أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ١٥
السابق
تجد التراث الشيعي للكثير من علماء الشيعة ومتكلميها، وطوال حقب متلاحقة، تزدان به ما لا يحصى من المؤلفات والأسفار القيمة التي تبين بوضوح لا خفاء فيه عقائد الشيعة، وأدلتهم الشرعية التي يرتكزون عليها في صياغة أحكامهم التي يتعبدون من خلالها.. وهذا التراث بكل ما فيه لا يعسر على أحد قراءته ومطالعته، وإدراك حقيقته، وذاك أجدى لمن ابتغى الحقيقة لا سواها، لأن السماع أو الركون لتقولات الآخرين - كما هو حال العديد من الباحثين في عصرنا الحاضر، وهو ظاهرة سلبية مردودة قد يؤدي إلى إيقاع الظلم بالآخرين دون حجة أو دليل يعتذر به، لتعمد البعض قلب الحقائق وتزييفها لأغراض ومآرب غير خافية على أحد (1).

(١) الغريب أن تبلغ السذاجة أو الصلافة بالانسان حدا يتجاوز فيه كل الحدود الشرعية والأخلاقية، وتحشره مجردا في زاوية حرجة، وفي موقع مفضوح تجعل المرء معها يتساءل عن مدى الفائدة التي يجنيها هذا البعض من هذه التصرفات والمواقف الشاذة والمنحرفة المرتكزة على التقولات والافتراءات الباهتة التي لا بد وأن يظهر زيفها مع الأيام وعند الاستقصاء، وعندها لا أدري بماذا يعتذر هنالك المبطلون، سواء أكان ذلك في الدنيا أو يوم يقوم الحساب.
نعم هناك الكثير من هذه الموارد الدالة على انحراف أصحابها عن جادة الصواب ومنطق الحق من الذين لا تفسر مواقفهم هذه إلا بأنها محاولات مسمومة لبعثرة الصف الاسلامي الواحد أشار إليها بعض الباحثين والمتتبعين في بحوثهم ومؤلفاتهم، كما أشرنا إلى بعض منها في مقدمتنا التحقيقية لكتاب مكارم الأخلاق، فراجع.
وأما ما نريد الإشارة إليه هنا فهو عينة صادقة عن خبايا تلك النفوس التي لا ترعوي أمام كلمة الحق، ولا تخشى المساءلة يوم الحساب، وبشكل تمجه النفوس، وتزدريه العقول.
فقد عمد أحد الكتاب المصطفين في خانة حاملي معاول تمزيق هذه الأمة باسم الدفاع عن حريمها زورا وبهتانا، ويدعى محمد مال الله في كتابه الموسوم ب‍ (موقف الشيعة من أهل السنة) في الاصدار الأول مما يسمى بدراسات في الفكر الشيعي إلى التلاعب بإحدى العبارات التي نقلها عن كتابنا هذا بصلافة عجيبة، ووقاحة غريبة.
فقد ذكر في الصفحة ٢٨ من كتابه المذكور، ما هذا نصه: والبداء عند الشيعة: " أن يظهر ويبدو لله عز شأنه أمر لم يكن عالما به "! إنتهى.
وأشار في الهامش الخامس إلى كتابنا هذا: (٥) أصل الشيعة وأصولها / محمد الحسين آل كاشف الغطاء: ٢٣١.
ويا ليته اكتفى بموقفه المخزي هذا، لكنا تلمسنا له عذرا، ولكنه يصر على خداع القراء، ويواصل كذبه وافتراءه دون أي حياء، فقد أعاد كتابة عين تقولاته هذه في كتابه الآخر (الشيعة وتحريف القرآن)!! في طبعته الثانية الصادرة عن شركة الشرق الأوسط للطباعة في عمان عام (1405 ه‍)، وفي الصفحة 12 منه، فراجع.
نعم هكذا تصرف هذا المؤلف بهذه العبارة ليسئ إلى طائفة بأكبرها ويتهمها بالكفر والانحراف، متوهما أن لا أحد سيكشف كذبته هذه، وأنها ستمر على القراء مرور الكرام، ويقال: انظروا ما ذا تقول الشيعة على لسان واحد من كبار علمائها، هل هذا إلا هو الكفر المحض!
ونص العبارة التي تصرف بها هذا المؤلف موجودة في خاتمة كتابنا هذا ضمن حديث الشيخ رحمه الله تعالى عن المفتريات التي تتهم ظلما بها الشيعة، حيث قال: مما يشنع به الناس على الشيعة، ويزدرى به عليهم أيضا أمران: الأول: قولهم بالبداء، تخيلا من المشنعين أن البداء الذي تقول به الشيعة هو عبارة عن أن يظهر ويبدو لله عز شأنه أمر لم يكن عالما به! وهل هذا إلا الجهل الشنيع، والكفر الفضيع، لاستلزامه الجهل على الله تعالى، وأنه محل للحوادث والتغييرات، فيخرج من حظيرة الوجوب إلى مكانة الامكان!
وحاشا الإمامية، بل وسائر فرق الاسلام من هذه المقالة التي هي عين الجهالة، بل الضلالة.. الخ.
أقول: أترك للقارئ الكريم مسألة التعليق على هذا الأمر، والحكم بما يراه موافقا للعقل والمنطق والصواب
(١٥)
التالي
الاولى ١
٣٩١ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 110
4 مقدمة الطبعة الثانية 111
5 مقدمة الطبعة السابعة 125
6 مدخل الطبعة الأولى 132
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 134
8 الشيعة من الصحابة 139
9 الشيعة من التابعين 142
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 144
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 144
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 144
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 145
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 146
15 مؤرخو الشيعة 146
16 شعراء الشيعة 147
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 151
18 الحديث عن الرجعة 156
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 157
20 فرق الغلاة المنقرضة 160
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 166
22 نشأة التشيع 170
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 193
24 وظائف العقل 200
25 التوحيد 201
26 النبوة 202
27 الإمامة 203
28 العدل 211
29 المعاد 214
30 وظيفة القلب والجسد 214
31 تمهيد وتوطئة 215
32 الصلاة 221
33 الصوم 224
34 الزكاة 225
35 الزكاة الفطرة 226
36 الخمس 227
37 الحج 229
38 الجهاد 231
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 233
40 المعاملات 234
41 عقود النكاح 235
42 نكاح المتعة 235
43 الطلاق 260
44 الخلع والمباراة 265
45 الظهار والايلاء واللعان 266
46 الفرائض والمواريث 267
47 الوقوف والهبات والصدقات 270
48 القضاء والحكم 272
49 الصيد والذباحة 275
50 ظريفة 277
51 الأطعمة والأشربة 278
52 الحدود 281
53 حد الزنا 281
54 حد اللواط والسحق 282
55 حد القذف 282
56 حد المسكر 283
57 حد المحارب 284
58 حدود مختلفة 284
59 القصاص والديات 286
60 الخاتمة 290
61 البداء 290
62 التقية 292
63 ملحقات الكتاب 298