لمحات - الشيخ لطف الله الصافي - الصفحة ٣١٦
السابق
ومن أين علمت ذلك؟ وما جوابك حين يخاصمك عبد الغفار عند الله تعالى؟! 10 هذا، وقد ظهر لك أن للحديث طرقا كثيرة، بعضها فيها عبد الغفار، وبعضها ليس فيه هذا الرجل.
ونحن نذكر طائفة من هذه الطرق، ليظهر لك قوة أسنادها واشتهارها، وأن العلماء الحفاظ والمحدثين تلقوها بالقبول، فنقول.

١٠ - لا يخفى عليك أن أربابا الرجال والتراجم والفهارس من الشيعة، المشهورين بكمال التورع والاحتياط، سيما في الجرح والتعديل، صرحوا بوثاقة هذا الشيخ الجليل " أبي مريم عبد الغفار بن القاسم القيس الأنصاري " والرجل من أصحاب الإمام زين العابدين علي بن الحسين وابنه الإمام محمد بن علي الباقر وابنه الإمام جعفر بن محمد الصادق - عليهم السلام -، ويكفيه ذلك فخرا وشرفا وفضلا. توجد ترجمته في فهرست الشيخ ورجاله، وفهرست النجاشي، والخلاصة للعلامة، ورجال ابن داود والكشي، والوجيزة، والبلغة، وجامع الرواة وغيرها.
ومما يؤيد حسن حال الرجال، ويزيد في تعرف حالهم معرفة شيوخهم وتلاميذهم ومن أخذ عنهم العلم. وللرجل في هذا شأن سامي ومكان عال، فان شيوخه الذين أخذ العقيدة والمذهب منهم، واتخذهم أئمة وتمسك بهم، واعتصم بحبل ولايتهم الذي حبل الله، هم من عرفتهم: الإمام زين العابدين والامام باقر علوم النبيين والإمام جعفر الصادق - عليهم السلام -. فقد تخرج هذا الرجل من مدرستهم الكبيرة، وتلمذ عندهم، وأخذ العلم من نميرهم الصافي (يراجع جامع الرواة، والكشي، والنجاشي وغيرها).
وقد روى الحديث عن عطاء، وعدي بن ثابت، والمنهال بن عمرو ونافع (الجرح والتعديل للرازي، ج ٣، ص ٥٣). وسمع منه يحيى بن سعد الأنصاري، وشعبة، وكان حسن الرأي فيه (الجرح والتعديل، ج ٣، ص ٥٣ و ٥٤). وروى عنه جماعة من الاجلاء والرواة، كالحسن بن محبوب، ومحمد بن موسى خوراء، وصالح بن عقبة، وموسى بن بكر، وعلي بن الحسن بن رباط، وأبو ولاد، وأبان بن عثمان، وهشام بن سالم، وعلي بن النعمان، وعثمان بن عيسى، وعبد الله بن المغيرة، وثعلبة بن ميمون، ويونس بن يعقوب، والقاسم بن سليمان، و عبد الرحمن بن حماد، ومحمد بن أبي حمزة، ومحمد بن عيسى، والعباس بن المعروف، وسيف، وفضالة، وإبراهيم بن سنان، وظريف، وأحمد بن عمر، وجميل بن صالح والحسن بن سري - جامع الرواة، ج ١، ص ٤٦١ و ٤٦٢).
ومما يظهر منه جلالة قدره، وحسن عقيدته، وايمانه بالأئمة الاثني عشر الذين بشر النبي صلى الله عليه وآله، الأمة بهم، كما جاء في الروايات المتواترة - ما روى الشيخ الجليل أبو القاسم علي بن محمد بن علي الخراز في كتاب " كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر " بسنده عنه، قال " أبو مريم الأنصاري ":
" دخلت على مولاي الباقر - عليه السلام - وعنده أناس من أصحابه، فجرى ذكر الاسلام، قلت: يا سيدي! فأي الاسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده، قلت: فأي الأخلاق أفضل؟ قال: الصبر والسماحة، قلت: فأي المؤمنين أكمل ايمانا؟ قال أحسنهم خلقا، قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده واهريق دمه، قلت: فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: أن تهجر ما حرم الله عز وجل عليك، قلت: يا سيدي! فما تقول في الدخول على السلطان؟ قال: لا أرى ذلك، قلت: اني ربما سافرت إلى الشام، فأدخل على إبراهيم بن الوليد، قال: يا عبد الغفار! ان دخولك على السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء: محبة الدنيا، ونسيان الموت وقلة الرضا بما قسم الله لك، قلت: يا بن رسول الله! فاني ذو عيلة وأتجر إلى ذلك المكان لجر المنفعة، فما ترى في ذلك؟ قال: يا عبد الله! اني لست آمرك بترك الدنيا، بل آمرك بترك الذنوب، فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة، وأنت إلى إقامة الفريضة أحوج منك إلى اكتساب الفضيلة، قال: فقبلت يده ورجله وقلت: بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله، فما نجد العلم الصحيح إلا عندكم، واني قد كبرت سني ورق عظمي، ولا أرى فيكم ما أسر به، أريكم مقتلين مشردين خائفين، واني أقمت على قائمكم منذ حين، أقول أخرج اليوم أو غدا، قال:
