كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٣٩
السابق
وقال الأسدي: يا ابن رسول الله أخبرني عن قوله تعالى: * (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) * [الإسراء / 71]، فقال الإمام الحسن: يا أخا بني أسد هم إمامان، إمام هدى دعا إلى الهدى، وإمام ضلالة دعا إلى ضلالة، فهدى من أجابه إلى الجنة، ومن أجابه إلى الضلالة دخل النار " (1).
وفي رواية الصدوق بإسناده إلى أبي عبد الله قال: " وإمام دعا إلى هدى فأجابوه إليه، وإمام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار وهو قوله عز وجل * (فريق في الجنة وفريق في السعير) * [الشورى / 7] (2).
الرابعة: الحاجز سار الإمام من ذات عرق حتى وصل إلى الحاجز (3)، وفي الحاجز كتب الإمام رسالة إلى أهل الكوفة موجهة من الحسين إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين في الكوفة جوابا على كتاب مسلم بن عقيل وجاء فيه: " أما بعد فقد ورد كتاب مسلم بن عقيل يخبرني باجتماعكم على نصرنا والطلب بحقنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنع، ويثيبكم على ذلك أعظم الأجر، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي، فاكمشوا أمركم وجدوا فإني قادم عليكم في أيامي هذه " (4) ثم طوى الكتاب وأرسله مع قيس بن مسهر الصيداوي وفي الطريق لقيه الحصين بن تميم فأرسله إلى عبيد الله بن زياد، فقال له عبيد الله: إصعد إلى القصر، وسب الكذاب ابن الكذاب، يعني الإمام الحسين، فصعد رسول الحسين ثم قال: " أيها الناس إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله، ابن فاطمة بنت رسول الله وأنا رسوله إليكم، وقد فارقته بالحاجز، فأجيبوه، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه، واستغفر لعلي بن

(١) الفتوح لابن أعثم ج ٥ ص ٧٧، ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ٢٢١، ومثير الأحزان ص ٤٢، واللهوف ص ٣٠، وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٦٧، والعوالم ج ١٧ ص ٢١٧.
(٢) راجع أمالي الصدوق ص ١٣١ والموسوعة ص ٣٣٨.
(٣) مكان على طريق أهل العراق لمكة، وهو منزل لأهل البصرة إن أرادوا المدينة وفيه يجتمع أهل الكوفة وأهل البصرة، راجع معجم البلدان ج ٤ ص ٢٩٠ و ج ٢ ص ٢٦٩ وتاج العروس.
(٤) الأخبار الطوال للدينوري ص 245.
(٢٣٩)
التالي
الاولى ١
٣٤٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 10
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 11
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 25
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 35
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 42
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 50
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 51
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 63
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 94
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 115
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 135
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 136
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 159
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 178
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 201
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 227
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 253
20 الفصل الأول: المواجهة 254
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 262
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 270
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 283
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 288
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 314