كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٥٠
السابق
العراق إلى الشام!! فقلت: واعجبا أيهدى رأس الحسين والناس يفرحون.. " (1).
موقف أركان قيادة يزيد:
عبيد الله بن زياد، وعمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن، وبقية طواقم الإجرام في كربلاء هم أركان قيادة يزيد بن معاوية وهم مجرد عبيد، ينفذون أوامر سيدهم، ويتبنون موقفه مصيبا كان أم مخطئا. فهل يعقل أن يكون - مثلا - لرجل مثل عمر بن سعد المتردد، المريض، المهزوز موقف ينبع من قناعاته الخاصة.
معرفة الإمام الحسين بالنتائج سلفا:
قبل أن يخرج الإمام الحسين من المدينة إلى مكة قال لأخيه محمد بن الحنفية: " يا أخي لو كنت في جحر هام من هوام الأرض لاستخرجوني منه حتى يقتلونني " (2).
واقترح عليه أحد إخوته أن يبايع لأنه سمع بأن الحسين سيقتل، فأجابه الإمام الحسين: " حدثني أبي أن رسول الله أخبره بقتل (أي الإمام الحسن عليه السلام) وقتلي، وأن تربتي تكون بقرب تربته، فتظن أنك علمت ما لم أعلمه، وإنه لا أعطي الدنية من نفسي أبدا، ولتلقين فاطمة أباها شاكية ما لقيت ذريتها من أمته، ولا يدخل الجنة أحد آذاها في ذريتها " (3) وقبل خروجه من المدينة أتته أم سلمة، فقالت: " يا بني لا تحزني بخروجك إلى العراق، فإني سمعت جدك يقول: " يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلاء ".
فقال لها الإمام الحسين: " يا أماه أنا والله أعلم ذلك، وإني مقتول لا محالة، وليس لي من هذا بد، إني والله لأعرف اليوم الذي أقتل فيه، وأعرف من يقتلني، وأعرف البقعة التي أدفن فيها وإني أعرف من يقتل من أهل بيتي، وقرابتي

(١) راجع مقتل الخوارزمي الحنفي، ج ٢ ص ٦٠ - ٦١.
(٢) راجع تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٧١، وأعيان الشيعة ج ١ ص ٨٨٨، ووقعة الطف ص ٨٥.
(٣) اللهوف: ص 12.
(٥٠)
التالي
الاولى ١
٣٤٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 10
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 11
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 25
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 35
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 42
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 50
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 51
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 63
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 94
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 115
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 135
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 136
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 159
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 178
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 201
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 227
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 253
20 الفصل الأول: المواجهة 254
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 262
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 270
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 283
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 288
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 314