أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ١٢٣
السابق
وقد قيل " عند الشدائد تذهب الأحقاد "؟
وكيف يطمع المسلم أن يكتسح أخاه المسلم أو يستعبده، وهو شريكه في البلاد من أقدم العهود وأبعد الأجداد؟ أفلا تسوقهم المحن والمصائب التي انصبت عليهم صب الصواعق من الأجانب، إلى إقامة موازين العدل والتناصف فيما بينهم، ويحتفظ أهل كل قطر على التعادل الانتفاعي، والتوازن الاجتماعي؟
ونحن وإن أوشكنا أن نكون آيسين من حصول هذه الثمرة اليانعة، والجامعة النافعة، لما نرى من عدم التأثير والتقدير لكلمات المصلحين والناصحين من رجال المسلمين.. ومن نظر فيما نشر وطبع من جمهرة خطبنا، وما فيها من بليغ الدعوة إلى الوحدة بفنون الأساليب، ويرى حالة المسلمين اليوم، وأنهم لا يزدادون إلا تقاطعا وتباعدا، فكأننا ندعوهم إلى التنابذ والجفاء، ونقدم النار إلى الحلفاء.
نعم، من ينظر إلى ما نشره " النشاشيبي " في الكتاب الذي سماه وما أكثر ما تكذب الأسماء: ب‍ " الاسلام الصحيح "! وكانت نتيجة ذلك الكتاب وفذلكته يعني صحة الاسلام عنده هو الطعن والغمز، واللمز والتوهين بأهل بيت النبوة: علي وفاطمة والحسنين سلام الله عليهم، وإنكار كل فضيلة أومنقبة لهم وردت في آية أو رواية، فآية التطهير مثلا: [إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت] (1) مختصة بزوجات النبي صلى الله عليه وآله، وبالأخص عائشة! بل هي لا غيرها أهل البيت! أما فاطمة بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله فخارجة بالقطع واليقين عنده (2).

(١) الأحزاب ٣٣: ٣٣.
(٢) لعل المثير للأسى أن تجد وبعد كل ما كتب وقيل وأثبت من أن آية التطهير قد نزلت في أصحاب الكساء الذين ضمهم إليه رسول الله صلى الله عليه وآله دون سواهم، وهم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، تجد أن البعض لا زال مصرا وبعناد عجيب على قلب الحقائق، وتزييف الوقائع، معرضا بجانبه عن نتائج ما تشكله دعاواه الباطلة من آثار سلبية تلتصق به فقط دون غيره، لأن من يطالع تقولاته الهشة هذه وغير المستندة على أي أساس علمي، لا بد وأن يحمله هذا الامر بالتالي على الاستخفاف بكل مقالاته وإن كان البعض منها لا يخلو من مظاهر الصحة والصدق، بل وربما يحمل البعض منهم أسباب هذه التقولات على انطواء ذات ذلك البعض على التعصب الطائفي المقيت الضار بالاسلام وأهله، والداعي إلى الفرقة والتناحر، لا الوحدة والتآخي، وهو ما كنا ندعو له ولا زلنا، وسنبقى كذلك إن شاء الله تعالى.
نعم، هذا بعض ما تريد أن نقوله، وقد كررناه دائما، دون ملل ويأس، وإذا كنا وعلى صفحات هذا الكتاب لسنا بمعرض الرد على هذه الترهات الباهتة والساقطة، لأن ذلك ما يستغرق الكثير من المساحة التي ليست هي بمتاحة لنا، وكذا لتعرض العديد من علماء الطائفة ومفكريها وطوال حقب متلاحقة وحتى يومنا هذا لمناقشة هذا الموضوع، وتوضيح أبعاده وحدوده، إلا أن ذلك لا يمنعنا من الإشارة إلى بعض الروايات المذكورة في كتب القوم، والمحددة لنزول هذه الآية بحق هؤلاء الخمسة دون غيرهم، فراجع:
صحيح مسلم ٤: ١٨٨٣ / ٢٤٢٤، سنن الترمذي ٥: ٦٦٣ / ٣٧٨٧ و ٦٩٩ / ٣٨٧١، مسند أحمد ٤: ١٠٧ و ٦: ٢٩٢، سنن البيهقي ٢: ٥١٤٩: ١٥٢، تأريخ بغداد ١٠:
٢٧٨، تفسير الطبري ٢٢: ٥ و ٦ و ٧، الرياض النضرة ٣: ١٥٢، أسد الغابة ١: ٤٩٠ و ٣: ٥٤٣ و ٦٠٧، مستدرك الحاكم ٢: ٤١٦ و ٣: ١٤٧، مجمع الزوائد ٩: ١٢١ و ١٦٧، الفصول المهمة: ٢٥، ذخائر العقبى: ٢١، فرائد السمطين ١: ٢٥، الدر المنثور ٥: ١٩٨، كفاية الطالب: 371، الصواعق المحرقة: 187 و 238.
(١٢٣)
التالي
الاولى ١
٣٩١ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 110
4 مقدمة الطبعة الثانية 111
5 مقدمة الطبعة السابعة 125
6 مدخل الطبعة الأولى 132
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 134
8 الشيعة من الصحابة 139
9 الشيعة من التابعين 142
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 144
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 144
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 144
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 145
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 146
15 مؤرخو الشيعة 146
16 شعراء الشيعة 147
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 151
18 الحديث عن الرجعة 156
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 157
20 فرق الغلاة المنقرضة 160
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 166
22 نشأة التشيع 170
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 193
24 وظائف العقل 200
25 التوحيد 201
26 النبوة 202
27 الإمامة 203
28 العدل 211
29 المعاد 214
30 وظيفة القلب والجسد 214
31 تمهيد وتوطئة 215
32 الصلاة 221
33 الصوم 224
34 الزكاة 225
35 الزكاة الفطرة 226
36 الخمس 227
37 الحج 229
38 الجهاد 231
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 233
40 المعاملات 234
41 عقود النكاح 235
42 نكاح المتعة 235
43 الطلاق 260
44 الخلع والمباراة 265
45 الظهار والايلاء واللعان 266
46 الفرائض والمواريث 267
47 الوقوف والهبات والصدقات 270
48 القضاء والحكم 272
49 الصيد والذباحة 275
50 ظريفة 277
51 الأطعمة والأشربة 278
52 الحدود 281
53 حد الزنا 281
54 حد اللواط والسحق 282
55 حد القذف 282
56 حد المسكر 283
57 حد المحارب 284
58 حدود مختلفة 284
59 القصاص والديات 286
60 الخاتمة 290
61 البداء 290
62 التقية 292
63 ملحقات الكتاب 298