النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة - ابن ميثم البحراني - الصفحة ٥٩
السابق
أن الحق في جهة، وذلك ممنوع، فلم لا يجوز أن يكون كل مجتهد مصيبا؟! وحينئذ يجوز أن يخالفه العلماء ويكونوا مصيبين وإن كان هو أيضا مصيبا.
سلمنا أنه تجب متابعته بمجرد قوله فلم قلتم إن كل من كان كذلك وجب أن يكون معصوما؟
قوله: " لو جاز عليه الخطأ فبتقدير أن يأتي به نكون مأمورين باتباعه فيه فنكون مأمورين بفعل الخطأ وإنه غير جائز ".
قلت: هذا معارض بأمور:
أحدها: أنه تجب على الرعية متابعة القاضي والأمير بمجرد قولهما، مع أنه لا تجب عصمتهما.
وليس لقائل أن يقول: أن الإمام من وراء القاضي والأمير فيكون آخذا على أيديهما ومقوما لزيغهما.
لأنا نقول: هذا متصور في أمير قريب الدار من الإمام بحيث يمكنه تدارك ما يهم من سفك الدماء وإباحة الفرج الحرام، فما القول في أمير يبعد عن الإمام بألف فرسخ (1) فإنه يجب على الرعية الانقياد لقبول قوله، مع أن الإمام غير منتفع به في حق مثل هذا الأمير عند تفريطه. وهب أن الإمام يدارك ذلك في ثاني الحال ولكن كيف ما كان فإنه يجب على الرعية (2) الانقياد للأمير الظالم في تلك الحال، وأيضا فأي نفع للمقتول ظلما والموطوءة حراما في تدارك الإمام بعد ذلك.
وثانيها: أن المفتي من الشيعة يجب متابعة قوله مع أنه ليس بمعصوم.

(1) فرسخ: معرب عن الفارسية: فراسنگ، بعد ما بين الحجرين المنصوبين في الطريق علامة. والفرسخ يعادل: خمس كيلومترات ونصف كيلومتر تقريبا.
(2) في النسختين: للرعية.
(٥٩)
التالي
الاولى ١
٢٠٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 من حياة المؤلف وعصره 6
2 نحن وكتاب " النجاة في القيامة " 31
3 المقدمة (39 - 52) البحث الأول: تعريف الإمامة 38
4 البحث الثاني: ضبط المذاهب في الإمامة 40
5 دليل وجوب الإمامة 42
6 الباب الأول - في الشرائط المعتبرة في الإمامة (53 - 76) البحث الأول: في كون الإمام معصوما 51
7 البرهان الأول على وجوب عصمة الإمام 51
8 البرهان الثاني على وجوب عصمة الإمام 54
9 البرهان الثالث على وجوب عصمة الإمام 57
10 البحث الثاني: في أن الإمام يجب أن يكون أفضل من رعيته فيما هو إمام 60
11 البرهان الأول على وجوب أفضلية الإمام 60
12 البرهان الثاني على وجوب أفضلية الإمام 60
13 البرهان الثالث على وجوب أفضلية الإمام 61
14 البرهان الرابع على وجوب أفضلية الإمام 61
15 البحث الثالث: في أن الإمام يجب أن يكون عالما بكل الدين 62
16 البحث الرابع: في السبب الذي يتعين به الإمام 63
17 لا تثبت الإمامة إلا بالنص 63
18 الاحتجاج على إبطال النص 69
19 الباب الثاني - في تعيين الإمام (77 - 168) المقدمة: المذاهب في تعيين الإمام 72
20 البحث الأول: في بيان أن الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) 73
21 أنواع الأدلة على ذلك 73
22 النوع الأول: النصوص الجلية 73
23 الشبهات في النصوص، والجواب عنها 73
24 النوع الثاني: الاستدلال بالنصوص 86
25 الأول: قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله) 86
26 الشبهات في الاستدلال بالآية، والجواب عنها 89
27 الثاني: قوله (صلى الله عليه وآله): " من كنت مولاه فعلي مولاه " 101
28 الشبهات في الاستدلال بالحديث، والإجابة عنها 107
29 الثالث: قوله (صلى الله عليه وآله): " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " 131
30 الشبهات في الاستدلال بالحديث، والجواب عنها 134
31 النوع الثالث: الاستدلال بالبراهين العقلية 140
32 البرهان الأول 140
33 البرهان الثاني 157
34 البرهان الثالث 157
35 البرهان الرابع 158
36 البحث الثاني: في تعيين باقي الأئمة (عليهم السلام) 159
37 الباب الثالث - في تقرير شبهة الخصوم والجواب عنها (169 - 207) المقدمة: الفرق المنكرون لإمام إمام 162
38 البحث الأول: شبهة المنكرين لإمامة علي (عليه السلام)، والجواب عنها 168
39 البحث الثاني: مطاعن الخوارج وغيرهم في علي (عليه السلام)، والجواب عنها 176
40 البحث الثالث: فساد ما قالته الطوائف من الشيعة المنكرين لواحد واحد من الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) 182
41 الدليل على فساد ما قالوه إجمالا 182
42 الطائفة الأولى: الكيسانية 183
43 الجواب عما تمسكوا به 184
44 الطائفة الثانية: الزيدية 185
45 الجواب عما تمسكوا به 185
46 الطائفة الثالثة: الناووسية 186
47 الجواب عما تمسكوا به 186
48 الطائفة الرابعة: الإسماعيلية 186
49 الجواب عما تمسكوا به 186
50 الطائفة الخامسة: الشمطية 188
51 الجواب عما تمسكوا به 188
52 الطائفة السادسة: الفطحية 189
53 الجواب عما تمسكوا به 189
54 الطائفة السابعة: الممطورة 190
55 الجواب عما تمسكوا به 190
56 الطائفة الثامنة: القائلون بإمامة أحمد بن موسى 191
57 الجواب عما تمسكوا به 191
58 الطائفة التاسعة: القائلون بأن الإمامة بعد علي بن محمد صارت إلى ابنه محمد بن علي 192
59 الجواب عما تمسكوا به 192
60 الطائفة العاشرة: الذين زعموا أن الحسن بن علي لم يمت 192
61 الجواب عما تمسكوا به 192
62 البحث الرابع: في غيبة الإمام 194
63 المقام الأول: سبب الغيبة 194
64 المقام الثاني: إمكان بقاء المزاج الإنساني مثل المدة التي ندعيها للإمام الغائب 195
65 المقام الثالث: وقوع ذلك البقاء في الأمزجة كثيرة مشهورة 195
66 المقام الرابع: كون المدعى إمامته هو هذا الإمام المعين 198