أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ٢٦٤
السابق
أحل الله، ويجترئ على حرمات الله، اضطروا إلى استخراج مصحح، فلم يجدوا إلا دعوى النسخ من النبي بعد الإباحة، فارتبكوا ذلك الإرتباك، واضطربت كلماتهم ذلك الاضطراب، ولو أنهم صححوا عمل الخليفة بما ذكرناه لأغناهم عن ذلك التكلف والارتباك.
ويشهد لما ذكرناه ما سبق من رواية مسلم عن جابر: كنا نتمتع بالقبضة من التمر والدقيق على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأبي بكر، حتى نهى عنه عمر في شأن عمرو بن حريث (1) الحديث.
فإنه يدل دلالة واضحة أن عمر نهى عن المتعة من أجل قضية في واقعة استنكر الخليفة منها، فرأى من الصالح للأمة النهي عنها، وإن كنا لم نعثر على شئ من شأن القضية، ولكن أبا حفص كان معلوما حاله في الشدة والتنمر، والغلظة والخشونة في عامة أموره، فربما يكون قد استنكر شيئا في واقعة خاصة أوجب تأثره وتهيجه الشديد الذي بعثه على المنع المطلق خوف وقوع أمثاله، اجتهادا منه ورأيا تمكن في ذهنه، وإلا فأمر المتعة وحليتها بعد: نص القرآن، وعمل النبي، والصحابة طول زمن النبي، ومدة خلافة أبي بكر، وبرهة من خلافة عمر، أوضح من أن يحتاج إلى شئ من تلك المباحث والهنابث (2)، وتلك المداولات العريضة الطويلة.

(١) في شرح مسلم المسمى بإكمال المعلم للوشتاني الآبي قوله في شأن عمرو بن حريث:
قيل: كان نهيه عن ذلك في آخر خلافته، وقيل: في أثنائها. وقال [أي عمر بن الخطاب]:
لا يؤتى برجل تمتع وهو محصن إلا رجمته، ولا برجل تمتع وهو غير محصن إلا جلدته.
وقضية عمرو بن حريث: أنه تمتع على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودام ذلك حتى لخلافة عمر، فبلغه ذلك فدعاها فسألها فقالت: نعم، قال: من شهد؟ قال عطاء:
فأراها قالت أمها وأباها، قال: فهلا غيرهما. فنهى عن ذلك. إنتهى " منه قدس سره ".
(٢) الهنابث: جمع هنبثة، وهي الأمر الشديد.
الصحاح ١: ٢٩٦.
(٢٦٤)
التالي
الاولى ١
٣٩١ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 110
4 مقدمة الطبعة الثانية 111
5 مقدمة الطبعة السابعة 125
6 مدخل الطبعة الأولى 132
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 134
8 الشيعة من الصحابة 139
9 الشيعة من التابعين 142
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 144
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 144
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 144
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 145
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 146
15 مؤرخو الشيعة 146
16 شعراء الشيعة 147
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 151
18 الحديث عن الرجعة 156
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 157
20 فرق الغلاة المنقرضة 160
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 166
22 نشأة التشيع 170
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 193
24 وظائف العقل 200
25 التوحيد 201
26 النبوة 202
27 الإمامة 203
28 العدل 211
29 المعاد 214
30 وظيفة القلب والجسد 214
31 تمهيد وتوطئة 215
32 الصلاة 221
33 الصوم 224
34 الزكاة 225
35 الزكاة الفطرة 226
36 الخمس 227
37 الحج 229
38 الجهاد 231
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 233
40 المعاملات 234
41 عقود النكاح 235
42 نكاح المتعة 235
43 الطلاق 260
44 الخلع والمباراة 265
45 الظهار والايلاء واللعان 266
46 الفرائض والمواريث 267
47 الوقوف والهبات والصدقات 270
48 القضاء والحكم 272
49 الصيد والذباحة 275
50 ظريفة 277
51 الأطعمة والأشربة 278
52 الحدود 281
53 حد الزنا 281
54 حد اللواط والسحق 282
55 حد القذف 282
56 حد المسكر 283
57 حد المحارب 284
58 حدود مختلفة 284
59 القصاص والديات 286
60 الخاتمة 290
61 البداء 290
62 التقية 292
63 ملحقات الكتاب 298