كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٧٩
السابق
الحسن لمشاريع معاوية، كل ذلك احتمال وارد!
لذلك قرر معاوية أن يقتل الإمام الحسن، ليزيحه من درب مشاريعه، وبالفعل، استعان معاوية بشياطينه، ودس السم للإمام الحسن فقتله (1)، وهو يعلم أنه ابن بنت رسول الله، وسيد شباب أهل الجنة، وريحانة النبي من الأمة!!.
لكن الإمام الحسن بالوقت نفسه هو ابن علي بن أبي طالب الذي قتل حنظلة شقيق معاوية، فقتل معاوية للإمام الحسن يحقق له غايتين، أولهما: يمهد الطريق لمرور مشاريع معاوية، وثانيهما: الثأر لأخيه وجده وخاله وأبناء عمومته الذين قتلوا في بدر!!! والأهم أنه يشبع روح معاوية المتعطشة للدم والعنف (2)!!.
معاوية يخرج المجرمين:
إن الأكثرية الساحقة من المجرمين العتاة الذين ظهروا في تاريخ دولة الخلافة، وأشاعوا الهلع والرعب في قلوب رعايا دولة الخلافة وأمعنوا في عباد الله تقتيلا وتشريدا وتعذيبا ونهبا، وأذلوا من نجا من القتل إذلالا لم يشهد التاريخ البشري له مثيلا، وتركوا بصماتهم الملطخة بالدم على كل شئ لأمسوه، أكثرهم تخرج من مدرسة معاوية وتتلمذ على يديه، وتلقى أقسى وأبشع تعليماته بالعنف، ومنهم:
1 - بسر بن أرطأة من السفاكين، المجرمين، العتاة، الذي لم ير في التاريخ البشري مثله شراسة، جهز له معاوية جيشا وطلب منه أن يسير من شمال الجزيرة إلى جنوبها، تبوك، المدينة، مكة، والعودة في رحلة الشر التي بعثه بها معاوية ليحصل له على البيعة من أهل الجزيرة وبالطريقة التي رواها الصحابي جابر بن

(١) حياة الإمام الحسن لباقر شريف القرشي، ج ٢ ص ٢٧٨.
(٢) راجع الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٣٤، وتاريخ ابن الأثير ج ٨ ص ٤٨، ومروج الذهب للمسعودي ج ٢ ص ٥٠، ومقاتل الطالبين لأبي الفرج الأصفهاني ص ٢٩، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٤ ص ١١ - ١٧، والاستيعاب لابن عبد البر ج ١ ص ١٤١، وتذكرة الخواص لابن الجوزي ص ١٢١، وترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 4 ص 228 - 241 الأحاديث 367 - 393، والعقد الفريد لابن عبد ربه ج 2 ص 298، وتاريخ الخميس ج 2 ص 294، وراجع الغدير للأميني ج 11 ص 26 - 32 وكتابنا المواجهة ص 638.
(٧٩)
التالي
الاولى ١
٣٤٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 10
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 11
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 25
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 35
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 42
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 50
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 51
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 63
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 94
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 115
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 135
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 136
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 159
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 178
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 201
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 227
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 253
20 الفصل الأول: المواجهة 254
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 262
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 270
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 283
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 288
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 314