نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ٢ - الصفحة ٨٨
السابق
محمد فاق الورى في فضله * من عقمت أم الورى من مثله نص عليه من عليه سبقا * وقد كفاك فعله مصدقا
____________________
وكان اسمه على اسمه «محمد» وخصاله كخصاله الحميدة حرفا بحرف، ولذا «فاق الورى» بأجمعهم بعصره وزمانه «في فضله» ومكارمه، وعلومه، ومعاجزه، كما فاق جده الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل ذلك جميع العالمين، وبذلك صح أن يقال:
إنه (عليه السلام) «من عقمت أم الورى من» توليد «مثله» في أيامه، كما عقمت من توليد مثل ذلك النبي الأكرم جده (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقد برز منه (عليه السلام) من أنواع العلوم في الفقه، والحكمة، والكلام، وغيرها، ما ملأ الخافقين، ولذلك انتشرت جل الأحكام الشرعية - لو لم نقل كلها - منه (عليه السلام) ومن ابنه الصادق (عليه السلام) وذلك لما صادف لهما في عصرهما من الفسحة عن التقية، من جهة اشتغال الفريقين المعادين لأهل البيت - وهم بنو أمية وبنو العباس - بالحرب بينهم على الملك والسلطنة.
ولذلك خص (عليه السلام) باللقب المذكور دون آبائه وأبنائه المعصومين، مع استوائهم في العلم والفضل وسائر المكارم، واشتراك جميعهم في النور والروح والطينة، وقد انتقلت إليه الخلافة بعد أبيه (عليه السلام) بالنصوص الكثيرة من جده النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن آبائه الطاهرين، على ما في أحاديث الفريقين.
منها: ما أشرنا إليه من الأحاديث المأثورة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شأن أبيه (عليه السلام) فإنه مشتملة على ذكره وذكر أبنائه الطيبين إلى المهدي الخاتم من طرق الإمامية.
ومنها: ما «نص عليه» خاصة «من عليه سبقا» وهو الإمام الرابع السجاد (عليه السلام) في أحاديث كثيرة (*) «وقد كفاك» برهانا على إمامته بعد النصوص والأحاديث

* منها: رواية أبي خالد عن السجاد (عليه السلام) أنه قال: " محمد ابني، يبقر العلم بقرا " [١].
ومنها: رواية عثمان بن خالد عنه أيضا، أنه جمع أولاده في مرض الموت، وأوصى إلى ابنه محمد، ولقبه بالباقر، وجعل أمرهم إليه [٢].
ومنها: رواية مالك بن أعين، أنه قال لابنه محمد: " بني إني جعلتك خليفتي من بعدي " إلى قوله: " فاحمد الله على ذلك واشكره " [٣].
ومنها: رواية الزهري، أنه سأل السجاد وقال له فيما قال: " فإلى من نختلف بعدك "؟ فأشار إلى ابنه محمد، وقال: " إلى ابني هذا، إنه وصيي ووارثي، وعيبة علمي، معدن العلم، وباقر العلم ".
فقال الزهري: يا بن رسول الله هلا أوصيت إلى أكبر أولادك؟ فقال: " يا أبا عبد الله ليست الإمامة بالصغر والكبر، هكذا عهد إلينا رسول الله، وهكذا وجدناه في الصحيفة واللوح، اثني عشر أسامي مكتوبة بإمامتهم، وأسامي آبائهم وأمهاتهم، ويخرج من صلب ابني محمد سبعة من الأوصياء، فيهم المهدي " [٤].
إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة الموثقة المأثورة في ذلك، فراجع مظانها.
[١] الخرائج والجرائح (الراوندي) ١: ٢٦٨ / ١٢، بحار الأنوار ٤٦: ٢٣٠.
[٢ - ٤] كفاية الأثر (الخزاز): ٢٣٩ - ٢٤٢، بحار الأنوار ٤٦: ٢٣٠ - 232.
