الشيعة في الميزان - محمد جواد مغنية - الصفحة ٢٣١
السابق
الله، والله إني لأحبكم، وأحب من يحبكم لله لا للدنيا، وإني لأبغض عدوكم وأبرأ منه لا لشئ بيني وبينه، وإني لأحلل حلالكم، وأحرم حرامكم، وانتظر أمركم، فهل ترجو لي الخير جعلني الله فداك؟.
قال الإمام: أتى أبي رجل، وسأله مثل الذي سألت، فقال له: إن تمت ترد على رسول الله، وعلي، والحسن والحسين، ويثلج قلبك وتقر عينك، وتستقبل بالروح والريحان. وإنك معنا في السنام الأعلى.
فقال الشيخ: الله أكبر. أنا معكم في السنام الأعلى، وبكى فرحا، وأخذ يد الإمام، وقبلها، ثم وضعها على عينيه، ومسح بها وجهه وصدره، ثم قام وودع وخرج، فقال الإمام: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا.
هذا هو التحديد الصحيح لشيعة أهل البيت (ع)، يحللون حلالهم، ويحرمون حرامهم، ويحبون من يحبهم، ويبغضون عدوهم في الله، ولله. أما من يحلل اليوم ما حرمه بالأمس، تبعا لشهواته وميوله، أما من يزعم أنه من الشيعة الموالين، وفي الوقت نفسه ينصب العداء للمحبين، ويكيد لهم فليس من الإسلام ولا التشيع في شئ، بل هو عدو الله ورسوله وأهل بيته. قال الإمام الرضا: من عادى شيعتنا فقد عادانا، ومن والاهم فقد والانا، لأنهم خلقوا من طينتنا، من أحبهم فهو منا، ومن أبغضهم فليس منا.
ومحال أن نفهم هذا الكلام، ونعمل به ما لم نتجرد عن الأنانية وحب الذات.
إن الشرط الأول للتشيع أن نحب الموالي، ونخلص له، ونضحي من أجله، لا لشئ إلا لأنه محب للرسول وآله، وإذا محصنا الشيعة على هذا الأساس لا يبقى واحد من كل مائة، بخاصة المعممين الذين أصبح التحاسد بينهم من العلامات الفارقة والمميزة لهم عن سائر الفئات والهيئات.
وبالتالي، فإن التشيع لا ينفك أبدا عن الألفة والأخوة، لأنه من أمهات الفضائل وأعظمها، كما أن التحاسد من أمهات الرذائل وأقبحها.
توفي الإمام الباقر بالمدينة سنة 114، عاش مع جده الحسين 4 سنين، ومع أبيه 39، وبعده 18 سنة.
(٢٣١)
التالي
الاولى ١
٤٧٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 4
2 الشيعة والتشيع مقدمة 7
3 التشيع 10
4 الأصحاب والتشيع 21
5 شروط الإمام 27
6 علوم الإمام 39
7 التقية والبداء 45
8 الشيعة والفرس 60
9 أحمد أمين يعترف في أيامه الأخيرة 67
10 بين السنة والشيعة 72
11 المهدي المنتظر 84
12 التشيع في ثلاث مراحل 93
13 الإسلام والولاء 112
14 الإمامة بين شيخ الشيعة وشيخ المعتزلة 117
15 دول الشيعة 124
16 دولة الأدارسة 125
17 دولة العلويين 132
18 دولة البويهيين 135
19 دولة الفاطميين 146
20 الدولة الحمدانية 161
21 الدولة الصفوية 171
22 أصفهان مدينة العجائب 181
23 في مدينة العجائب والمساجد 182
24 عدد الشيعة وبلدانهم 191
25 النبي والزهراء والأئمة الإثنا عشر 205
26 محمد المصطفى 206
27 الزهراء 210
28 أمير المؤمنين 211
29 الإمام الحسن 214
30 الإمام الحسين 217
31 الإمام زين العابدين 221
32 الإمام محمد الباقر 227
33 الإمام جعفر الصادق 229
34 الإمام موسى الكاظم 233
35 الإمام علي الرضا 237
36 الإمام محمد الجواد 240
37 الإمام علي الهادي 243
38 الإمام الحسن العسكري 246
39 الإمام الحجة محمد بن الحسن 249
40 الأئمة الإثنا عشر 251
41 لا سنة ولا شيعة 254
42 مع الشيعة الإمامية مقدمة 260
43 ضرورات الدين والمذهب 262
44 من أصول الإمامية 265
45 لاجبر ولا تفويض 269
46 الخلاف لا يمنع من الإنصاف 273
47 من اجتهادات الإمامية 275
48 الشيعة في نظر الدكتور طه حسين 280
49 الشيعة في كتاب الحضارة الإسلامية 284
50 الغلاة في نظر الإمامية 286
51 الشيعة في كتاب الديمقراطية 290
52 الشيعة الإمامية في كتاب تاريخ التشريع الإسلامي 299
53 افتراء على الإمامية 303
54 الأعور الدجال 304
55 الشيعة في رأي الدكتور عبد الرحمن بدوي 308
56 القرآن الكريم 309
57 علم الحديث عند الإمامية 312
58 الإجماع 316
59 دليل العقل 322
60 الإمامة عند الشيعة الإمامية 328
61 الإمام 332
62 المناجاة 336
63 التقية 340
64 الأصل في الأشياء 341
65 هل يجب على المتدين أن يقلد في أعماله الدينية؟ 342
66 فوائد الصوم 345
67 كيف يجب أن نفهم العبادة 347
68 المتعة عند الشيعة الإمامية 352
69 ضريبة الزكاة عند الإمامية 354
70 الضرورة تعفي المضطر من العقاب 356
71 اليمين وأحكامها 360
72 نحو فقه إسلامي في أسلوب جديد 364
73 معركة في الأزهر 370
74 هل أبو ذر اشتراكي؟ 374
75 درس من الماضي 378
76 الإسلام وفكرة الزهد 381
77 ستة يعرفون بسيماهم 385
78 العمامة ورجال الدين 388
79 يوم عاشوراء 391
80 نحن أعداء الظلم 394
81 لمن العيد؟ 396
82 الجشع 399
83 العلم دين يدان به 402
84 حديث رمضان 404
85 العيد 408
86 كاشف الغطاء الكبير والمصلون 413
87 السيد محسن الأمين 415
88 الإثنا عشرية وأهل البيت (ع) الإثنا عشرية 420
89 آل البيت 440
90 أمضي على دين النبي 460
91 لولا تفسير الكاشف 466