موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٣ - الصفحة ٤٢
السابق
ولما بويع المعتصم جعل يتفقد أحواله فكتب إلى عبد الملك الزيات (1) أن ينفذ إليه التقي [الامام الجواد] وأم الفضل فأنفذ ابن الزيات علي بن يقطين (2) إليه، فتجهز وخرج إلى بغداد فأكرمه وعظمه وأنفذ أشناس (3) بالتحف إليه وإلى أم الفضل، ثم

(١) كذا في المصدر. والصواب محمد بن عبد الملك الزيات. وهو أبو جعفر، المعروف بابن الزيات: أديب، شاعر، كاتب. وزير المعتصم والواثق. عمل على تنحية المتوكل عن الخلافة، فلم يفلح، فلما ولي المتوكل نكل به وعذبه في السجن إلى أن مات سنة (٢٣٣ ه‍).
وسبب موته أن المتوكل أدخله في تنور حديدي تحيط به مسامير أطرافها المدببة إلى داخله، فلو تحرك الواقف بداخل التنور قليلا من شدة الحرارة، دخلت المسامير في بدنه.
كان ابن الزيات هو الذي صنعه ليعذب فيه المخالفين لأوامره، وما سبقه إليه أحد. فعذب فيه أربعين يوما حتى مات. ولما دفن لم يعمق قبره، فنبشته الكلاب وأكلته. وكان ابن الزيات شديد الوطأة على الشيعة. راجع في ترجمته: تاريخ بغداد: ٢ / ٣٤٢، وفيات الأعيان: ٥ / ٩٤ رقم ٦٩٦.
(٢) من المستبعد جدا أن يكون علي بن يقطين قد أدرك أواخر حياة الإمام الجواد (عليه السلام) خاصة وأنه روى عن الامام الصادق (عليه السلام). اللهم الا أن يكون المراد ابن علي بن يقطين، وقد سقطت كلمة (ابن). وهو الحسن وقد ذكرناه ضمن أصحابه والرواة عنه. علما بأن ولادة علي كانت في الكوفة سنة (١٢٠ ه‍)، وقيل: سنة (١٢٤ ه‍)، ولم يعرف أنه عمر مئة سنة. بل، إن وفاته كانت سنة (١٨٢ ه‍) على الأرجح، وفي رجال الكشي: ص ٤٣٠ أن وفاته حوالي سنة (١٨٠ ه‍).
كان والده يقطين داعية للعباسيين، فحظي لذلك بمنزلة رفيعة في أوائل حكم الدولة العباسية، وعليه فقد كانت لعلي ابنه أيام حكومة هارون الرشيد منزلة سامية تفوق منزلة والده حيث اتخذه الرشيد وزيرا له. وكان علي مع ذلك على صلة وثيقة بالإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، فكان يكتم تشيعه. كما كان - من خلال منصبه - يعمل بإرشاد الإمام الكاظم (عليه السلام) وتوجيهاته في إغاثة المظلومين، والشيعة المعوزين، فيبرهم، حتى قال فيه (عليه السلام): " يا علي إن لله أولياء مع أولياء الظلمة، يدفع بهم عن أوليائه، وأنت منهم يا علي ".
(٣) أشناس التركي الأمير: قائد، من الشجعان، ومن كبار الأمراء، حل محل الأفشين في تسلم قيادة الجيش العباسي سنة (٢٢٥ ه‍) حيث أجلسه المعتصم على كرسي وخلع عليه، وتوجه ووشحه.
اشترك في معركة (عمورية) فكان أول الداخلين إليها من العساكر الثلاثة (جيش المعتصم، وجيشه، وجيش الأفشين) وذلك في سنة (٢٢٣ ه‍). عهد إليه المعتصم بناء مدينة سامراء. ولي إمرة دمشق أيام حكم الواثق، وفي سنة (٢٢٨ ه‍) توجه الواثق وألبسه وشاحين بالجوهر. مات سنة (٢٣٠ ه‍ / ٨٤٥ م)، وقيل: سنة (٢٥٢ ه‍).
راجع في ترجمته: تاريخ الطبري حوادث سنة (٢٢٣ ه‍)، تاريخ مدينة دمشق: ٩ / ١٦٣ رقم ٧٧٦، المنتظم: ١١ / ٧٩ - ٨٣ و ٩٨ و ١٥٥، سير أعلام النبلاء: ١٢ / ١٢٣، الوافي بالوفيات: ٩ / 278 رقم 4199، وفي الأخيرين أن وفاته سنة (252 ه‍).
