج في نفسه، لتصبح الشهوات أداة تنبيه للإنسان إلى ما يشتهيه، لا قوة دافعة تسخر إرادة الإنسان دون ان يملك بإزائها حولا أو طولا، لأنها إذا أصبحت كذلك خسر الإنسان حريته منذ بداية الطريق. ولا يغير من الواقع شيئا أن تكون يداه طليقتين
(٩٥)
التالي
الاولى ١
١٥٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية 4
2 كلمة المؤلف 5
3 الإنسان المعاصر وقدرته على حل المشكلة الاجتماعية 9
4 مشكلة الإنسان اليوم 10
5 الإنسان ومعالجتها للمشكلة 18 رأي الماركسية 14
6 رأي المفكرين غير الماركسيين 17
7 الفرق بين التجربة الطبيعية والاجتماعية 18
8 أهم المذاهب الاجتماعية 28
9 الديمقراطية الرأسمالية 30
10 الحريات الأربع في النظام الرأسمالي 31
11 الاتجاه المادي في الرأسمالية 35
12 موضع الأخلاق من الرأسمالية 38
13 مآسي النظام الرأسمالي 39
14 الاشتراكية والشيوعية 45
15 النظرية الماركسية 46
16 الانحراف عن العملية الشيوعية 48
17 المؤاخات على الشيوعية 52
18 الإسلام والمشكلة الاجتماعية 56
19 التعليل الصحيح للمشكلة 57
20 كيف تعالج المشكلة؟ 62
21 رسالة الدين 68
22 موقف الإسلام من الحرية والضمان 75
23 الحرية والرأسمالية والإسلام 76
24 الحرية في الحضارة الرأسمالية 78
25 موقف الإسلام من الحرية 82
26 أقسام الحرية 84
27 الحرية في المجال الشخصي 85
28 الحرية في المجال الاجتماعي 90
29 المدلول الغربي للحرية السياسية 92
30 الحرية الاقتصادية بمفهومها الرأسمالي 95
31 الحرية الفكرية بمفهومها الرأسمالي 96
32 الضمان في الإسلام والماركسية 99
33 ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي؟ 102
34 مقدمة 104
35 توضيح السؤال 105
36 حاجتنا إلى هذا السؤال 105
37 الخطأ في فهم السؤال 105
38 تصحيح الخطأ بالتمييز المذهب والعلم 106
39 مثال على الفرق بين المذهب والعلم 106
40 التأكيد على أن الاقتصاد الإسلامي مذهب 106
41 وجهة النظر في الجواب 107
42 هل يوجد في الإسلام اقتصاد؟ 108
43 ما هو نوع الاقتصاد الإسلامي؟ 112
44 المذهب الاقتصادي وعلم الاقتصاد 114
45 المثال الأول 115
46 المثال الثاني 118
47 المثال الثالث 119
48 استخلاص من الأمثلة السابقة 121
49 علم الاقتصاد والمذهب كالتأريخ والأخلاق 122
50 علم الاقتصاد كسائر العلوم 123
51 الفارق في المهمة لا في الموضوع 124
52 المذهب قد يكون إطارا للعلم 125
53 النتائج المستخلصة 127
54 المذهب لا يستعمل الوسائل العلمية 128
55 الاقتصاد الإسلامي كما نؤمن به 132
56 ما هي أكبر العقبات؟ 133
57 شمول الشريعة واستيعابها 135
58 التطبيق دليل آخر 138
59 المذهب يحتاج إلى صياغة 139
60 أخلاقية الاقتصاد الإسلامي 140
61 ماذا ينقص الاقتصاد الإسلامي عن غيره؟ 144