القرآن والعقيدة - السيد مسلم الحلي - الصفحة ٢٧٣
السابق
وبليغ رحمته، الجماع مع الحائض لحفظ الزوج والزوجة والنسل.
ومن خلال هذه الحكم تشع لنا حكمة أخرى في المقام هي حرمة طلاق الحائض، وذلك أننا إن ذهبنا إلى اجتماع الحيض مع الحمل كما صرحت به بعض النصوص ومثل قولهم (عليهم السلام): " إن الحامل ربما قذفت بالدم " (1) كان هناك حكمتان:
وهي دفع اختلاط النسل وتخالط الأنساب، لاحتمال أن يكون في الرحم نطفة يخشى أن تختلط بنطفة ثانية، وهذا مضافا إلى الحكمة التي ستأتيك الآن. أما إذا ذهبنا إلى أن الحمل لا يجتمع مع الحيض كما صرحت به بعض النصوص الاخر مثل قولهم (عليهم السلام): " ما كان الله ليجمع الحيض مع الحبل " (2) تجلت لنا حكمة أخرى هي حفظ المرأة والمحافظة عليها عن أن تطرقها العوارض النفسية والآلام المرهقة، فإن حالة الحيض أخطر دور من الأدوار على المرأة لسرعة تأثرها حينذاك بالآلام والعوارض النفسية، وأخطرها عليها هو الطلاق، وذلك واضح لا سترة فيه.
وهاهنا وقد عرفت مبلغ تلك الأخطار المتولدة عن وقاع الحائض في المحيض تعرف جليا كيف أن الآية الشريفة جمعت فأوعت وأوردت المعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة، بل جمعتها جميعا بلفظة واحدة وهي كلمة " أذى " وهذه الكلمة مضافا إلى ما فيها من معنى جم ومورد غزير أنها مستجيبة لكل زمان ومكان يستطيع كل زمن أن يطبقها على ما فيه من معرفة وثقافة استجابت للأمة العربية يوم أن هبطت عليها، والأمة العربية تلك الأمة الجاهلة القاحلة التي لم يضرب لها في المدينة عرق صميم بداية في المعارف وبداوة في العقول استجابت لها ففهمت منها أن " الأذى " هو القذر الذي تشمئز منه النفوس وتنفر منه الطباع، ثم سارت قدما حتى

(١) المعتبر: ١ / ٢٠٠، منتهى المطلب: ٢ / ٢٧٤.
(٢) راجع المعتبر: ١ / ٢٠٠، ذخيرة المعاد: ١ / 74، 75.
(٢٧٣)
التالي
الاولى ١
٣٣٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم بقلم: الدكتور محمد طه السلامي 3
2 ولادته 3
3 نبذة من سيرته 3
4 مؤلفاته 5
5 مقدمة التحقيق 7
6 ترجمة المؤلف 9
7 اسمه 9
8 ولادته 9
9 والده 10
10 مشايخه 10
11 نشأته وسيرته 10
12 مؤلفاته 11
13 وفاته 12
14 حول الكتاب 13
15 منهج التحقيق 13
16 مقدمة المؤلف 15
17 الفرق بين القرآن والاسلام والايمان 18
18 قول الكرامية 18
19 قول جهم بن صفوان، وأبي الحسن الأشعري، وبعض الامامية 19
20 قول أبي علي وأبي هاشم الجبائيين 19
21 قول قدماء المعتزلة 20
22 قول بعض العلماء المحققين من الامامية 22
23 قول بعض أصحابنا والأشعرية 23
24 في فاعل الكبيرة هل هو مؤمن، أو لا؟ 23
25 في أن الايمان هل يقبل الزيادة والنقصان، أو لا؟ 25
26 في معرفة الكفر والنفاق 26
27 في الفسق والنفاق 28
28 القرآن وعذاب القبر، أو البرزخ 29
29 في إثباته 29
30 في بيان من، أو ما هو المعذب في البرزخ؟ 32
31 في أن عذاب القبر عام لكل ميت أم هو مخصوص ببعض الأموات؟ 35
32 كلام الشيخ المفيد 35
33 كلام الشيخ المجلسي 36
34 في أن العذاب في القبر والثواب فيه متصل إلى يوم القيامة 37
35 في أن الاعتقاد في مثل هذه الأمور واجب 38
36 كلام الغزالي 39
37 القرآن وقدمه أو حدوثه 42
38 مذهب الأشاعرة 43
39 رأي الحنابلة 49
40 رأي الكرامية 49
41 القرآن والتفسير والتأويل 51
42 في الناحية الاشتقاقية للفظتي التفسير والتأويل 51
43 في معنى التفسير والتأويل 52
