كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢١٧
السابق
قاطع أثارت فضول أهل المدينة، وعرفوا مضمونها وجاء فيها: " بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى بني هاشم، أما بعد: فإن من لحق بي منكم استشهد، ومن تخلف لم يبلغ الفتح والسلام " (1) ثم إن الإمام الحسين قد اجتمع مع نساء بني هاشم عندما اجتمعن للنياحة والبكاء لما سمعن بعزم الإمام على الخروج، وتكلمت النسوة مع عمته أم هاني، واجتمع معها الإمام الحسين، ومن خلال المعلومات التي وصلت إلينا يبدو واضحا أن الإمام الحسين قد استشرف أمامهن رحلة الشهادة وأحاطهن علما بمآل هذه الرحلة، وأم هاني التي روت للإمام الحسين تفاصيل الهاتف الذي سمعته (2) ومن الطبيعي أن يكون حديث الإمام الحسين مع الهاشميات قد انتشر بين نساء المدينة خلال يومين أو ثلاثة من اجتماع الإمام بهن، ثم هل يعقل أن تجتمع الهاشميات للنياح والبكاء، وينحن ويبكين، ولا تسأل نساء المدينة عن السبب!!.
وقد أفضى الإمام الحسين بتصريحات أمام ابن الزبير (3)، والمسور بن مخرمة (4) وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (5) وعبد الله العدوي (6) ثم إن الإمام الحسين كتب كتابا لأخيه محمد بن الحنفية سماه " الوصية " بين فيه الغاية من خروجه جاء فيه: " وإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي، وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق،

(١) بصائر الدرجات ٤٨١ ح ٥ واللهوف ٢٨ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ٧٦ ومثير الأحزان ص ٣٩، وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٣٠ و ج ٤٢ ص ٨١ والعوالم ج ١٧ ص ١٧٩.
(٢) راجع بحار الأنوار ج ٥٥ ص ٨٨، وأعيان الشيعة ج ١ ص ٨٨٨ ومقتل الحسين للمقرم ص ١٥٢ ومعالي السبطين ج ١ ص ٢١٤ والموسوعة ص ٢٩٥ - ٢٩٦.
(٣) راجع الفتوح لابن أعثم ج ٥ ص ١١ ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ١٨٢، وتاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٧٠ والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٥٣٠ ووقعة الطف ص ٨٠.
(٤) راجع تاريخ ابن عساكر، ترجمة الإمام الحسين ص ٢٠٢ والموسوعة ص ٢٨٨.
(٥) راجع تاريخ ابن عساكر، ترجمة الإمام الحسين ص ٢٠٢ والموسوعة ص ٢٨٩.
(٦) أنساب الأشراف ج 3 ص 155 والفتوح لابن أعثم ج 5 ص 25 ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 189.
(٢١٧)
التالي
الاولى ١
٣٤٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 10
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 11
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 25
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 35
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 42
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 50
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 51
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 63
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 94
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 115
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 135
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 136
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 159
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 178
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 201
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 227
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 253
20 الفصل الأول: المواجهة 254
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 262
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 270
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 283
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 288
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 314