كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٧٩
السابق
تحت أمرة ذلك العامل الطاغية ليضمن السيطرة على بلاد العراق، وليؤمن طاعة أهل العراق له، وخضوعهم لحكمه، وجيش الشام دربه معاوية على الطاعة العمياء وجهله بأمور الدين تجهيلا كاملا، فصار جيشه لا يعرف من الدين إلا الخليفة وطاعة الخليفة!! فطاعة الخليفة هي طاعة الله وطاعة الرسول والتزام بأحكام الدين، ومعصية الخليفة هي معصية لله ومعصية للرسول وخروج عن أحكام الدين!!! وانتشرت هذه العقيدة العسكرية الغريبة في مجتمع دولة الخلافة وترسخت بانتصار معاوية وبانتصار جيش الشام.
ركب الإمام في كربلاء:
كان في العراق فرقة كبيرة من جيش الشام وهذا معلوم بالضرورة، وكانت العقيدة العسكرية التي رسخها معاوية هي المسيطرة، وبلوغها كان هدفا لعشاق العسكرية، ومنتسبي جيش الخلافة. واستطاع عبيد الله بن زياد بدعم الخليفة وتأييده أن يضع كافة طاقات وإمكانات دولة الخلافة تحت تصرفه لإنجاز المهمة الخطيرة الموكولة والمتمثلة بقتل الإمام وإبادة أهل بيت النبوة إبادة تامة للقضاء على خطرهم الدائم الذي يحدق بالملك الأموي. وفي هذا السياق، استطاع عبيد الله أن يجند كل القادرين على حمل السلاح من العراقين وأن يحشرهم مع فرقة جيش الشام الموجودة في العراق فجمع جيشا قوامه ثلاثون ألف مقاتل تدعمه طاقات وإمكانات وموارد دولة الخلافة، ومشرب بكل علوم وفنون وعقائد عسكرية الخلافة ومهمة هذا الجيش محصورة بنقطة واحدة " قتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة "، وليجعل الخليفة وأركان دولته لهذا الجيش مصلحة في تلك الحرب القذرة أعطى كل فرد من أفراد هذا الجيش مائة مائة!!! وهذا مبلغ ضخم في المقاييس الاقتصادية لذلك العصر، ومقابل هذا المبلغ لا يجد أي عنصر من عناصر ذلك الجيش غضاضة ولا حرج لو قتل النبي نفسه!!! ثم إن هنالك فوائد مؤكدة، أخرى حيث ستتاح الفرصة لهذا الجيش بنهب رحل الإمام الحسين وأهل بيته!! وذلك الجيش قد تعود أن ينهب المهزوم، وأن يأكل المغلوب كائنا من كان ولو كان النبي نفسه، ووفق المعتقدات التي غرسها معاوية
(٢٧٩)
التالي
الاولى ١
٣٤٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 10
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 11
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 25
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 35
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 42
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 50
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 51
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 63
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 94
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 115
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 135
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 136
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 159
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 178
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 201
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 227
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 253
20 الفصل الأول: المواجهة 254
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 262
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 270
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 283
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 288
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 314