جامع السعادات - محمد مهدي النراقي - ج ١ - الصفحة ٣٠١
السابق
الصادرة منه تكبرا، ولذا من تعزز ورأى نفسه باطنا فوق الغير، من دون صدور فعل على جوارحه، يقال له (كبر)، وإذا ظهرت الأعمال يقال له (تكبر). وهذه الأعمال الظاهرة التي هي ثمرات خلق الكبر أفعال وأقوال توجب تحقير الغير والإزراء به، كالترفع عن مواكلته ومجالسته، والاستنكاف عن مرافقته ومصاحبته، وإبعاده عن نفسه، وإبائه عن الجلوس بجنبه، وانتظاره أن يسلم عليه، وتوقعه أن يقوم ماثلا بين يديه. والاستنكاف من قبول وعظه، وتعنيفه في إرشاده ونصحه، وتقدمه عليه في المحافل والطرقات وعدم الالتفات إليه في المحاورات، وتوقع التقديم عليه في كل ما يدل على التعظيم عرفا. وبالجملة: الأعمال الصادرة عن الكبر كثيرة، ولا حاجة إلى إحصائها، لكونها مشهورة معروفة، ومن جملتها الاختيال في المشي وجر الثياب، إذ فاعلها يرى نفسه فوق الأكثر ويقصد بهما استحقارهم، فهما يقتضيان متكبرا عليه، فيكونان من أنواع التكبر، وما ورد في ذمهما يدل أيضا على ذمه، كما يأتي. وهذه الأفعال المعبر عنها بالتكبر قد تصدر عن الحقد أو الحسد أو الرياء، وإن لم تكن في النفس عزة وتعظم.
فصل (ذم الكبر) الكبر آفة عظيمة وغائلته هائلة، وبه هلك خواص الأنام فضلا من غيرهم من العوام، وهو الحجاب الأعظم للوصول إلى أخلاق المؤمنين، إذ فيه عز يمنع عن التواضع، وكظم الغيظ، وقبول النصح، والدوام على الصدق، وترك الغضب والحقد والحسد والغيبة والإزراء بالناس، وغير ذلك. فما من خلق مذموم إلا وصاحب الكبر مضطر إليه، ليحفظ به عزه، وما من خلق محمود إلا وهو عاجز عنه. خوفا من فوات عزه. ولذا ورد في ذمه ما ورد من الآيات والأخبار، قال الله سبحانه:
" كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار " (69). وقال: " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون " (70). وقال: " والملائكة باسطوا أيديهم

(69) غافر، الآية: 35.
(70) الأعراف، الآية: 146.
(٣٠١)
التالي
الاولى ١
٣٢٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ترجمة المؤلف: بقلم الشيخ محمد رضا المظفر 4
2 مقدمة المؤلف 29
3 الباب الأول - في المقدمات 31
4 انقسام حقيقة الانسان وحالاته بالاعتبار 31
5 تجرد النفس وبقاؤها 32
6 تلذذ النفس وتألمها 34
7 فضائل الأخلاق ورذائلها 35
8 الأخلاق الذميمة تحجب عن المعارف 36
9 العمل نفس الجزاء 39
10 تأثير المزاح على الأخلاق 44
11 تأثير التربية على الأخلاق 45
12 شرف علم الأخلاق لشرف موضوعه وغايته 48
13 النفس وأسماؤها وقواها الأربعة 50
14 ائتلاف حقيقة الانسان من الجهات المتقابلة 55
15 الأقوال في الخير والسعادة والتوفيق بينها 56
16 لا تحصل السعادة إلا بإصلاح جميع الصفات والقوى دائما 59
17 غاية السعادة التشبه بالمبدأ 60
18 بإزاء كل واحدة من القوى الأربع لذة وألم 61
19 إيقاظ فيه موعظة ونصيحة 64
20 الباب الثاني - في أقسام الأخلاق 67
21 أجناس الفضائل الأربع والأقوال في حقيقة العدالة 68
22 العدالة انقياد العقل العملي للعقل النظري 70
23 العقل النظري هو المدرك للفضائل والرذائل 74
24 دفع الاشكال في تقسيم الحكمة 74
25 تحقيق الوسط والأطراف 75
26 أجناس الرذائل وأنواعها 79
27 الفرق بين الفضيلة والرذيلة 86
28 العدالة أشرف الفضائل 90
29 إيقاظ 94
30 دفع اشكال في دخول المتفضل في العدالة وهي المساواة 95
31 إصلاح النفس قبل إصلاح الغير وعدالة السلطان 96
32 لا حاجة إلى العدالة مع رابطة المحبة 98
33 التكميل الصناعي لاكتساب الفضائل على طبق ترتيب الكمال الطبيعي 98
34 الباب الثالث - في الأخلاق المحمودة (فيه مقدمات وأربعة مقامات) 101
