الإثنا عشرية - الحر العاملي - الصفحة ١٥٠
السابق
كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله ولقد كان يحدثه القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول: لا إله إلا الله (1).
أقول: هذا دال على خلاف طريقتهم في المقامين كما ترى.
السادس: ما رواه أيضا عنه عليه السلام قال قال الله عز وجل من ذكرني سرا ذكرته علانية (2).
السابع: ما رواه أيضا عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا إن المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال الله عز وجل: (يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا) (3).
أقول: الذي يفهم من الذكر في السر هو الاخفات بذكر الله مع النطق باللسان ومنافاة ذلك لعلو الصوت الذي هو شعارهم ظاهرة، ويعلم من ذلك أن فعلهم مرجوح وتركه أولى ويأتي تمام الكلام إن شاء الله.
الثامن: ما رواه بإسناده قال: قال الله عز وجل لعيسى عليه السلام اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي (4).
التاسع: ما رواه عن أحدهما قال: لا يكتب الملك إلا ما سمع وقد قال الله عز وجل (واذكر ربك في نفسك فلا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل إلا الله لعظمته) (5).
أقول: دلالة هذا وأمثاله على مرجوحية علو الصوت المفرط وغيره بالذكر واضحة وذكر الله في النفس إنما يفهم منه استحضار عظمة الله في القلب فإنه مقابل النسيان وأما مجرد تصور إخراج الحروف من جوانب القلب كما مر فلا يفهم من شئ من

(1) كا: ج 2 ص 499.
(2) ج 2 ص 501 والآية في سورة النساء: 142.
(3) ج 2 ص 501 والآية في سورة النساء: 142.
(4) كا: ج 2 ص 502.
(5) كا: ج 2 ص 502.
(١٥٠)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 9
2 الباب الأول: في ابطال النسبة وذمها 17
3 الباب الثاني: في ابطال التصوف وذمه 30
4 الباب الثالث: في ابطال اعتقاد الحلول والاتحاد 64
5 الباب الرابع: في ابطال الكشف الذي يدعونه 88
6 الباب الخامس: في ابطال ما يعتقدونه من سقوط التكاليف الشرعية عند ذلك الكشف 95
7 الباب السادس: في ابطال ما يفعلونه من الجلوس في الشتاء وما ابتدعوه من الرياضة وترك اللحم 105
8 الباب السابع: في ابطال ما يجعلونه من أفضل العبادات من الفتل والسقوط على الأرض 119
9 الباب الثامن: في ابطال ما يعتقدونه من أفضل العبادات أيضا من الرقص والصفق بالأيدي والصياح 123
10 الباب التاسع: في اثبات ما يبطلونه ويمنعون منه من السعي على الرزق وطلب المعاش والتجمل ونحوها 125
11 الباب العاشر: في تحريم ما يستحلونه ويعدونه عبادة من الغنا على وجه العموم والخصوص صورة كونه في القرآن والذكر 130
12 الباب الحادي عشر: في ابطال ما يفعلونه من الذكر الخفي والجلي على ما ابتدعوه 155
13 الباب الثاني عشر: في ابطال ما صار شعارا لهم من موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله وفيه اثنا عشر فصلا 158
14 الفصل الأول: في تحريم الاقتداء بأعداء الدين ومشابهتهم ومشاكلتهم 165
15 الفصل الثاني: في تحريم الابتداع في الدين 167
16 الفصل الثالث: في ذكر بعض مطاعن مشايخ الصوفية 170
17 الفصل الرابع: في وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 190
18 الفصل الخامس: في تحريم ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 192
19 الفصل السادس: في وجوب المجادلة في الدين والمناظرة لبيان الحق 194
20 الفصل السابع: في وجوب جهاد النفس وأعداء الدين 195
21 الفصل الثامن: في وجوب اجتناب معاشرة أهل البدع والمعاصي 197
22 الفصل التاسع: في جواز لعن المبتدعين والمخالفين والبراءة منهم 200
23 الفصل العاشر: في تحريم التعصب بالباطل 203
24 الفصل الحادي عشر: في عدم جواز حسن الظن بالعامة واتباع شيء من طريقتهم المختصة بهم 204
25 الفصل الثاني عشر: في وجوب جهاد النفس والكفر والابتداع والفسق 207