جامع السعادات - محمد مهدي النراقي - ج ١ - الصفحة ٥٠
السابق
من أول أفق الإنسان إلى آخره، ولكونه ذا عرض عريض متصلا أوله بأفق البهائم وآخره بأفق الملائكة، لا يكاد أن يوجد التفاوت الذي بين أشخاص هذا النوع في أفراد سائر الأنواع، فإن فيه أخس الموجودات ومنه أشرف الكائنات كما قيل:
ولم أر أمثال الرجال تفاوتت * لدى المجد حتى عد ألف بواحد وبالفارسية:
أي نقد أصل وفرع ندانم چه گوهرى * كز آسمان بلندتر واز خاك كمترى وإلى ذلك التفاوت يشير قول الرسل صلى الله عليه وآله وسلم: " إني وزنت بأمتي فرجحت بهم " ولا ريب في أن هذا التفاوت لأجل الاختلاف في الأخلاق والصفات، لاشتراك الكل في الجسمية ولواحقها.
وهذا العلم هو الباعث للوصول إلى أعلى مراتبهما، وبه تتم الإنسانية، ويعرج من حضيض البهيمية إلى ذرى الرتب الملكية، وأي صناعة أشرف مما يوصل أخس الموجودات إلى أشرفها، ولذلك كان السلف من الحكماء لا يطلقون العلم حقيقة إلا عليه، ويسمونه بالأكسير الأعظم، وكان أول تعاليمهم، ويبالغون في تدوينه وتعليمه، والبحث عن إجماله وتفصيله، ويعتقدون أن المتعلم ما لم يهذب أخلاقه لا تنفعه سائر العلوم.
وكما أن البدن الذي ليس بالنقي كلما غذوته فقد زدته شرا، فكذلك النفس التي ليست نقية عن ذمائم الأخلاق لا يزيده تعلم العلوم إلا فسادا.
ولذا ترى أكثر المتشبهين بزي العلماء أسوأ حالا من العوام مائلين عن وظائف الإيمان والإسلام، إما لشدة حرصهم على جمع المال، غافلين عن حقيقة المآل، أو لغلبة حبهم الجاه والمنصب، ظنا منهم أنه ترويج للدين والمذهب، أو لوقوعهم في الضلالة والحيرة لكثرة الشك والشبهة، أو لشوقهم إلى المراء والجدال في أندية الرجال، إظهارا لتفوقهم على الأقران والأمثال، أو لإطلاق ألسنتهم على الآباء المعنوية من أكابر وأعاظم الحكماء، ولعدم تعبدهم برسوم الشرع والملة، ظنا منهم أنه مقتضى قواعد الحكمة، ولم يعلموا أن الحكمة الحقيقية ما أعطته النواميس الإلهية والشرائع النبوية، فكأنهم لم يعلموا أن العلم بدون العمل ضلال، ولم يتفطنوا قول نبيهم صلى الله عليه
(٥٠)
التالي
الاولى ١
٣٢٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ترجمة المؤلف: بقلم الشيخ محمد رضا المظفر 4
2 مقدمة المؤلف 29
3 الباب الأول - في المقدمات 31
4 انقسام حقيقة الانسان وحالاته بالاعتبار 31
5 تجرد النفس وبقاؤها 32
6 تلذذ النفس وتألمها 34
7 فضائل الأخلاق ورذائلها 35
8 الأخلاق الذميمة تحجب عن المعارف 36
9 العمل نفس الجزاء 39
10 تأثير المزاح على الأخلاق 44
11 تأثير التربية على الأخلاق 45
12 شرف علم الأخلاق لشرف موضوعه وغايته 48
13 النفس وأسماؤها وقواها الأربعة 50
14 ائتلاف حقيقة الانسان من الجهات المتقابلة 55
15 الأقوال في الخير والسعادة والتوفيق بينها 56
16 لا تحصل السعادة إلا بإصلاح جميع الصفات والقوى دائما 59
17 غاية السعادة التشبه بالمبدأ 60
18 بإزاء كل واحدة من القوى الأربع لذة وألم 61
19 إيقاظ فيه موعظة ونصيحة 64
20 الباب الثاني - في أقسام الأخلاق 67
21 أجناس الفضائل الأربع والأقوال في حقيقة العدالة 68
22 العدالة انقياد العقل العملي للعقل النظري 70
23 العقل النظري هو المدرك للفضائل والرذائل 74
24 دفع الاشكال في تقسيم الحكمة 74
25 تحقيق الوسط والأطراف 75
26 أجناس الرذائل وأنواعها 79
27 الفرق بين الفضيلة والرذيلة 86
28 العدالة أشرف الفضائل 90
29 إيقاظ 94
30 دفع اشكال في دخول المتفضل في العدالة وهي المساواة 95
31 إصلاح النفس قبل إصلاح الغير وعدالة السلطان 96
32 لا حاجة إلى العدالة مع رابطة المحبة 98
33 التكميل الصناعي لاكتساب الفضائل على طبق ترتيب الكمال الطبيعي 98
