أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ٢٠٠
السابق
وتجد في (ربيع الأبرار) للزمخشري ونظائره لهذه النادرة نظائر كثيرة (1).
هذا كله والناس قريبو عهد بالنبي والخلفاء، وما كانوا عليه من التجافي عن زخارف الدنيا وشهواتها، ثم انتهى الأمر به إلى أن دس السم إلى الحسن عليه السلام فقتله (2)، بعد أن نقض كل عهد وشرط عاهد الله عليه له (3)، ثم أخذ البيعة لولده يزيد قهرا، وحاله معلوم عند الأمة يومئذ أكثر مما هو معلوم عندنا

(١) أنظر: ربيع الأبرار ١: ٩٠، ٩٢، ٨٠٧، ٨٣٥ و ٢: ٦٩٣، ٧٢٠ و ٣: ٧٧، ٨٠ و ٤:
٢٣٩، ٢٤٢.
(٢) مقاتل الطالبيين: ٧٣، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ١٦: ٤٩، الاستيعاب بهامش الإصابة ١: ٣٧٥، مروج الذهب ٣: ١٨٢ / ١٧٦٠.
(٣) قد يكتفي البعض بمقولة معاوية بن هند في مسجد الكوفة من أن كل العهود والمواثيق التي أبرمها وتعهد للإمام الحسن عليه السلام بالوفاء بها، وأشهد على نفسه في ذلك الشهود تحت قدميه لا يفي منها بشئ، إلا أن استقراء سيرة معاوية وأفعاله بعد ذلك الصلح خير شاهد على هذا النقض والتنصل عما عاهد الله تعالى عليه لأن يفي به.
بلى، فقد عاهد الإمام الحسن عليه السلام بأن تكون الخلافة له بعد موته، وإذا توفي الإمام الحسن عليه السلام قبله فإن الخلافة تكون للإمام الحسين عليه السلام بعد هلاك معاوية، بيد أنه (أي معاوية) جهد على استحصال البيعة لولده يزيد الفاجر بشتى الوسائل والذرائع بعد وفاة الإمام الحسن عليه السلام، حين كان قد تحايل في التمهيد لإذاعة هذا الأمر في حياة الإمام الحسن عليه السلام على ما تذكره المراجع المختلفة.
ثم إن معاوية تعهد للإمام الحسن عليه السلام بالكف عن مطاردة شيعته وحقن دمائهم، لكنه لم يترك وجها من أصحاب الإمام عليه السلام وشيعته إلا ونكل به أو قتله.
بل ونقض ما تعهد به من رفع السنة السيئة التي ابتدعها بسب الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام على المنابر، ولكنه هلك وهلك الذين بعده وهم على هذه الفعلة النكرة دائمون، حتى نهى عنها عمر بن عبد العزيز من بعد.
وأخيرا فقد تعهد بأن يحكم بما في القرآن وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وآله، ولكنه.. وكما قيل شتان بين مشرق ومغرب.
راجع ما شئت من كتب التأريخ التي تحدثت عن هذه الواقعة، واحكم بما يمليه عليك دينك وعقلك.
(٢٠٠)
التالي
الاولى ١
٣٩١ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 110
4 مقدمة الطبعة الثانية 111
5 مقدمة الطبعة السابعة 125
6 مدخل الطبعة الأولى 132
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 134
8 الشيعة من الصحابة 139
9 الشيعة من التابعين 142
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 144
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 144
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 144
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 145
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 146
15 مؤرخو الشيعة 146
16 شعراء الشيعة 147
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 151
18 الحديث عن الرجعة 156
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 157
20 فرق الغلاة المنقرضة 160
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 166
22 نشأة التشيع 170
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 193
24 وظائف العقل 200
25 التوحيد 201
26 النبوة 202
27 الإمامة 203
28 العدل 211
29 المعاد 214
30 وظيفة القلب والجسد 214
31 تمهيد وتوطئة 215
32 الصلاة 221
33 الصوم 224
34 الزكاة 225
35 الزكاة الفطرة 226
36 الخمس 227
37 الحج 229
38 الجهاد 231
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 233
40 المعاملات 234
41 عقود النكاح 235
42 نكاح المتعة 235
43 الطلاق 260
44 الخلع والمباراة 265
45 الظهار والايلاء واللعان 266
46 الفرائض والمواريث 267
47 الوقوف والهبات والصدقات 270
48 القضاء والحكم 272
49 الصيد والذباحة 275
50 ظريفة 277
51 الأطعمة والأشربة 278
52 الحدود 281
53 حد الزنا 281
54 حد اللواط والسحق 282
55 حد القذف 282
56 حد المسكر 283
57 حد المحارب 284
58 حدود مختلفة 284
59 القصاص والديات 286
60 الخاتمة 290
61 البداء 290
62 التقية 292
63 ملحقات الكتاب 298