44 لفظ التفسير في مصطلح العلماء 53
45 في أنه هل يجوز تفسير القرآن بالرأي، أو لا يجوز؟ 54
46 في الرجوع إلى القرآن في مقام استنباط الاحكام 59
47 المحكم والمتشابه في القرآن 61
48 في أن القرآن كله محكم، أو كله متشابه 61
49 في بيان معنى المحكم ومعنى المتشابه في اللغة 62
50 في بيان معنى المحكم ومعنى المتشابه في الاصطلاح 64
51 كلام الفخر الرازي 65
52 المجمل والمؤول 65
53 في بيان بعض الفوائد التي جعل بعض القرآن من أجلها محكما، وجعل بعضه متشابها 66
54 القرآن وأنه لا تحريف فيه 72
55 في عدم وقوع الزيادة في القرآن 72
56 في عدم وقوع النقيصة في القرآن 73
57 كلام الشيخ الصدوق 76
58 كلام الشيخ المفيد 76
59 كلام السيد المرتضى 77
60 كلام الشيخ الطوسي، والشيخ البهائي 78
61 كلام الشيخ الطبرسي 79
62 كلام القاضي نور الله 79
63 كلام السيد المقدس البغدادي 79
64 كلام الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء 80
65 في عدم وقوع التحريف في القرآن 83
66 في الدليل على وقوع التحريف في التوراة 84
67 من الأدلة على وقوع التحريف في العهد القديم - التوراة - وقوع الخرافات فيها 85
68 اعتراف التوراة نفسها بوقوع التحريف فيها 88
69 اعتراف العلماء بوقوع التحريف فيها 88
70 اعتراف الأناجيل بوقوع التحريف فيها 89
71 القرآن ووقوع النسخ فيه 92
72 في سبب نزول آية النسخ 92
73 في قراءة آية النسخ 92
74 في حقيقة أصل النسخ بحسب مصطلح أهل الشرع 94
75 في أن النسخ عندنا جائز عقلا واقع نقلا 94
76 الوجوه التي احتج بها اليهود على مدعاهم 95
77 الاجماع على وقوع النسخ في القرآن 98
78 جواب أبي مسلم بن بحر عن الاستدلال بآية النسخ 99
79 أن المنسوخ إما أن يكون هو الحكم فقط، أو التلاوة فقط، أو هما معا 102
80 كلام الشيخ البلاغي 104
81 اختلاف المفسرين في قوله تعالى: (ما ننسخ...) 108
82 الوجوه التي استدل بها الشافعي على عدم جواز نسخ الكتاب بالسنة المتواترة 110
83 مسألة نسخ الكتاب بالسنة 112
84 مسألة نسخ آية الوصية بحديث (لا وصية لوارث) 113
85 كلام الأستاذ محمد عبده حول النسخ 114
86 كلام العلامة المجلسي حول البداء 116
87 كلام السيد الداماد حول البداء 117
88 كلام الشيخ الطوسي حول البداء 118
89 كلام الشيخ المرتضى حول البداء 118
90 كلام الشيخ الصدوق حول البداء 119
91 القرآن والاعجاز فيه 121
92 وجوه احتجاج القائلين بالصرفة 123
93 القرآن واللغة العربية 130
94 اختلاف العلماء في وقوع غير العربي في القرآن 131
95 الوجوه التي أجاب بها السيد المرتضى حول قوله تعالى: (وإذا قيل لهم اتبعوا...) و ملحوظات الشيخ البلاغي 144
96 وجه آخر للشيخ البلاغي 148
97 من الآيات التي وقع الغلط في فهمها: قوله تعالى: (تلك حدود الله فلا تعتدوها) 148
98 من الآيات التي وقع الغلط في فهمها: قوله تعالى: (ذلك بأنهم قالوا إنما البيع...) 149
99 من الآيات التي وقع الغلط في فهمها: قوله تعالى: (قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما...) 150
100 جواب الشيخ البلاغي حول التكرار 150
101 من الآيات التي وقع الغلط في فهمها: قوله تعالى: (ليس البر أن تولوا وجوهكم...) 156
102 من الآيات التي وقع الغلط في فهمها: قوله تعالى: (وأنفقوا من ما رزقناكم...) 162
103 من الآيات التي وقع الغلط في فهمها: قوله تعالى: (هذا خصمان اختصموا...) 163
