المدرسة الإسلامية - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ١٥١
السابق
وهذا هو الفارق، بين موقف الواعظ، وموقف المذهب الاقتصادي. فان الواعظ، ينصح بالعدل، ويحذر من الظلم ولكنه لا يضع مقاييس العدل والظلم، وانما يدع هذه المقاييس إلى العرف العام المتبع، لدى الواعظ وسامعيه. واما المذهب الاقتصادي، فهو يحاول أن يضع هذه المقاييس، ويجسدها في نظام اقتصادي، مخطط، ينظم مختلف الحقول الاقتصادية.
فلو ان الإسلام، جاء ليقول للناس، اتركوا الظلم، وطبقوا العدل، ولا تعتدوا على الآخرين، وترك للناس، ان يحددوا معنى الظلم، ويضعوا الصورة التي تجسد العدل، ويتفقوا على نوع الحقوق التي يتطلبها العدل، وفقا لظروفهم، وثقافتهم، وما يؤمنون به من قيم، وما يدركونه من مصالح وحاجات. لو أن الإسلام ترك كل هذا للناس، واقتصر على الامر بالعدل والترغيب فيه، والنهي عن الظلم والتحذير منه، بالأساليب التي يملكها الدين للاغراء والتخويف، لكان واعظا فحسب.
ولكن الإسلام، حين قال للناس، اتركوا الظلم، وطبقوا العدل، قدم لهم في نفس الوقت، مفاهيمه عن العدل والظلم وميز بنفسه، الطريقة العادلة، في التوزيع والتداول والانتاج عن الطريقة الظالمة. فذكر مثلا، ان تملك الأرض بالقوة، وبدون احياء، ظلم، وان الاختصاص بها، على أساس العمل والاحياء، حق، وأن حصول رأس المال، على نصيب من الثروة المنتجة باسم فائدة، ظلم، وحصوله على ربح، عدل. إلى كثير من ألوان العلاقات، والسلوك، التي ميز فيها الإسلام بين الظلم والعدل.
وأما حث الإسلام للأغنياء، على مساعدة إخوانهم، وجيرانهم من الفقراء، فهو صحيح، ولكن الإسلام، لم يكتف بهذا الحث وهذه التربية الخلقية، للأغنياء، بل
(١٥١)
التالي
الاولى ١
١٥٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية 4
2 كلمة المؤلف 5
3 الإنسان المعاصر وقدرته على حل المشكلة الاجتماعية 9
4 مشكلة الإنسان اليوم 10
5 الإنسان ومعالجتها للمشكلة 18 رأي الماركسية 14
6 رأي المفكرين غير الماركسيين 17
7 الفرق بين التجربة الطبيعية والاجتماعية 18
8 أهم المذاهب الاجتماعية 28
9 الديمقراطية الرأسمالية 30
10 الحريات الأربع في النظام الرأسمالي 31
11 الاتجاه المادي في الرأسمالية 35
12 موضع الأخلاق من الرأسمالية 38
13 مآسي النظام الرأسمالي 39
14 الاشتراكية والشيوعية 45
15 النظرية الماركسية 46
16 الانحراف عن العملية الشيوعية 48
17 المؤاخات على الشيوعية 52
18 الإسلام والمشكلة الاجتماعية 56
19 التعليل الصحيح للمشكلة 57
20 كيف تعالج المشكلة؟ 62
21 رسالة الدين 68
22 موقف الإسلام من الحرية والضمان 75
23 الحرية والرأسمالية والإسلام 76
24 الحرية في الحضارة الرأسمالية 78
25 موقف الإسلام من الحرية 82
26 أقسام الحرية 84
27 الحرية في المجال الشخصي 85
28 الحرية في المجال الاجتماعي 90
29 المدلول الغربي للحرية السياسية 92
30 الحرية الاقتصادية بمفهومها الرأسمالي 95
31 الحرية الفكرية بمفهومها الرأسمالي 96
32 الضمان في الإسلام والماركسية 99
33 ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي؟ 102
34 مقدمة 104
35 توضيح السؤال 105
36 حاجتنا إلى هذا السؤال 105
37 الخطأ في فهم السؤال 105
38 تصحيح الخطأ بالتمييز المذهب والعلم 106
39 مثال على الفرق بين المذهب والعلم 106
40 التأكيد على أن الاقتصاد الإسلامي مذهب 106
41 وجهة النظر في الجواب 107
42 هل يوجد في الإسلام اقتصاد؟ 108
43 ما هو نوع الاقتصاد الإسلامي؟ 112
44 المذهب الاقتصادي وعلم الاقتصاد 114
45 المثال الأول 115
46 المثال الثاني 118
47 المثال الثالث 119
48 استخلاص من الأمثلة السابقة 121
49 علم الاقتصاد والمذهب كالتأريخ والأخلاق 122
50 علم الاقتصاد كسائر العلوم 123
51 الفارق في المهمة لا في الموضوع 124
52 المذهب قد يكون إطارا للعلم 125
53 النتائج المستخلصة 127
54 المذهب لا يستعمل الوسائل العلمية 128
55 الاقتصاد الإسلامي كما نؤمن به 132
56 ما هي أكبر العقبات؟ 133
57 شمول الشريعة واستيعابها 135
58 التطبيق دليل آخر 138
59 المذهب يحتاج إلى صياغة 139
60 أخلاقية الاقتصاد الإسلامي 140
61 ماذا ينقص الاقتصاد الإسلامي عن غيره؟ 144