كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٩
السابق
ضرورات البحث العلمي:
قبل قليل عرفنا القارئ الكريم بشخصية الإمام الحسين بن علي الذي قاد الفئة الأولى في كربلاء، وبشخصية أبيه علي، وجده عبد مناف بن عبد المطلب المكنى بأبي طالب، ونزولا عند ضرورات البحث العلمي سنعرف القارئ بشخصية يزيد بن معاوية بن صخر المكنى بأبي سفيان بوصفه قائد الفئة الثانية في كربلاء.
فمن هو يزيد؟:
هو يزيد بن معاوية بن صخر المكنى بأبي سفيان، جدته لأبيه هند التي لاكت كبد حمزة عم النبي في معركة أحد، نشأ نشأة مترفة في بيت أبيه معاوية الذي تربع على ولاية الشام قرابة عشرين عاما وعاش حياة الملوك المترفين، وهيأ معاوية لابنه كل أسباب التعليم للمعارف المشهورة في عصره، لأن معاوية كان يعد العدة للإنقضاض على منصب الخلافة، ويهيئ الأسباب لتمويل الخلافة إلى ملك ينحصر في ذرية أبي سفيان أو البيت الأموي، وكان يرجو أن يكون ابنه يزيد هو الملك الثاني بعد أبيه!!! إلا أن الولد يزيد نشأ جانحا، ميالا للعبث واللهو، مستهترا، وخليعا، مدمنا على الصيد، وشرب الخمر، مولعا بالكلاب والقرود، ملحدا في قرارة نفسه، حاقدا على النبي محمد وعلى آله وأهل بيته خاصة وعلى الهاشميين عامة بعد أن عرف طبيعة الصراح الدامي الذي جرى بين رسول الله وآله والهاشميين من جهة وبين أبيه وجده وآل أبي سفيان والبيت الأموي من جهة أخرى، وبعد أن عرف أن عليا وحمزة والهاشميين قتلوا أعمامه وأجداده وأقاربه،!! ولكن يزيد كان من الذكاء بحيث إنه قد عرف بأن النبوة قد صارت طريقا للملك، وأن الدين قد صار وسيلة لاستقرار هذا الملك، فجاهر بعصيانه وعبثه واستهتاره وادعائه بأنه مسلم، وكتم إلحاده وكفره، ثم انكشفت حقيقته من زلات لسانه!!! لما شاهد الرؤوس تحمل إليه، قال:
نعب الغراب فقلت قل أو لا تقل * فقد اقتضيت من الحسين ديوني
(١٩)
التالي
الاولى ١
٣٤٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 10
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 11
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 25
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 35
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 42
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 50
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 51
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 63
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 94
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 115
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 135
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 136
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 159
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 178
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 201
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 227
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 253
20 الفصل الأول: المواجهة 254
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 262
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 270
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 283
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 288
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 314