مؤتمر علماء بغداد - مقاتل بن عطية - الصفحة ٧٧
السابق
قال الملك:
فلماذا نحترم الخلفاء؟!
قال الوزير:
اتباعا للسلف الصالح.
قال العلوي: - موجها كلامه إلى الملك -.
قل للوزير أيهما الملك، هل الحق أحق أن يتبع، أو السلف؟
أليس تقليد السلف، ضد الحق مشمولا لقوله تعالى: (قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون)؟!
قال الملك: - موجها الخطاب إلى العلوي:
إذا لم يكن هؤلاء الثلاثة خلفاء فمن هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال العلوي:
خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو: علي بن أبي طالب.
قال الملك: ولماذا هو خليفته؟
قال العلوي:
لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عينه خليفة من بعده (1) حيث أنه

(١) قال الأستاذ عبد الحليم الجندي:
ومن نصوص وصية النبي الصريحة بالإمامة لعلي: عن محمد بن حميد الرازي (*) - وقد وثقة الأئمة: أحمد، ويحيى، وابن جرير الطبري والبغوي، عن أبي بريدة:
(لكل نبي وصي ووارث، وابن وصيي، ووارثي علي بن أبي طالب) ومثله - بالمعنى مروي عن سلمان الفارسي.
وقال عليه الصلاة والسلام لفاطمة (يا فاطمة: أما ترضين أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار اثنين أحدهما أبوك والآخر بعلك).
وعن ابن عباس أن الرسول قال لها؟ أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاما، وأعلمهم علما، وأنك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم نساء قومها، أما ترضين يا فاطمة أن الله أطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلان أحدهما أباك، والآخر بعلك).
الإمام جعفر الصادق ص ٢٥٣ طبع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة.
* قال خير الدين الزركلي: محمد بن حميد بن حيان التميمي الرازي أبو عبد الله حافظ للحديث. من الري. زار بغداد. وأخذ عنه كثير من الأئمة كابن حنبل وابن ماجة والترمذي.
الأعلام: ٦ / 110.
وقال الأستاذ عبد الكريم الخطيب:
وهذا الذي كان من علي في ليلة الهجرة، إذا نظر إليه في مجرى الأحداث التي عرضت للإمام علي في حياته بعد تلك اللية، فإنه يرفع لعين الناظر، إمارات واضحة، وإشارات دالة، على أن هذا التدبر الذي كان في تلك الليلة، لم يكن أمرا عارضا، بالإضافة إلى علي، بل هو عن حكمة لها آثارها، ومعقباتها!
فلنا أن نسأل:
أكان لإلباس الرسول صلى الله عليه وسلم، شخصية لعلي، تلك الليلة، ما يوحي بأن هناك جامعة تجمع بين الرسول، وبين علي، أكثر من جامعة القرابة القريبة التي بينهما؟
وهل لنا أن نستشف من ذلك، أنه إذا غاب شخص الرسول كان علي هو الشخصية المهيأة لأن تخلفه، وتمثل شخصه، وتقوم مقامه؟
وأحسب أن أحدا قبلنا لم ينظر إلى هذا الحدث نظرتنا هذه إليه، ولم يقف عنده وقفتنا تلك، حتى شيعة علي، والمبالغين في التشيع له! فإنا نراهم لا يلتفتون كثيرا إلى هذه الواقعة، ولا يقيمون منها شاهدا يشهد لعلي أنه أولى الناس برسول الله، والقيام معه، على حين نراهم يتعلقون بكل شئ يرفع عليا إلى تلك المنزلة!! وأحسب كذلك أننا لم نتعسف كثيرا، حين نظرنا إلى علي، وهو في برد الرسول، وفي مثوى منامه الذي اعتاد أن ينام فيه - فقلنا هذا خلف رسول الله، والقائم مقامه! ثم نحن إذا نظرنا إلى علي وهو يواجه قريشا، بعد أن فعل فعلته بها، وبعد أن صفعها تلك الصفعة المذلة المهينة، ثم تصفحنا هذه الوجوه المنكرة، وتلك الأعين المحدقة، وهي ترمي عليا بنظراتها الحادة المتوعدة، إذ خدعها عن " محمد "، ومكر بها، حتى أفلت " محمد " من بين يديها - إلا يذكرنا هذا المشهد، بما كان من قريش لعلي، وإرهاقها له، وتجنيها عليه، بعد أن دخلت في الإسلام.. حيث لم ير منها إلا حنقا عليه، وكيدا له، وازورارا عنه؟!