(٨٨)
التالي
الاولى ١
٤١٢ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقصد الثاني في انقسام صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) إلى مؤمن ومنافق: 3
2 ما استدل به الجمهور على وجوب تعظيمهم جميعا 3
3 فساد دعواهم وكذب ملفقاتهم التي نسبوها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 5
4 الإشارة إلى فظائع بعض الصحابة وما صدر عنهم من الفتن 6
5 شهادة الكتاب والأحاديث المعتمدة على أن فيهم مؤمنا ومنافقا وصالحا وطالحا 14
6 كان فيهم من يتعمد الكذب على النبي (صلى الله عليه وآله)، منهم أبو هريرة 16
7 الصحبة بنفسها ليست عاصمة عن ارتكاب القبائح 25
8 ذكر نموذجات من فعالهم المنكرة 26
9 الأحاديث العامية والخاصية في دوران الحق مدار علي (عليه السلام) 32
10 وجوب تقديم الفاضل على المفضول 35
11 سر إعراضهم عن علي (عليه السلام) مع ماله من الفضائل 36
12 حال الإجماع المدعى في السقيفة 39
13 اغتصاب حق وصي الرسول وإيذاء البتول (عليها السلام) 41
14 إشارة إلى ما وقع في الأمم الماضية من مخالفة نبيهم 47
15 حرب علي (عليه السلام) حرب الرسول (صلى الله عليه وآله) 51
16 ما صدر عن عائشة غير قابل للاعتذار 54
17 المقصد الثالث في بيان سائر خلفاء النبي (صلى الله عليه وآله) بعد علي (عليه السلام): 63
18 إمامة السبطين الحسن والحسين (عليهما السلام) 63
19 بعض فضائل أهل البيت (عليهم السلام) 66
20 إمامة زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) 79
21 إمامة محمد بن علي الباقر (عليه السلام) 84
22 إمامة جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) 87
23 إمامة موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) 91
24 كلام في نسبة البداء إليه تعالى 92
25 إمامة علي بن موسى الرضا (عليه السلام) 104
26 إمامة محمد بن علي الجواد (عليه السلام) 106
27 إمامة علي بن محمد النقي (عليه السلام) 107
28 إمامة الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) 108
29 إمامة خاتم الأئمة المعصومين المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه 110
30 روايتهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أن الخلفاء بعده اثنا عشر 112
31 اضطرابهم في عده تلك العدة 114
32 رد ما زعموه من اشتراط السيطرة 118
33 اعتراض بعض النصاب على أمر الغيبة، والجواب عنه 125
34 مقتضى حديث الثقلين وجود الإمام المعصوم إلى قيام الساعة 127
35 لا تخلو الأرض عن قائم لله بحجته 130
36 من مات ولم يعرف امام زمانه 132
37 إزاحة الاستبعاد عن اختفاء الحجة من العباد 134
38 المقصد الرابع في معتقدات الشيعة الإمامية في أئمتهم المعصومين: 150
39 فضلهم (عليهم السلام) فضل النبي (صلى الله عليه وآله) 150
40 علومهم (عليهم السلام) تغاير علوم الناس 152
41 براءة الشيعة عن المذاهب الشنيعة 154
42 تمايز خلق النبي وأوصيائه (عليهم السلام) عن خلق سائر الناس 160
43 لهم الكرامات واستجابة الدعوات 161
44 بعض الأشعار في مناقب الأئمة الأطهار 168
45 1 - في أن عليا (عليه السلام) خير الخلق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخير العرب، وخير الأمة، وخير البشر 181
46 2 - ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قوله: " علي مني مثل رأسي من بدني " وما يقرب منه 184
47 3 - ولادته (عليه السلام) في أشرف بقاع الأرض 186