يا عبد الغفار! ان قائمنا هو السابع من ولدي، وليس هو أوان ظهوره، ولقد حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: " إن الأئمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين، والتاسع قائمهم يخرج في آخر الزمان، فيملأها قسطا وعدلا بعد ما ملئت جورا وظلما. " قلت: فان هذا كائن يا بن رسول الله، فإلى من بعدك؟ قال: إلى جعفر، وهو سيد أولادي وأبو الأئمة صادق في قوله وفعله، ولقد سألت عظيما يا عبد الغفار، وانك لأهل الإجابة، ثم قال: ألا ان مفتاح العلم السؤال، وأنشأ يقول:
شفاء العمى طول السؤال وانما * تمام العمى طول السكوت على الجهل منتخب الأثر
(٣١٦)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إلى هدى كتاب الله 19
2 أحاديث افتراق المسلمين على ثلاث وسبعين فرقة 35
3 كلمات العلماء حول هذه الأحاديث 40
4 تعيين الفرقة الناجية 47
5 الشيعة الامامية هي الفرقة الناجية 49
6 تنبيه 56
7 الأحاديث الدالة على نجاة الموحدين 58
8 من لهذا العالم؟ 64
9 الآيات 73
10 الأحاديث 74
11 رواة أحاديث المهدى عليه السلام من الصحابة والصحابيات 80
12 أسماء أكابر أهل السنة الذين أخرجوا أحاديث المهدى عليه السلام في صحاحهم ومسانيدهم وجوامعهم 81
13 الكتب المفردة في المهدية 84
14 العقيدة بالمهدية 89
15 ايحاءات العقيدة بالمهدية 97
16 الأصل في العقيدة بالمهدية 98
17 الكتب المفردة في المهدية 100
18 أسماء المشايخ وأرباب الجوامع 102
19 أسماء المشاهير من التابعين وغيرهم 102
20 أسماء الصحابة والصحابيات 103
21 رسالة في عصمة الأنبياء والأئمة وعلم الامام عليهم السلام 113
22 المبحث الأول في عصمة الأنبياء والأئمة عليهم الصلاة والسلام 116
23 المسألة الأولى: ما هي العصمة؟ 117
24 المسألة الثانية: ما هي أنواع العصمة؟ وما هو النوع الذي يجب ان يكون النبي والامام متصفين به؟ 126
25 المسألة الثالثة: الأدلة التي تقام على عصمة الأنبياء والأئمة عليهم السلام هل هي عقلية أو سمعية؟ 128
26 المسألة الرابعة: ما هي الدلائل العقلية على عصمة الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين؟ 132
27 المسألة الخامسة: ما هي أدلة عصمتهم من مصادر التشريع الاسلامي؟ 136
28 المبحث الثاني في علم الامام عليه السلام 147
29 المبحث الثالث في اختلاف مستويات الأئمة عليهم السلام في الايمان والعلم والاخلاق 154
30 إيران تسمع وتجيب 157
31 معوقات وحدة الكلمة 163
32 وباؤوا خسرانا 164
33 واجب العلماء والمصلحين 166
34 رابطة العالم الاسلامي 168
35 الإيفاد 170
36 وما أدراك ما إيران؟ 172
37 إسمعي يا إيران! 174
38 مهمات الرابطة 176
39 للضيافة احكام!! 177
40 الفكرة القومية 179
41 وفد الرابطة... ماذا زار؟ وبمن التقى؟ 181
42 هذا ما نتوقع 184
43 هل... وهل... وهل...؟ 186
44 نظرة العين الواحدة 188
45 يا أعضاء جمعية الرابطة، ووفدها! 189
46 هذا رأينا 193
47 مقياس صدق الدعوة 199
48 قبر هارون الرشيد 202
49 هذا ما ينبغي 206
50 جلاء البصر 208
51 مقدمة 211
52 أما الأحاديث 216
53 أما الكلام في أسنادها 222
54 أما الرواية الأولى والثانية 222
55 وأما الحديث الثالث 224
56 وأما الحديث الرابع 225
57 وأما الحديث الخامس 225
58 وأما الحديث السادس 225
59 وأما الحديث السابع 226
60 والحديث الثامن 226
61 متون الأحاديث 228
62 متن الحديث الأول والثاني 228
63 وأما متن الخبر الثالث والرابع 229
64 وأما الخبر الخامس 230
65 وأما متن الحديث السادس 231
66 وأما الحديث السابع 233
67 وأما الحديث الثامن 233
68 ما يصح أن يقال في توجيه هذه الأحاديث 235 حول الاستقسام بالأزلام والاستخارة 241
69 تفنيد أكذوبة خطبة الامام على الزهراء عليهما السلام 255
70 شواهد موضوعية هذه القصة واختلاقها 260
71 الأول 260
72 الثاني 261
73 الثالث 262
74 الرابع 262
75 الخامس 263
76 السادس 263
77 حول البكاء على سيدنا الحسين عليه السلام 268
78 حول آية التطهير 277
79 تحقيق دقيق 284
80 حول تفسير آية الانذار وأحاديث يوم الدار 291
81 نقده الآخر 298
82 آية الأنذار وحديث الدار 299