أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ١٢
السابق
رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته بل وحتى وبعد وفاته أذى من أحد قدر ما ناله من الأمويين، حتى نبذهم المجتمع الاسلامي ودفعهم إلى الظل، فانكفؤا في جحورهم كالسعالي يترقبون أن تدور على هذا الدين وأهله الدوائر، أو يأتيهم الزمان بما عجزوا هم عن إدراكه، وهو ما حدث حين تولى عثمان بن عفان سدة الخلافة الاسلامية، حيث قفز الأمويون إلى قمة الهرم الإداري في الدولة الاسلامية، وأطلقوا لأحلامهم الفاسدة العنان، وعاثوا في الأرض فسادا، والفضل في ذلك عليهم لعثمان وحده حيث فتح الباب الذي أوصده رسول الله صلى الله عليه وآله في وجوههم على مصراعيه أمام طموحهم المنحرف، وأغراضهم الخبيثة، ولا غرو في ذلك فعثمان يعلن بصراحة على الملأ: أن لو كانت بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية!! (1) وكان صادقا في قوله وفيا لتعهده (2) حتى ضج المسلمون

(1) روى أحمد بن حنبل في مسنده (1: 62) عن عثمان بن عفان: أنه دعا جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وفيهم عمار بن ياسر وقال لهم: إني سائلكم وإني أحب أن تصدقوني، نشدتكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يؤثر قريشا على سائر الناس، ويؤثر بني هاشم على سائر قريش؟
فسكت القوم، فقال عثمان: لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم!!
(2) بلى فقد كانت أيادي عثمان بن عفان في بني أمية لا حدود لها، مما أثار ذلك عليه نقمة المسلمين، لا سيما وأن هناك الكثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله الذين أدركوا وعاينوا الموقف العدائي لهذه الأسرة من الاسلام وأهله، بل ومن رسوله الكريم صلى الله عليه وآله الذي ما زالت كلماته وعباراته المحذرة للمسلمين من فساد هذه العائلة وانحرافها، وجهدها الدؤوب في تمزيق هذا الدين، تتردد في آذانهم، وتتجاوب معها نفوسهم، ولذا فقد كان موقف الخليفة المخالف بشكل حاد لتلك الوصايا مصدر نقمة وغضب بدأت تعتمل في نفوس أولئك الصحابة، يأججها إسراف الأمويين وتجاوزهم على حقوق المسلمين وتلاعبهم بها.
ولقد استعرض المؤرخون في كتبهم جوانب متفرقة من تلك الأمور، إلا أن أوسعها
(١٢)
التالي
الاولى ١
٣٩١ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 110
4 مقدمة الطبعة الثانية 111
5 مقدمة الطبعة السابعة 125
6 مدخل الطبعة الأولى 132
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 134
8 الشيعة من الصحابة 139
9 الشيعة من التابعين 142
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 144
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 144
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 144
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 145
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 146
15 مؤرخو الشيعة 146
16 شعراء الشيعة 147
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 151
18 الحديث عن الرجعة 156
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 157
20 فرق الغلاة المنقرضة 160
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 166
22 نشأة التشيع 170
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 193
24 وظائف العقل 200
25 التوحيد 201
26 النبوة 202
27 الإمامة 203
28 العدل 211
29 المعاد 214
30 وظيفة القلب والجسد 214
31 تمهيد وتوطئة 215
32 الصلاة 221
33 الصوم 224
34 الزكاة 225
35 الزكاة الفطرة 226
36 الخمس 227
37 الحج 229
38 الجهاد 231
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 233
40 المعاملات 234
41 عقود النكاح 235
42 نكاح المتعة 235
43 الطلاق 260
44 الخلع والمباراة 265
45 الظهار والايلاء واللعان 266
46 الفرائض والمواريث 267
47 الوقوف والهبات والصدقات 270
48 القضاء والحكم 272
49 الصيد والذباحة 275
50 ظريفة 277
51 الأطعمة والأشربة 278
52 الحدود 281
53 حد الزنا 281
54 حد اللواط والسحق 282
55 حد القذف 282
56 حد المسكر 283
57 حد المحارب 284
58 حدود مختلفة 284
59 القصاص والديات 286
60 الخاتمة 290
61 البداء 290
62 التقية 292
63 ملحقات الكتاب 298