مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٥٠
السابق
المكرمة الثانية والعشرون إن الاهتمام والمداومة في طلب فرج مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) من الخالق القادر المنان بشرائطه المقررة بقدر الإمكان، يصير سببا لقرب وقوعه، وسرعة طلوعه.
- ويدل على ذلك ما في البحار (1) وغيره عن العياشي (2) عن الفضل بن أبي قرة قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أوحى الله إلى إبراهيم أنه سيولد لك فقال لسارة فقالت: * (أألد وأنا عجوز) *؟ فأوحى الله إليه: إنها ستلد ويعذب أولادها أربعمائة سنة، بردها الكلام علي.
قال (عليه السلام): فلما طال على بني إسرائيل العذاب، ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحا فأوحى الله إلى موسى وهارون يخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومائة سنة.
قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): هكذا أنتم لو دعوتم لفرج الله عنا فأما إذ لم تكونوا فإن الأمر ينتهي إلى منتهاه.
تنبيه إعلم: أنه يستفاد من هذا الحديث الشريف أمور:
أحدها: أن جزاء الأعمال الصادرة من الشخص طاعة كانت أم معصية قد يصل إلى أولاده وأعقابه.
- كما ورد عن الصادق (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: * (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما) * (3) أنه كان بينهما وبين ذلك الأب الصالح سبعة آباء وذلك لحكم جليلة ومصالح عظيمة قد خفيت علينا أكثرها وبين لنا بعضها في الروايات الصادرة عن العترة الطاهرة.
فإن قلت: لا ريب في أن إيصال الخيرات والنعم إلى أولاد الشخص، إيصال إليه، وتفضل عليه، في الحقيقة لما نرى بينهما من كمال المودة والرأفة بل ربما يكون إيصال الخير إلى

١ - بحار الأنوار: ٥٢ / ١٣١ باب ٢٢ ح ٣٤.
٢ - تفسير العياشي: ٢ / ١٥٤ / ح ٤٩.
٣ - سورة الكهف: ٨٢.
(٣٥٠)
التالي
الاولى ١
٤٧٢ الاخيرة