(٤٢)
التالي
الاولى ١
٥٦٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 الفصل الأول - المعالم الشخصية للامام الجواد (عليه السلام) 16
3 كلمة البدء 17
4 تباشير الولادة 19
5 نسبه الشريف 22
6 ألقابه وكناه 24
7 ملامحه وهيئته 26
8 أولاده 27
9 إلى الرفيق الاعلى 30
10 أقوال العلماء والمؤرخين 32
11 الاستنتاج 46
12 ما بعد الرحيل 48
13 من الذي يتولى شؤون المعصوم 49
14 الفصل الثاني - النصوص الدالة على إمامته (عليه السلام) 53
15 نص الرسول 54
16 نصوص الامام الكاظم (عليه السلام) 60
17 نصوص الامام الرضا (عليه السلام) 65
18 شهادة علي بن جعفر 71
19 شهادات أخرى 74
20 الفصل الثالث - السيرة الذاتية 77
21 المدخل 78
22 انتقال الإمامة وموقف المأمون 79
23 لقاء الوفود 82
24 الاستدعاء إلى بغداد 85
25 المناقشة والنتائج 94
26 الامام يلتقى المأمون لأول مرة 100
27 احداث الزواج 104
28 ما بعد الزواج 115
29 شذرات من اخباره 120
30 جوده وكرمه 135
31 استجابة دعائه 142
32 دعاؤه لاخوانه المؤمنين 149
33 استجابة الدعاء به 150
34 ما أثر عنه من الدعاء 152
35 دعاؤه بعد صلاة الفريضة 153
36 دعاؤه في قنوته 156
37 ادعيته في شتى الأمور 158
38 المناجاة العشر 162
39 المناجاة الأولى - بالاستخارة 163
40 المناجاة الثانية - بالاستقالة 164
41 المناجاة الثالثة - بالسفر 164
42 المناجاة الرابعة - بطلب الرزق 165
43 المناجاة الخامسة - بالاستعاذة 166
44 المناجاة السادسة - بطلب التوبة 167
45 المناجاة السابعة - بطلب الحج 168
46 المناجاة الثامنة - بكشف الظلم 168
47 المناجاة التاسعة - بالشكر لله 169
48 المناجاة العاشرة - بطلب الحوائج 170
49 تعويذ الجواد (عليه السلام) 171
50 حرز الجواد (عليه السلام) 173
51 ومن دعائه (عليه السلام) 179
52 الفصل الرابع - معاجز الإمام وكراماته 180
53 توطئة 181
54 المعاجز والكرامات 182
55 سند الرواية 188
56 نص الرواية 189
57 التوسم والفراسة 209
58 الفصل الخامس - من هدي السيرة 219
59 قبسات من نور كلامه 220
60 رسائل الامام ومكاتيبه 230
61 احتجاجات الامام ومناظراته 251
62 الفصل السادس - مكانة الإمام العلمية 258
63 المدخل 259
64 علم الفقه 274
65 الصلاة 275
66 الصيام 284
67 الحج 284
68 الخمس 289
69 النكاح 292
70 الطلاق 293
71 القضاء والشهادة 294
72 المعاملات 295
73 الأطعمة والأشربة 297
74 الرضاع 300
75 الديات 301
76 العتق 302
77 النذر 303
78 الوصية 304
79 الميراث 308
80 الأموات 309
81 التجمل والزينة 312
82 التفسير 314
83 العقائد 320
84 التوحيد والصفات 320
85 الإمامة وأهل البيت (عليهم السلام) 322
86 علمه (عليه السلام) في مواضيع شتى 332
87 الفصل السابع - مدرسة الإمام الجواد (عليه السلام) 335
88 روايته عن آبائه (عليهم السلام) 336
89 أصحابه والرواة عنه 341
90 أصحاب الامام وثقاته 347
91 الفصل الثامن - المدح والرثاء 439
92 تقدمة 440
93 الشعر 443
94 النثر 487
95 الفصل التاسع - المراحل التاريخية لعمارة مرقد الجوادين (عليهما السلام) 490
96 الفصل العاشر - خاتمة المطاف 507
97 توطئة 508
98 الأقوال في حقه 517
99 جماعة القافة 517
100 المأمون العباسي 518
101 التاريخ والمؤرخون 519
102 المنابع والمآخذ 537