34 الباب الثالث - في الأخلاق المحمودة (فيه مقدمات وأربعة مقامات) 101
35 المقدمة 101
36 (1) الطريق لحفظ اعتدال الفضائل 102
37 (2) المعالجات الكلية لمرض النفس 106
38 (3) المعالجات الخاصة لمرض النفس 106
39 المقام الأول - في القوة العاقلة 107
40 الجريرة طرف الافراط 108
41 الجهل البسيط طرف التفريط 108
42 شرف العلم والحكمة وهو الحد الوسط في القوة العاقلة 109
43 آداب التعلم والتعليم 112
44 العلم الإلهي وعلم الأخلاق والفقه أشرف العلوم 116
45 أصول العقائد المجمع عليها 117
46 (أنواع الرذائل المتعلقة بالقوة العاقلة) وهي (5) أنواع: 121
47 (1) الجهل المركب 121
48 (2) الشك والحيرة 121
49 اليقين 123
50 علامات صاحب اليقين 124
51 مراتب اليقين 127
52 (3) الشرك 130
53 التوحيد في الفعل 131
54 ابتناء التوكل على حصر المؤثر في الله تعالى 133
55 مناجاة السر لأرباب القلوب 135
56 (4) الخواطر النفسانية 142
57 اقسام الخواطر ومنها الالهام 143
58 المطاردة بين جندي الملائكة والشياطين في معركة النفس 144
59 تسويلات الشيطان ووساوسه 145
60 العلائم الفارقة بين الالهام والوسوسة 147
61 علاج الوساوس 148
62 ما يتم به علاج الوساوس 151
63 ما يتوقف عليه قطع الوساوس 153
64 حديث النفس لا مؤاخذة عليه 155
65 الخاطر المحمود والتفكر 158
66 مجاري التفكر في المخلوقات 161
67 نصيحة 188
68 (5) المكر والحيل 188
69 المقام الثاني - فيما يتعلق بالقوة الغضبية 191
70 التهور: الافراط في قوة الغضب 191
71 الجبن: التفريط في قوة الغضب 192
72 الشجاعة: الوسط في قوة الغضب 193
73 (أنواع الرذائل ولوازمها المتعلقة) (بالقوة الغضبية وهي (21) نوعا) 194
74 (1) الخوف 194
75 الخوف المذموم وأقسامه 194
76 الخوف المحمود وأقسامه ودرجاته 201
77 بم يتحقق الخوف 203
78 الخوف من الله أفضل الفضائل 205
79 الخوف إذا جاوز حده كان مذموما 210
80 طرف تحصيل الخوف الممدوح 212
81 خوف سوء الخاتمة وأسبابه 213
82 الفرق بين الاطمئنان والامن من مكر الله 221
83 التلازم بين الخوف والرجاء 222
84 مواقع الخوف والرجاء وترجيح أحدهما على الاخر 229
85 العمل على الرجاء أعلى منه على الخوف 231
86 مداواة الناس بالخوف أو الرجاء على اختلاف أمراضهم 233
87 (2) صغر النفس 234
88 كبر النفس 235
89 الثبات أخص من كبر النفس 235
90 (3) دناءة الهمة 236
91 (4) عدم الغيرة والحمية 237
92 الغيرة والحمية 238
93 الغيرة على الدين والحريم والأولاد 238
94 (5) العجلة 245
95 الأناة والتوقف والسكينة والوقار 249
96 (6) سوء الظن بالخالق والمخلوق 250
97 حسن الظن 253
98 (7) الغضب 254
99 الافراط والتفريط والاعتدال في قوة الغضب 255
100 الغضب 256
101 امكان إزالة الغضب وطرق علاجه 257
102 فضيلة الحلم وكظم الغيظ 262
103 (8) الانتقام 264
104 العفو 266
105 (9) العنف 267
106 فضيلة الرفق 268
107 المداراة 269
108 (10) سوء الخلق بالمعنى الأخص 269
109 طرق اكتساب حسن الخلق 271
110 (11) الحقد 274
111 (12) العداوة الظاهرة 275
112 (13) الضرب والفحش واللعن والطعن 275
113 (14) العجب 279
114 ذم العجب 283
115 آفات العجب 285
116 علاج العجب اجمالا وتفصيلا 286
117 انكسار النفس 298
118 (15) الكبر 299
119 ذم الكبر 300
120 التكبر على الله وعلى الناس 303
121 درجات الكبر 304
122 علاج الكبر علما وعملا 305
123 اشكال وحل 305
124 العلاج العملي للكبر 307
125 التواضع ومدحه 310
126 الذلة 313
127 (16) الافتخار 314
128 (17) البغي 315
129 (18) تزكية النفس 316
130 (19) العصبية 316
131 (20) كتمان الحق 317
132 الانصاف والاستقامة على الحق 318
133 (21) القساوة 319