أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ٣١٨
السابق
وهم أربعة عشر من رجال الشيعة، ورئيسهم ذلك الصحابي الذي أنهكه الورع والعبادة حجر بن عدي الكندي الذي كان من القادة في فتح الشام؟.
قتلهم معاوية صبرا، ثم صار يقول: ما قتلت أحدا إلا وأنا أعرف فيما قتله خلا حجر، فإني لا أعرف بأي ذنب قتلته (1)!
نعم أنا أعرف معاوية بذنب حجر، ذنبه ترك العمل بالتقية، وغرضه إعلان ضلال بني أمية، ومقدار علاقتهم من الدين.
وهل تذكرت الصحابي الجليل عمرو بن الحمق الخزاعي، وعبد الرحمن بن حسان العنزي الذي دفنه زياد في (قس الناطف) حيا (2)؟
أتراك تذكرت ميثم التمار، ورشيد الهجري، وعبد الله بن يقطر الذين شنقهم ابن زياد في كناسة الكوفة (3)؟

(١) راجع تاريخ الطبري ٥: ٢٥٣، الكامل في التأريخ ٣: ٤٧٢ وغيرهما تجد هذه المأثرة الخالدة من مآثر معاوية بن هند في قتله للصالحين والخيرين من رجال الأمة، وهداتها، واحكم بعد ذلك بما تشاء.
(٢) روى الطبري في تأريخه (٥: ٢٧٦)، وابن الأثير في الكامل (٣: ٤٨٦) وغيرهما، واللفظ للأول: ثم أقبل (أي معاوية بن هند) على عبد الرحمن العنزي فقال له: إيه يا أخا ربيعة، ما قولك في علي؟ قال: دعني ولا تسألني فإنه خير لك، قال: والله لا أدعك حتى تخبرني عنه.
قال: أشهد أنه كان من الذاكرين الله كثيرا، ومن الآمرين بالحق، والقائمين بالقسط، والعافين عن الناس.
قال: فما قولك في عثمان؟
قال: هو أول من فتح باب الظلم وارتج أبواب الحق.
قال قتلت نفسك، قال: بل إياك قتلت..
فبعث به معاوية إلى زياد وكتب إليه: أما بعد فإن هذا العنزي شر من بعثت! فعاقبه عقوبته التي هو أهلها، واقتله شر قتلة!.
فلما قدم به على زياد بعث به إلى قس الناطف، فدفن به حيا.
(٣) نعم، إن التأريخ يحدثنا بوضوح عن وحشية وقساوة الدول المتلاحقة وظلمها للشيعة بشكل لا تصدقه العقول، حتى لقد نالهم من الظلم والقتل الذريع المتلاحق الذي أجبرهم على اللجوء إلى التقية التي أباحها الشارع المقدس عند الضرورة حفاظا على البقية الباقية منهم، وليس لهم من دون ذلك حيلة ولا ملجأ، وكان ينبغي أن يلقى اللوم على من أجبرهم على اللجوء إلى هذا الأمر إلا إليهم. وأنا أدعوك أخي القارئ الكريم إلى مطالعة كتاب " الشيعة والحاكمون " للشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله تعالى للاطلاع عن كثب على بعض جوانب المأساة التي أحاطت بالشيعة أبان تلك العصور.
(٣١٨)
التالي
الاولى ١
٣٩١ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 110
4 مقدمة الطبعة الثانية 111
5 مقدمة الطبعة السابعة 125
6 مدخل الطبعة الأولى 132
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 134
8 الشيعة من الصحابة 139
9 الشيعة من التابعين 142
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 144
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 144
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 144
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 145
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 146
15 مؤرخو الشيعة 146
16 شعراء الشيعة 147
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 151
18 الحديث عن الرجعة 156
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 157
20 فرق الغلاة المنقرضة 160
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 166
22 نشأة التشيع 170
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 193
24 وظائف العقل 200
25 التوحيد 201
26 النبوة 202
27 الإمامة 203
28 العدل 211
29 المعاد 214
30 وظيفة القلب والجسد 214
31 تمهيد وتوطئة 215
32 الصلاة 221
33 الصوم 224
34 الزكاة 225
35 الزكاة الفطرة 226
36 الخمس 227
37 الحج 229
38 الجهاد 231
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 233
40 المعاملات 234
41 عقود النكاح 235
42 نكاح المتعة 235
43 الطلاق 260
44 الخلع والمباراة 265
45 الظهار والايلاء واللعان 266
46 الفرائض والمواريث 267
47 الوقوف والهبات والصدقات 270
48 القضاء والحكم 272
49 الصيد والذباحة 275
50 ظريفة 277
51 الأطعمة والأشربة 278
52 الحدود 281
53 حد الزنا 281
54 حد اللواط والسحق 282
55 حد القذف 282
56 حد المسكر 283
57 حد المحارب 284
58 حدود مختلفة 284
59 القصاص والديات 286
60 الخاتمة 290
61 البداء 290
62 التقية 292
63 ملحقات الكتاب 298