الإثنا عشرية - الحر العاملي - الصفحة ٨٩
السابق
والآيات في ذلك كثيرة دالة بالعموم تارة والإطلاق أخرى والتصريح ثابت بتعليق انقطاع التكليف بالموت ولم يثبت ما يعارض شيئا من ذلك.
الرابع: الأحاديث الكثيرة المتواترة عنهم عليهم السلام وجوب التمسك بالشريعة واستمرارها إلى وقت الموت وإن حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة (1) والأحاديث المشار إليها على كثرتها صريحة على وجه العموم والخصوص لا يرتاب من نظر فيها.
الخامس: إجماع الشيعة الإمامية بل جميع أهل الإسلام ودخول المعصومين عليهم السلام في هذا الاجماع ظاهر واضح بما علم من مذهبهم وتواتر من أحاديثهم.
السادس: قضاء الضرورة من المذهب بل من الدين ولا من غيرهم أنه من مذهب الرسول صلى الله عليه وآله.
السابع: إن هذه العبادات والتكاليف قد يثبت قطعا ويقينا فلا يجوز العدول عنه إلا بيقين مثله كما روي عنهم عليهم السلام من عدة طرق لا تنقض اليقين أبدا بالشك وإنما تنقضه بيقين آخر كما هو موجود في التهذيب (2) وغيره.
الثامن: إن هذا الاعتقاد القبيح الفاسد والمذهب الشنيع الباطل مبني على الكشف والوصول الذين ابتدعوهما والحلول والاتحاد الذين ادعوهما وذلك ظاهر لكل من عرف طريقتهم وقد عرفت فساد الأصل فظهر لك فساد الفرع.
التاسع: ما هو معلوم من حال النبي والأئمة عليهم السلام في مواظبتهم على جميع العبادات والطاعات في مدة أعمارهم حتى في فرض الموت فيلزم على قولهم عدم كونهم واصلين إلى مقام الكشف الذي يدعيه أكثر الصوفية وإلا لما وجب عليهم ذلك ولا جاز لهم كما يعتقده هؤلاء بل من ضروريات مذهب الإمامية إن الإمام والنبي

(كا: ج ١ ص ٥٨.
(٢) التهذيب ج ١ ص ٨.
(٨٩)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 9
2 الباب الأول: في ابطال النسبة وذمها 17
3 الباب الثاني: في ابطال التصوف وذمه 30
4 الباب الثالث: في ابطال اعتقاد الحلول والاتحاد 64
5 الباب الرابع: في ابطال الكشف الذي يدعونه 88
6 الباب الخامس: في ابطال ما يعتقدونه من سقوط التكاليف الشرعية عند ذلك الكشف 95
7 الباب السادس: في ابطال ما يفعلونه من الجلوس في الشتاء وما ابتدعوه من الرياضة وترك اللحم 105
8 الباب السابع: في ابطال ما يجعلونه من أفضل العبادات من الفتل والسقوط على الأرض 119
9 الباب الثامن: في ابطال ما يعتقدونه من أفضل العبادات أيضا من الرقص والصفق بالأيدي والصياح 123
10 الباب التاسع: في اثبات ما يبطلونه ويمنعون منه من السعي على الرزق وطلب المعاش والتجمل ونحوها 125
11 الباب العاشر: في تحريم ما يستحلونه ويعدونه عبادة من الغنا على وجه العموم والخصوص صورة كونه في القرآن والذكر 130
12 الباب الحادي عشر: في ابطال ما يفعلونه من الذكر الخفي والجلي على ما ابتدعوه 155
13 الباب الثاني عشر: في ابطال ما صار شعارا لهم من موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله وفيه اثنا عشر فصلا 158
14 الفصل الأول: في تحريم الاقتداء بأعداء الدين ومشابهتهم ومشاكلتهم 165
15 الفصل الثاني: في تحريم الابتداع في الدين 167
16 الفصل الثالث: في ذكر بعض مطاعن مشايخ الصوفية 170
17 الفصل الرابع: في وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 190
18 الفصل الخامس: في تحريم ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 192
19 الفصل السادس: في وجوب المجادلة في الدين والمناظرة لبيان الحق 194
20 الفصل السابع: في وجوب جهاد النفس وأعداء الدين 195
21 الفصل الثامن: في وجوب اجتناب معاشرة أهل البدع والمعاصي 197
22 الفصل التاسع: في جواز لعن المبتدعين والمخالفين والبراءة منهم 200
23 الفصل العاشر: في تحريم التعصب بالباطل 203
24 الفصل الحادي عشر: في عدم جواز حسن الظن بالعامة واتباع شيء من طريقتهم المختصة بهم 204
25 الفصل الثاني عشر: في وجوب جهاد النفس والكفر والابتداع والفسق 207