المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٨١
السابق
بمقتله، ولم يزل يقتل كل من حمل اللواء من بني عبد الدار حتى تفانوا عليه، فحمله عبد لهم يقال له: صواب، وكان من أشد الناس، فقطع أمير المؤمنين عليه السلام يديه، ثم ضربه على أم رأسه فسقط صريعا، وانهزم المشركون، وأكب المسلمون على الغنائم فطمعت الرماة في الغنيمة، وفارقوا الشعب الذي أمرهم النبي صلى الله عليه وآله بملازمته.
فأتى خالد بن الوليد في خيل المشركين من ورائهم وهم غافلون، فكان البلاء، وقتل حمزة في سبعين رجلا، وفر الباقون، وثبت علي وأبو دجانة (1) وسهل بن حنيف (2).
وقاتل رسول الله صلى الله عليه وآله قتالا شديدا، وكسرت يومئذ رباعيته، وشقت شفته، وكلم في وجهه الشريف، ودخل من حلق المغفر في جبهته الشريفة، وعلاه ابن قمأة لعنه الله بالسيف، فسقط - بأبي وأمي - إلى الأرض، وصاح المشركون: قتل محمد، فأوغل المسلمون للهرب، وكسر علي غمد سيفه، وشد على جموع المشركين شدة ما سمع السامعون بمثلها، فكشفهم عن النبي صلى الله عليه وآله فوجده على الأرض، والدماء تسيل على وجهه الشريف، وأبصر النبي صلى الله عليه وآله جماعة من المشركين فقال: اكفنيهم يا

(١) هو سماك بن خرشة، من الصحابة الأوائل الذين صمدوا مع الرسول صلى الله عليه وآله في غزوة أحد، عاش حتى شهد مع علي بن أبي طالب عليه السلام صفين، وقيل غير ذلك.
أنظر: الإصابة ٢: ٧٧، أسد الغابة ٢: ٤٥٢، الاستيعاب ٢: ٨٣ - ٨٤.
(٢) سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم الأوسي الأنصاري، من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين، شهد بدرا والمشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وآله وثبت يوم أحد حين انهزم الناس، وبايع يومئذ على الموت، استخلفه علي على البصرة بعد الجمل، وشهد معه صفين وتوفي في الكوفة سنة ثمان وثلاثين وصلى عليه أمير المؤمنين عليه السلام.
أنظر: الإصابة ٢: ٨٧، أسد الغابة ٢: ٤٧٠.
(٢٨١)
التالي
الاولى ١
٣٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 4
2 ترجمة المؤلف 6
3 ولادته ونشأته 6
4 دراسته العلمية 6
5 عودته إلى جبل عامل 7
6 أسفاره 8
7 مؤلفاته 9
8 وفاته ومدفنه 11
9 عملنا في الكتاب 12
10 المقدمة الزاهرة لكتاب المجالس الفاخرة 15
11 مقدمة المؤلف 16
12 المطلب الأول: في البكاء 18
13 المطلب الثاني: في رثاء الميت بالقريض 30
14 المطلب الثالث: في تلاوة الأحاديث المشتملة على مناقب الميت ومصائبه 42
15 المطلب الرابع: في الجلوس حزنا على الموتى من أهل الحفائظ والأيادي المشكورة 45
16 المطلب الخامس: في الانفاق عن الميت في وجوه البر والاحسان 48
17 فصل 50
18 فصل 82
19 المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة 110
20 التعريف الكتاب 111
21 مقدمة الكتاب 114
22 المجلس الأول: في البكاء 115
23 المجلس الثاني: في الرثاء 125
24 المجلس الثالث: في تلاوة الأحاديث 136
25 المجلس الرابع: في الجلوس حزنا على الموتى 142
26 المجلس الخامس: في الانفاق صدقة عن الميت 148
27 * الفصل الأول فيما يتلى بتمامه صبيحة العاشر من المحرم، ويتلى مجالس متعددة في سائر أيام العشر، أو في باقي أيام السنة، فهو ليوم العاشر مجلس واحد، ولغيره اثنا عشر مجلسا 154
28 المجلس الأول 155
29 المجلس الثاني 162
30 المجلس الثالث 167
31 المجلس الرابع 171
32 المجلس الخامس 180
33 المجلس السادس 186
34 المجلس السابع 193
35 المجلس الثامن 198
36 المجلس التاسع 211
37 المجلس العاشر 216
38 المجلس الحادي عشر 220
39 المجلس الثاني عشر 226
40 الفصل الثاني في هدي النبي صلى الله عليه وآله وسيرته وذكر خصائصه المقدسة 236
41 المجلس الثالث عشر 237
42 المجلس الرابع عشر 243
43 المجلس الخامس عشر 247
44 المجلس السادس عشر 251
45 المجلس السابع عشر 256
46 المجلس الثامن عشر 261
47 المجلس التاسع عشر 264
48 المجلس العشرون 268
49 المجلس الحادي والعشرون 271
50 المجلس الثاني والعشرون 274
51 المجلس الثالث والعشرون 278
52 المجلس الرابع والعشرون 283
53 الفصل الثالث في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام ومواعظه وارشاداته 287
54 المجلس الخامس والعشرون 288
55 المجلس السادس والعشرون 294
56 المجلس السابع والعشرون 297
57 المجلس الثامن والعشرون 302
58 المجلس التاسع والعشرون 305
59 المجلس الثلاثون 308
60 المجلس الحادي والثلاثون 311
61 المجلس الثاني والثلاثون 314
62 المجلس الثالث والثلاثون 318
63 المجلس الرابع والثلاثون 321