104 من الآيات التي وقع الغلط في فهمها: قوله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا...) 163
105 من الآيات التي وقع الغلط في فهمها: قوله تعالى: (وأسروا النجوى الذين ظلموا) 164
106 من الآيات التي وقع الغلط في فهمها: قوله تعالى: (إن هذا لساحران) 165
107 من الآيات التي وقع الغلط في فهمها: قوله تعالى: (فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم 167
108 من الآيات التي وقع الغلط في فهمها: قوله تعالى: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم...) 168
109 من الآيات التي وقع الغلط في فهمها: قوله تعالى: (هل أتى على الانسان حين من الدهر...) 171
110 الآيات التي وقع فيها الخلط والخبط من وقوع الحروف الزائدة في القرآن 172
111 القرآن الكريم وأنه لا تناقض فيه 178
112 قوله تعالى: (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض...) 179
113 كلام الشيخ البلاغي 180
114 قوله تعالى: (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان) 183
115 بحور الشعر 190
116 حقيقة الشعر ومعناه 193
117 القرآن وبطلان العمل بالقياس والاستحسان 195
118 مدارك الاحكام عند الشيعة الامامية 196
119 استدلال الشيعة بالكتاب على بطلان العمل بالقياس 198
120 استدلال الشيعة بالسنة بالاجماع على بطلان العمل بالقياس 200
121 استدلال الشيعة بالاجماع على بطلان العمل بالقياس 201
122 اجماع الصحابة على بطلان العمل بالقياس 201
123 أقوال التابعين بعدم العمل بالقياس 204
124 كلام السيد حيدر بن علي العبدلي الآملي 206
125 آراء العلماء حول العمل بالقياس 209
126 كلام ابن حزم الأندلسي 210
127 استدلال الشيعة بالعقل على بطلان العمل بالقياس 218
128 أدلة القائلون - أو العاملون - بالقياس 238
129 الوجوه الواردة في كلام العلامة الحلي 239
130 الرد على وجوه العلامة الحلي 242
131 كلام الغزالي 246
132 شرح بعض المصطلحات الخاصة 247
133 القرآن الكريم وبعض حكم الاحكام وفلسفة التشريع 254
134 الحيض 257
135 القتال في الشهر الحرام 263
136 تحريم نكاح المشركات والإنكاح إلى المشركين 264
137 أن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل 266
138 القرآن الكريم والاجتهاد والتقليد 270
139 في تعريف الاجتهاد، وما هو في معناه أو حقيقته 271
140 الاجتهاد المطلق والاجتهاد المتجزي 273
141 فيما يصح فيه الاجتهاد، وما لا يصح فيه 277
142 كلام الشيخ الطوسي 278
143 ما يحتاج إلى المجتهدون من العلوم 279
144 في التخطئة والتصريف 283
145 كلام العلامة الحلي 285
146 في أنه هل يجوز للنبي صلى الله عليه وآله أن يعمل بالاجتهاد أو لا؟ 287
147 كلام العلامة الحلي 288
148 كلام الشيخ الطوسي 289
149 كلام العلامة الحلي أيضا 291
150 رد القاضي ابن روزبهان 292
151 كلام القاضي نور الله 293
152 في التقليد 296
153 في تحقيق حقيقة التقليد 297
154 في الدليل على جواز التقليد 299
155 الاستدلال بالكتاب 299
156 الاستدلال بالسنة والاجماع 300
157 كلام العلامة الحلي 301
158 كلام الشيخ الطوسي 302
159 الاستدلال بالعقل 304
160 الاستدلال بالبداهة والفطرة 305
161 اشتراط الأعلمية في مرجع التقليد 306
162 أدلة القائلين بجواز تقليد المفضول 307
163 أدلة القائلين بمنع تقليد المفضول 308
164 اشتراط الحياة في المفتين 310
165 أدلة المانعين من تقليد الأموات 311
166 أدلة المجوزين من تقليد الأموات 312