وإن لك أن تقول: إن الفرق كبير بين قريش الملحدة الكافرة، المتحدية للرسول، ولمن يجتمع إلى الرسول، وبين قريش المسلمة، المستجيبة لرسول الله، والمجاهدة في سبيل الله!
ولكن.. لنا نحن أيضا أن تقول:
إنه إذا كان الإسلام قد ذهب بسخائم النفوس، وضمد جراحات القلوب، فإنه قد بقي في كثير من النفوس بعض هذه السخائم. مندسة خامدة، إذا حركتها الأحداث تحركت، وبقي في بعض القلوب ندوب هي ساكنة ما سكنت الأحداث، فإذا طاف بها طائف من المواقف المتأزمة، نفرت، وألقت بما فيها من قيح، وصديد!
إن هذا الذي كان من علي ليلة الهجرة، في تحديه لقريش، هذا التحدي السافر، وفي استخفافه بها، وقيامه بينها ثلاثة أيام يغدو ويروح - إن ذلك لا تنساه قريش لعلي، أبدا، ولولا أنها وجدت في قتله يومئذ إثارة فتنة، تمزق وحدتها، وتشتت شملها، دون أن يكون في ذلك ما يبلغ بها غايتها في " محمد " - لولا ذلك لقتلته، وشفت ما بصدرها منه، ولكنها تركته، وانتظرت الأيام، لتسوي حسابها معه!
وأمر آخر!
هاجر الرسول إلى المدينة، وترك وراءه في مكة، قلوبا مضطغنة عليه، ومغيضة منه، متحرقة إلى ضره، وأذاه.. واستقبل في مهاجره الجديد وجوها فياضة بالبشر، وقلوبا عامرة بالخير، والحب.
وها هو علي يخلف الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - في هذا المجتمع المضطرب، ومع هذه الجماعة الحانقة المبغضة.. يعيش معها أياما ثم يلحق بالرسول في مهاجره الجديد!
ثم مضى الرسول إلى ربه ولحق بالرفيق الأعلى، وانتقل من دار إلى دار خير منها.. أشبه بانتقاله مهاجرا من مكة إلى المدينة.. وترك عليا وراءه يصطدم بالأحداث، ويكابد الشدائد، حتى يلحق بالرسول في الرفيق الأعلى، كما لحق به في مهاجره من قبل!
ألا يبدو لنا من هذه الموافقات، ما نستشف منه أن لعلي شانا في رسالة الرسول، ودورا في دعوة الإسلام، ليس لأحد غيره من صحابة الرسول؟
الإمام علي بقية النبوة وخاتم الخلافة ص 105، 107 طبع مصر عام 1386 ه‍.
(٧٧)
التالي
الاولى ١
٢١٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تصدير الكتاب 3
2 مقدمة الطبعة الثانية 6
3 تقديم الدكتور حامد حفني داود 9
4 ترجمة ملك شاه السلجوقي 16
5 ترجمة الوزير نظام الملك 20
6 ترجمة مقاتل بن عطية 32
7 حوار بين الملك وأحد الحاضرين 37
8 من أصول الدين الاسلامي عدم التكفير 39
9 معنى اللعن 39
10 معنى الشيعة 40
11 حوار بين الملك ووزيره نظام الملك 42
12 التحاشي عن تكفير من انتسب إلى الاسلام 43
13 بداية الحوار بين العباسي والعلوي 48
14 حوار حول سب الصحابة 51
15 القرآن الكريم: جمعه وتدوينه 54
16 القرآن معجزة سماوي كسائر المعجزات 56
17 الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان 57
18 الامام شرف الدين: القرآن كان مجموعا أيام النبي 58
19 سورة التوبة لها عدة أسماء تبعثر عن أسماء المنافقين 58
20 حذيفة: سورة التوبة هي سورة العذاب 59
21 معنى الفلتة؟ 60
22 أبو بكر يطلب الإمامة ويقول: أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم 60
23 الإمام علي: الخليفة المعين بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 61
24 عبد الحليم الجندي: نصوص وصية النبي صريحة بالإمامة لعلي 63
25 جمع الرسول الجماهير في غدير خم لتعيين الخليفة بعده 64
26 روايات العامة حول تحريف القرآن 65
27 ابن عمر: القرآن ذهب من قرآن كثير 65
28 ذكر الآيات المحرفة في سورة التوبة وأنها كانت تعدل البقرة 67
29 تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى 68
