أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ٢٦١
السابق
مكة، ثم لم نخرج حتى نهانا عنها (1).
والنسخ تارة ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وأخرى إلى عمر، وأنها كانت ثابتة في عهد النبي وعهد أبي بكر، وأن علي بن أبي طالب عليه السلام نهى ابن عباس عن القول بالمتعة في مواطن فرجع عن القول بها (2)، مع إنه روي أن ابن الزبير قام بمكة فقال: إن أناسا أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم (يعني ابن عباس) يفتون بالمتعة فناداه (أي ابن عباس): إنك لجلف جاف، فلعمري لقد كانت المتعة تفعل على عهد إمام المتقين.. إلى آخر الحديث (3).
وهذا يدل على بقائه على فتواه إلى آخر عمره في خلافة ابن الزبير.
وأعجب من الجميع نسبة النهي عنها إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، مع أن حلية المتعة قد صار شعارا لأهل البيت وشارة لهم، وعلي عليه السلام بالخصوص قد تظافر النقل عنه بإنكار حرمة المتعة، ومن كلماته المأثورة التي جرت مجرى الأمثال قوله: " لولا نهي عمر عن المتعة ما زنى إلا شفا أو شقي ".
ففي تفسير الطبري الكبير: روي عن علي بن أبي طالب أنه قال:
" لولا أن عمر نهى الناس عن المتعة ما زنى إلا شقي أو شفا (4) " (5).

(١) صحيح مسلم ٢: ١٠٢٥ / ٢٢.
(٢) المصنف لعبد الرزاق ٧: ٥٠١، الكشاف للزمخشري ١: ٥١٩.
(٣) صحيح مسلم ٢: ١٠٢٦ / ٢٧، سنن البيهقي ٧: ٢٠٥.
(٤) أي قليل من الناس، وقيل: إلا خطيئة قليلة من الناس لا يجدون ما يستحلون به الفروج.
أنظر: الصحاح ٦: ٢٣٩٣، لسان العرب ١٤: ٤٣٧.
(٥) جامع البيان للطبري ٥: ٩، وانظر كذلك: التفسير الكبير للرازي ١٠: ٥٠، تفسير البحر المحيط لابن حيان ٣: ٢١٨، الدر المنثور ٢: ١٤٠.
(٢٦١)
التالي
الاولى ١
٣٩١ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 110
4 مقدمة الطبعة الثانية 111
5 مقدمة الطبعة السابعة 125
6 مدخل الطبعة الأولى 132
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 134
8 الشيعة من الصحابة 139
9 الشيعة من التابعين 142
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 144
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 144
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 144
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 145
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 146
15 مؤرخو الشيعة 146
16 شعراء الشيعة 147
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 151
18 الحديث عن الرجعة 156
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 157
20 فرق الغلاة المنقرضة 160
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 166
22 نشأة التشيع 170
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 193
24 وظائف العقل 200
25 التوحيد 201
26 النبوة 202
27 الإمامة 203
28 العدل 211
29 المعاد 214
30 وظيفة القلب والجسد 214
31 تمهيد وتوطئة 215
32 الصلاة 221
33 الصوم 224
34 الزكاة 225
35 الزكاة الفطرة 226
36 الخمس 227
37 الحج 229
38 الجهاد 231
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 233
40 المعاملات 234
41 عقود النكاح 235
42 نكاح المتعة 235
43 الطلاق 260
44 الخلع والمباراة 265
45 الظهار والايلاء واللعان 266
46 الفرائض والمواريث 267
47 الوقوف والهبات والصدقات 270
48 القضاء والحكم 272
49 الصيد والذباحة 275
50 ظريفة 277
51 الأطعمة والأشربة 278
52 الحدود 281
53 حد الزنا 281
54 حد اللواط والسحق 282
55 حد القذف 282
56 حد المسكر 283
57 حد المحارب 284
58 حدود مختلفة 284
59 القصاص والديات 286
60 الخاتمة 290
61 البداء 290
62 التقية 292
63 ملحقات الكتاب 298