كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٥٣
السابق
الناصحين الذين خوفوا الإمام الحسين جزء من قوة تعمل لصالح دولة الخلافة، وأمام تركيز الحر على هذه الناحية، طمعا بتحطيم روح المقاومة لدى الإمام الحسين لعله ينجح بجر الحسين معه إلى ابن زياد فتكون مفخرة له ولرجاله.
وكانت فرصة أمام الإمام الحسين ليعرفهم بطبيعته المحصنة أمام هكذا حملات، فقال الحسين: " أفبالموت تخوفني، وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني، وسأقول كما قال أخو الأوس لابن عمه ". وردد الإمام الشعر الذي أوردناه قبل قليل (1).
وفي رواية أنه قال " ليس شأني من يخاف الموت، فما أهون الموت على سبيل نيل البر وإحياء الحق، ليس الموت في سبيل العز إلا حياة خالدة، وليست الحياة مع الذل إلا الموت الذي لا حياة معه، أفبالموت تخوفني، هيهات طاش سهمك وخاب ظنك، لست أخاف الموت، إن نفسي لأكبر، وهمتي لأعلى من أن أحمل الضيم خوفا من الموت، وهل تقدرون على أكثر من قتلي، مرحبا بالقتل في سبيل الله ولكنكم لا تقدرون على هدم مجدي، ومحو عزي وشرفي، فإذا لا أبالي بالقتل " (2) ثم أقبل الإمام نحو أصحابه وقال: هل فيكم أحد يخبر الطريق على غير الجادة؟ فقال الطرماح بن عدي: يا ابن رسول الله أنا أخبر الطريق، فقال الحسين: سر بين أيدينا، وسار فاتبعه الإمام الحسين وأصحابه.
إقامة الحجة على طليعة جيش الخلافة:
كل ما ينبغي أن يقال قاله الإمام لطليعة الجيش الأموي، لقد أقام عليهم الحجة، وعرفوا أنه على الحق، وأن الواجب الديني يدعوهم لنصرته وحمايته وأهل بيته، ولكنهم خذلوه مع سبق الإصرار، وأخلصوا لطاغيتهم كما أخلص المؤمنون الصادقون لله، أو خوفا منه. إن قلوبهم غلف تماما، ويبدو أن قائدهم هو الرجل الوحيد الذي تأثر بما قاله الإمام الحسين، ولكن بعد فوات الأوان، ولو أن وعي الحر قد كان مبكرا، ولو أنه تعاون مع الإمام الحسين ربما كان بالإمكان

(١) الإرشاد للمفيد ص ٢٢٥ وتاريخ الطبري ص ٦٣، والعوالم ج ١٧ ص ٢٢٨.
(٢) أعيان الشيعة ج ١ ص ٥٨١، وإحقاق الحق ج 11 ص 601.
(٢٥٣)
التالي
الاولى ١
٣٤٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 10
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 11
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 25
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 35
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 42
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 50
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 51
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 63
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 94
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 115
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 135
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 136
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 159
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 178
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 201
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 227
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 253
20 الفصل الأول: المواجهة 254
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 262
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 270
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 283
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 288
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 314