48 4 - قلعه الأصنام عن الكعبة المكرمة 187
49 5 - حديث خاصف النعل 188
50 6 - حديث التفاحة 189
51 7 - حديث قميص هارون 189
52 الركن الأول: 191
53 إمكانه عقلا وثبوته شرعا 191
54 بيان المراد من فناء العالم 199
55 حقيقة الإنسان 201
56 قضاء الحكمة بلزوم مكافاة المحسنين ومجازاة المسيئين 205
57 دفع شبهة إعادة المعدوم 208
58 تحقيق في معنى الحشر والإحياء 211
59 بعض التأويلات الباردة والآراء الكاسدة 216
60 شبة الآكل والمأكول 218
61 شبهة عود جميع الفضلات 222
62 الركن الثاني: 225
63 عالم البرزخ 225
64 وجوب الإذعان لما ثبت وروده عن المعصومين (عليهم السلام) من وقائع عالم البرزخ 227
65 ذكر بعض الاعتراضات متعقبة بأجوبتها 228
66 وجوب تصديق ما نطق به الكتاب وما ثبت وروده عنهم (عليه السلام) في وقائع عالم النشور: من صحيفة الأعمال، والميزان، والصراط، والكوثر، وشهادة الجوارح، والنار والجنة، والحور والقصور 232
67 كل ذلك حق حقيقة، لا يجوز التأويل فيها وإن ارتكبه بعض المدعين للفلسفة والمعرفة 244
68 الركن الثالث: 247
69 جواز عفوه تعالى عن عصاة المؤمنين 247
70 لا قبح في إسقاط الوعيد، ولا ينافي صدقه تعالى 252
71 لا ينال عفوه تعالى إلا من له الأهلية 256
72 الركن الرابع: 260
73 ثبوت الشفاعة بالكتاب والإجماع والخبر المتواتر 260
74 شمول الشفاعة للصالح والطالح من المؤمنين 262
75 الآيات النافية للشفاعة 264
76 من هم الشافعون؟ 267
77 الركن الخامس: 268
78 التوبة، بيان حقيقتها ووجوبها وفوريتها 268
79 التوبة فيما يرجع إلى حقوق الناس 271
80 هل تجوز التوبة عن بعض المعاصي دون بعض؟ 274
81 توبة تخص بالإبرار 276
82 الركن السادس: 279
83 حقيقة الإيمان والكفر والنفاق 279
84 الركن السابع: 286
85 الإحباط والتكفير 286
86 بيان المراد منهما، والاختلاف في ثبوتهما 286
87 الركن الثامن: 291
88 ثمرة الإيمان 291
89 الثواب والأجور الأخروية 291
90 المؤمن المذنب 295
91 هل الثواب بالاستحقاق أو أنه تفضل؟ 299
92 خاتمتان: 302
93 1 - البحث عن الآجال 303
94 2 - البحث عن الأرزاق 304
95 التمهيد 311
96 من ينبغي مصاحبته 314
97 اغتنام الفرصة 316
98 الإحسان بلا منة 317
99 الصبر والحلم 319
100 اللين والخشونة 320
101 الصدق والسخاء 321
102 حسن الظن بالمؤمنين ونصحهم وكتمان أسرارهم 322
103 التواضع والتجنب عن الكبر 324
104 تطهير القلب من الوساوس 326
105 الإحسان بالوالدين 327
106 القناعة والتحذر من منن الرجال 329
107 التحذر من قطيعة الرحم 331
108 من الرحم؟ وما الصلة؟ 333
109 الخوف والرجاء 336
110 الاستشفاع في الحوائج إليه تعالى بأوليائه والتوسل بهم (عليهم السلام) 337
111 خضوع الشفاعة غير خضوع العبادة 340
112 الحسد وتبعاته 342
113 أهل المشورة 344
114 مخاطبة الجهال والسفهاء 345
115 التحذر من الاغترار بالدنيا 346
116 فضل الصمت وتقليل الكلام 350
117 تهذيب النفس بحسن الخلق و... وتحليتها بالعلم والأدب 351
118 مكانة الفقه، وقيمة العلم وتشبيهه بالبحر الزاخر 353
119 نصائح بليغة في طريق التعلم 360
120 النهي عن اتباع الظن 371
121 دور الأدلة الاجتهادية في الأحكام الدينية 373
122 تفريغ ساعات للعبادات المأثورة 376
123 الاهتمام بالفرائض اليومية 378
124 فضل الصيام 381
125 أداء الحقوق المالية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 382
126 الزواج والعفاف 383
127 الختام 385