30 آية الغرانيق في كتب العامة وتفاسيرهم ومدح الأصنام 69
31 علماء الشيعة الإمامية ينكرون التحريف 70
32 الله عز وجل رؤيته - صفته 71
33 في كتب العامة: ان الله جسم مثل الانسان وله يد، ورجل 72
34 رؤية الباري عز وجل 73
35 أبو هريرة: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا 74
36 أبو هريرة: النار فلا تمتلئ فيضع {الله} قدمه عليها فتقول: قط قط 75
37 أحاديث: ان الله يدخل رجله في النار 76
38 الحديث 77
39 أقطاب رواة الحديث الكذبة باعتراف أبي حنيفة: 77
40 أنس بن مالك، أبو هريرة، سمرة بن جندب 77
41 منع عمر من نقل الحديث 79
42 في القرن الثامن للهجرة فصل التدريس من مصر لمنع عمر تدوين الحديث 80
43 الآيات القرآنية 81
44 المحكم والمتشابه في القرآن 81
45 العمل بظواهر القرآن 82
46 لا يتمكن الانسان أن يعمل بكل ظواهر القرآن 83
47 في روايات العامة: ان محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان شاكا في نبوته 86
48 الرسول الأعظم وتلبيته لرغبات عائشة 88
49 الطبل، الرقص، استماع الأغاني 88
50 في كتب العامة: النبي صلى الله عليه وآله وسلم حمل عائشة للتفرج على الطبالين 89
51 أهل السنة يقولون بخرافات وخزعبلات 90
52 صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 91
53 أبيات للحافظ إبراهيم شاعر النيل في تهديد عمر لإحراق دار الزهراء 94
54 للسيد محمد حسين الكيشوان من قصيدة حول إحراق دار الزهراء عليها السلام 94
55 أبو جعفر الإسكافي: أبو هريرة مدخول عند شيخونا يتركون أحاديثه 95
56 أبيات عبيد في عائشة بنت أبي بكر 95
57 العامة تزعم: سورة عبس نزلت في حق الرسول 96
58 الطبرسي: عبس وتولى، المراد به غيره صلى الله عليه وآله وسلم 97
59 الدليل على عدم ايمان أبي بكر: تخلفه عن جيش أسامة 99
60 سرية أسامة بن زيد وتحت قيادته: أبو بكر وعمر وأبو عبيدة... الخ 100
61 شك عمر بنبوة الرسول في يوم الحديبية 102
62 عمر يضع كتاب رسول الله تحت قدمه ويقول: ما كان الا ملك 104
63 هالة والدة رقية وأم كلثوم الذين تزوجهما عثمان بن عفان 104
64 تحريض عائشة على قتل عثمان بن عفان 105
65 أربعون سوطا ضربها عثمان لعبد الله بن مسعود لدفنه أبي ذر 106
66 مجئ عثمان إلى الحكم بوصية من عمر بن الخطاب 107
67 طلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف من العشرة المبشرة بالجنة 108
68 طلحة والزبير وقاتلا: الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام 109
69 حول حديث العشرة المبشرة 109
70 حوار الملك مع الوزير حول كلام العلوي 110
71 عثمان في الحصار ويدخل عليه الماء والشراب 111
72 حول الصحابة: موقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الصحابة 112
73 أحاديث الرسول في ذم الصحابة 112
74 رأي الدكتور حامد حفني داود في الصحابة 112
75 لعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لبعض الصحابة 114
76 حول عدالة الصحابة للشيخ أبي رية رحمه الله 115
77 لعن الرسول لبعض الصحابة وطعن الصحابة بعضهم ببعض 116
78 حديث الرسول في مبدأ الدعوة وقوله: من يؤازرني على هذا الأمر فقام علي وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هذا أخي، ووصي وخليفتي من بعدي 118
79 أبيات للسيد الحميري يخاطب بها. المهدي العباسي 119
80 تعيين الإمام علي من الله ورسوله 121
81 قول عمر: لولا علي لهلك عمر 123
82 قول أبي بكر: أقيلوني بيعتي ورجوع أبي بكر وعمر إلى قول علي 123
