الإثنا عشرية - الحر العاملي - الصفحة ١٦٣
السابق
والمقاصير التي في المساجد فقلت في نفسي لأي معنى هذا؟ فأقبل علي فقال:
معنى هذا أنها محدثة مبتدعة لم يبنها نبي ولا حجة (1).
أقول: إذا عرفت هذا ظهر عندك بطلان التصوف لاشتماله على البدع السابقة وغيرها التي لم يكن شئ منها في زمن الأئمة عليهم السلام متبعا لهم ولا لشيعتهم ولا مأمورا به منهم كما عرفت والله أعلم.
الفصل الثالث في ذكر بعض مطاعن مشايخ الصوفية وما ظهر من قبايحهم وفضايحهم اعلم أن اعتقاد هؤلاء في مشايخ المخالفين المعاندين المتعصبين وحسن ظنهم بهم وصرف أعمارهم في تتبع آثارهم وسلوك طريقتهم أحوج إلى ذكر بعض معايبهم ومثالبهم تنبيها للغافل وتذكيرا للعاقل ليحذر من اتباعهم ويتبرء منهم ومن أتباعهم.
وقد تقدم الحديث الدال على النهي عن الاغترار بهم وبأمثالهم في الباب الثاني وإذا نظرت في أحوال هذا الزمان ظهر لك كثرة الريا والتلبيس وتحققت أنه لا يجوز العمل بظاهر أحوال المظهرين للعبادة والزهادة وتقليدهم في أقوالهم وأفعالهم التي لم يتحقق موافقتها للشرع وناهيك بحال إبليس فقد روي عنه من المواعظ والنصايح والحكم المتفرقة في الأحاديث وما يزيد عما يفعله كثير من هؤلاء وقد عبد الله مع الملائكة اثني عشر ألف سنة ثم عصاه في سجدة واحدة فكفر واستحق الخلود في النار، وروي أنه سجد سجدة واحدة أربعة آلاف سنة (2) فكيف يجوز لعاقل أن يغتر بأحد من أعداء الدين إذا بلغة عنه موعظة أو إظهار زهد أو عبادة أو نحو ذلك فيقلده في آثاره القبيحة.
فمن جملة من اغتر به هؤلاء الصوفية الغزالي صاحب كتاب الإحياء فإنهم يعتمدون كلامه غاية الاعتماد، حتى أنهم يدعون تشيعه مع أنه أكبر المعاندين والناصبين

(١) كتاب الغيبة ص ١٢٣.
(2) البحار: ج 63 ص 235.
(١٦٣)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 9
2 الباب الأول: في ابطال النسبة وذمها 17
3 الباب الثاني: في ابطال التصوف وذمه 30
4 الباب الثالث: في ابطال اعتقاد الحلول والاتحاد 64
5 الباب الرابع: في ابطال الكشف الذي يدعونه 88
6 الباب الخامس: في ابطال ما يعتقدونه من سقوط التكاليف الشرعية عند ذلك الكشف 95
7 الباب السادس: في ابطال ما يفعلونه من الجلوس في الشتاء وما ابتدعوه من الرياضة وترك اللحم 105
8 الباب السابع: في ابطال ما يجعلونه من أفضل العبادات من الفتل والسقوط على الأرض 119
9 الباب الثامن: في ابطال ما يعتقدونه من أفضل العبادات أيضا من الرقص والصفق بالأيدي والصياح 123
10 الباب التاسع: في اثبات ما يبطلونه ويمنعون منه من السعي على الرزق وطلب المعاش والتجمل ونحوها 125
11 الباب العاشر: في تحريم ما يستحلونه ويعدونه عبادة من الغنا على وجه العموم والخصوص صورة كونه في القرآن والذكر 130
12 الباب الحادي عشر: في ابطال ما يفعلونه من الذكر الخفي والجلي على ما ابتدعوه 155
13 الباب الثاني عشر: في ابطال ما صار شعارا لهم من موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله وفيه اثنا عشر فصلا 158
14 الفصل الأول: في تحريم الاقتداء بأعداء الدين ومشابهتهم ومشاكلتهم 165
15 الفصل الثاني: في تحريم الابتداع في الدين 167
16 الفصل الثالث: في ذكر بعض مطاعن مشايخ الصوفية 170
17 الفصل الرابع: في وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 190
18 الفصل الخامس: في تحريم ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 192
19 الفصل السادس: في وجوب المجادلة في الدين والمناظرة لبيان الحق 194
20 الفصل السابع: في وجوب جهاد النفس وأعداء الدين 195
21 الفصل الثامن: في وجوب اجتناب معاشرة أهل البدع والمعاصي 197
22 الفصل التاسع: في جواز لعن المبتدعين والمخالفين والبراءة منهم 200
23 الفصل العاشر: في تحريم التعصب بالباطل 203
24 الفصل الحادي عشر: في عدم جواز حسن الظن بالعامة واتباع شيء من طريقتهم المختصة بهم 204
25 الفصل الثاني عشر: في وجوب جهاد النفس والكفر والابتداع والفسق 207