35 المقدمة 101
36 (1) الطريق لحفظ اعتدال الفضائل 102
37 (2) المعالجات الكلية لمرض النفس 106
38 (3) المعالجات الخاصة لمرض النفس 106
39 المقام الأول - في القوة العاقلة 107
40 الجريرة طرف الافراط 108
41 الجهل البسيط طرف التفريط 108
42 شرف العلم والحكمة وهو الحد الوسط في القوة العاقلة 109
43 آداب التعلم والتعليم 112
44 العلم الإلهي وعلم الأخلاق والفقه أشرف العلوم 116
45 أصول العقائد المجمع عليها 117
46 (أنواع الرذائل المتعلقة بالقوة العاقلة) وهي (5) أنواع: 121
47 (1) الجهل المركب 121
48 (2) الشك والحيرة 121
49 اليقين 123
50 علامات صاحب اليقين 124
51 مراتب اليقين 127
52 (3) الشرك 130
53 التوحيد في الفعل 131
54 ابتناء التوكل على حصر المؤثر في الله تعالى 133
55 مناجاة السر لأرباب القلوب 135
56 (4) الخواطر النفسانية 142
57 اقسام الخواطر ومنها الالهام 143
58 المطاردة بين جندي الملائكة والشياطين في معركة النفس 144
59 تسويلات الشيطان ووساوسه 145
60 العلائم الفارقة بين الالهام والوسوسة 147
61 علاج الوساوس 148
62 ما يتم به علاج الوساوس 151
63 ما يتوقف عليه قطع الوساوس 153
64 حديث النفس لا مؤاخذة عليه 155
65 الخاطر المحمود والتفكر 158
66 مجاري التفكر في المخلوقات 161
67 نصيحة 188
68 (5) المكر والحيل 188
69 المقام الثاني - فيما يتعلق بالقوة الغضبية 191
70 التهور: الافراط في قوة الغضب 191
71 الجبن: التفريط في قوة الغضب 192
72 الشجاعة: الوسط في قوة الغضب 193
73 (أنواع الرذائل ولوازمها المتعلقة) (بالقوة الغضبية وهي (21) نوعا) 194
74 (1) الخوف 194
75 الخوف المذموم وأقسامه 194
76 الخوف المحمود وأقسامه ودرجاته 201
77 بم يتحقق الخوف 203
78 الخوف من الله أفضل الفضائل 205
79 الخوف إذا جاوز حده كان مذموما 210
80 طرف تحصيل الخوف الممدوح 212
81 خوف سوء الخاتمة وأسبابه 213
82 الفرق بين الاطمئنان والامن من مكر الله 221
83 التلازم بين الخوف والرجاء 222
84 مواقع الخوف والرجاء وترجيح أحدهما على الاخر 229
85 العمل على الرجاء أعلى منه على الخوف 231
86 مداواة الناس بالخوف أو الرجاء على اختلاف أمراضهم 233
87 (2) صغر النفس 234
88 كبر النفس 235
89 الثبات أخص من كبر النفس 235
90 (3) دناءة الهمة 236
91 (4) عدم الغيرة والحمية 237
92 الغيرة والحمية 238
93 الغيرة على الدين والحريم والأولاد 238
94 (5) العجلة 245
95 الأناة والتوقف والسكينة والوقار 249
96 (6) سوء الظن بالخالق والمخلوق 250
97 حسن الظن 253
98 (7) الغضب 254
99 الافراط والتفريط والاعتدال في قوة الغضب 255
100 الغضب 256
101 امكان إزالة الغضب وطرق علاجه 257
102 فضيلة الحلم وكظم الغيظ 262
103 (8) الانتقام 264
104 العفو 266
105 (9) العنف 267
106 فضيلة الرفق 268
107 المداراة 269
108 (10) سوء الخلق بالمعنى الأخص 269
109 طرق اكتساب حسن الخلق 271
110 (11) الحقد 274
111 (12) العداوة الظاهرة 275
112 (13) الضرب والفحش واللعن والطعن 275
113 (14) العجب 279
114 ذم العجب 283
115 آفات العجب 285
116 علاج العجب اجمالا وتفصيلا 286
117 انكسار النفس 298
118 (15) الكبر 299
119 ذم الكبر 300
120 التكبر على الله وعلى الناس 303
121 درجات الكبر 304
122 علاج الكبر علما وعملا 305
123 اشكال وحل 305
124 العلاج العملي للكبر 307
125 التواضع ومدحه 310
126 الذلة 313
127 (16) الافتخار 314
128 (17) البغي 315
129 (18) تزكية النفس 316
130 (19) العصبية 316
131 (20) كتمان الحق 317
132 الانصاف والاستقامة على الحق 318
133 (21) القساوة 319