أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ١٤٨
السابق
أبو سفيان الذي ما قامت راية حرب على النبي ألا وهو سائقها وقائدها وناعقها، والذي أظهر الاسلام كرها وما زال يعلن بكفره وعدائه للاسلام، وهو الذي يقول لما صارت الخلافة إلى بني أمية: تلقفوها يا بني أمية تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان (1) ما من جنة ولا نار (2)!
نعم، هذا بحكم المسلمين مات مسلما (3)، وأبو طالب حامية الاسلام

(١) أي باللات والعزى.
(٢) أنظر: الاستيعاب ٤: ٨٧، مروج الذهب ٣: ٨٦.
(٣) وذلك والله من عجب العجاب، فأنى تظل العقول مسترسلة في غيها وغفوتها، وحتى م يبقى هذا الحجاب من الغفلة والجهل يطوي مكامن العقول ولباب الحقائق، بل ومتى يتوقف البعض ولو قليلا ليدرك عمق ما يتقوله دون حجة ولا دليل، ولا سلطان مبين.. فمن هو أبي سفيان، وما هو تأريخه، بل وهل هو خاف على أحد ليأتي من يأتي في آخر الزمان، مرددا ارهاصات وتخرصات الأمويين السقيمة لتجميل وجه شيخهم الكالح البغيض، وهو ما نقرأه بين الآونة والأخرى في كراسات وقصاصات صفراء متغضنة، وإلا فهل خفي على أحد أن هذا الرجل كان من أكثر المؤلبين على رسول الله صلى الله عليه وآله، وقائد الأحزاب، والمتعبد باللات والعزى، والذي أنفق جل أمواله في محاربة الله ورسوله حتى نزل فيه على ما يروي الرازي في تفسيره قوله تعالى [إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا] والذي ما نطق بالشهادتين إلا مكرها، مسرا للعداوة، مبطنا للكفر، متحينا للفرص السانحة، كيدا بالاسلام وأهله، حتى لقد روت عنه الكثير من المصادر التاريخية المختلفة، وكتب التراجم والسير العديد من الأخبار التي تطعن في صحة إسلامه، وتشكك فيه، ومن ذلك قوله لعثمان حين صارت الخلافة إليه: قد صارت إليك بعد تيم عدي، فأدرها كالكرة، واجعل أوتادها بني أمية، فإنما هو الملك، ولا أدري ما جنة ولا نار!. أنظر: الاستيعاب بهامش الإصابة ٤: ٨٧.
بل وما رواه ابن الزبير عنه يوم اليرموك حيث كان (أي أبو سفيان) إذا رأى أن الروم ظهروا على المسلمين قال: إيه بني الأصفر! وإذا كشفهم المسلمون قال:
وبنوا الأصفر الملوك ملوك * الروم لم يبق منهم مذكور بل وفي حنين كانت الأزلام في كنانته يستقسم بها، ولما رأى انهزام المسلمين سر بذلك وقال: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، لقد غلبت هوازن! فقال له صفوان وكان يستمع إليه:
بفيك الكثكث (أي الحجارة والتراب). أنظر: النزاع التخاصم: 52.
وإليك كتب التأريخ وغيرها تأمل بها فإنها خير شاهد على ذلك، رغم ما تسرب إلى العديد منها من الدس والافتراء، والكذب الرخيص، من الذين وإن قيل باختلاف مشاربهم ولكنهم يتفقون بلا شك على عداوة أهل بيت النبوة عليهم السلام وبغضهم، خلافا لوصية الله تعالى بهم ورسوله صلى الله عليه وآله.
(١٤٨)
التالي
الاولى ١
٣٩١ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 110
4 مقدمة الطبعة الثانية 111
5 مقدمة الطبعة السابعة 125
6 مدخل الطبعة الأولى 132
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 134
8 الشيعة من الصحابة 139
9 الشيعة من التابعين 142
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 144
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 144
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 144
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 145
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 146
15 مؤرخو الشيعة 146
16 شعراء الشيعة 147
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 151
18 الحديث عن الرجعة 156
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 157
20 فرق الغلاة المنقرضة 160
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 166
22 نشأة التشيع 170
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 193
24 وظائف العقل 200
25 التوحيد 201
26 النبوة 202
27 الإمامة 203
28 العدل 211
29 المعاد 214
30 وظيفة القلب والجسد 214
31 تمهيد وتوطئة 215
32 الصلاة 221
33 الصوم 224
34 الزكاة 225
35 الزكاة الفطرة 226
36 الخمس 227
37 الحج 229
38 الجهاد 231
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 233
40 المعاملات 234
41 عقود النكاح 235
42 نكاح المتعة 235
43 الطلاق 260
44 الخلع والمباراة 265
45 الظهار والايلاء واللعان 266
46 الفرائض والمواريث 267
47 الوقوف والهبات والصدقات 270
48 القضاء والحكم 272
49 الصيد والذباحة 275
50 ظريفة 277
51 الأطعمة والأشربة 278
52 الحدود 281
53 حد الزنا 281
54 حد اللواط والسحق 282
55 حد القذف 282
56 حد المسكر 283
57 حد المحارب 284
58 حدود مختلفة 284
59 القصاص والديات 286
60 الخاتمة 290
61 البداء 290
62 التقية 292
63 ملحقات الكتاب 298