83 أبو بكر يقول: إن لي شيطانا يعتريني 124
84 للمؤيد في الدين داعي الدعاة الفاطمي من قصيدة 124
85 مخالفة عمر لرسول اله صلى الله عليه وآله وسلم 125
86 رأي الدكتور طه حسين في عثمان 125
87 صلاة الرسول على عبد الله بن أبي وجذب عمر للرسول 126
88 متعة النساء ونهي عمر عن المتعتين 128
89 الدكتور صلاح الدين المنجد يقول: أجاز القرآن المتعة بالنساء 129
90 عبد الله بن الزبير ولد بالمتعة 129
91 فتوى الشيخ الباقوري بالمتعة للشبان الذين بعثتهم الدولة إلى الخارج للدراسة 130
92 تقديم الأستاذ عبد الهادي مسعود لكتاب المتعة المطبوع بمصر 131
93 الفارق بين عقدي المتعة والدوام 132
94 من تمنيات عمر بن الخطاب أن يكون عذره ولم يكن بشرا 133
95 من تمنيات أبي بكر أن يكون بعرا ولم يكن بشرا 134
96 غصب خلافة الإمام علي عليه السلام 137
97 تصريح الشيخ محمد متولي الشعراوي بمظلومية سيدتنا الزهراء عليها السلام 139
98 من جرائم خالد بن الوليد 140
99 أبيات لأبي طالب في النبي صلى الله عليه وآله وسلم 141
100 قال أبو الطاهر: من أبغض أبا طالب فهو كافر 142
101 من غرر مدائح أبي طالب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم 143
102 تعيين مكان بدر، وحنين 144
103 تصديق أبي طالب لنبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 145
104 غدر خالد بن الوليد، بمالك بن نويرة بعد إعطائه الأمان 145
105 دخل خالد بن الوليد بزوجة مالك بعد قتله في تلك الليلة 146
106 النظام يقول: ان عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حيت ألقت الجنين من بطنها 147
107 اعتداء أبي بكر وعمر على الزهراء عليها السلام 147
108 الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها 148
109 قال تعالى: (أن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة) الآية 148
110 الرسول: يمر بباب فاطمة ويقول: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة 149
111 هجوم القوم على دار الزهراء وتهديدهم بإحراق الدار 149
112 ما نشرته مجلة الرسالة المصرية عن موقف أبي بكر من الزهراء عليها السلام 150
113 وصية الزهراء عليها السلام بدفنها ليلا كي لا يضر الشيخين تشييعها 151
114 حديث واردان فاطمة ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر 152
115 غضب فاطمة على أبي بكر وعمر 152
116 وصية الزهراء للإمام علي عليهما السلام 154
117 رد أبي بكر شهادة الزهراء وعلي وأم أيمن 154
118 أبو بكر منع فاطمة وبني هاشم سهم ذوي القربى 154
119 فدك كانت ملكا للزهراء منحها لها الرسول عند نزول وآت ذي القربى حقه 155
120 رد عمر بن عبد العزيز فدكا على أولاد فاطمة 155
121 وارد فدك: مائة وعشرون ألف دينار ذهب بقول بعض المؤرخين 156
122 خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 157
123 مصادر حديث اثنا عشر خليفة 157
124 الإمام المهدي وظهوره عليه السلام 159
125 إخبار الرسول بالمهدي عليه السلام 160
126 أحاديث حول البعثة 163
127 خالد محمد خالد يقول: لقد ترك عمر بن الخطاب النصوص الدينية المقدسة 165
128 من بدع عمر بن الخطاب 166
129 تأييد المذاهب الأربعة لبدع عمر بن الخطاب 167
130 الحوادث والفتن التي وقعت في العالم من عام 1310 إلى 554 ه‍ 168
131 مذهب الشيعة الإمامية 170
132 حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه 172
133 نهاية الحوار وتشيع الملك والوزير 174
134 أبيات شعرية في مدح الوزير نظام الملك لمقاتل بن عطية 175