كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٨٥
السابق
من جوفي، فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل فرق الأمم " (1).
فالإمام الحسين يتكلم عن حتمية مقتله بيقين النبيين والصديقين والشهداء ويتعامل مع وقائع لم تخرج بعد إلى حيز الوجود وكأنها حقائق ثابتة، وينظر نظرة شمولية، ويتكلم عن الوقائع التي ستحصل وهي في عالم الغيب وملفات القضاء الإلهي، في سياق صميم نواميس الكون ومقتضيات الابتلاء الإلهي، كلام العارف البصير بكنهها ومداخلها ومخارجها ومنابعها الخفية!! أنظر إلى قول الإمام أمام وفود الجن، فبماذا يبتلى هذا الخلق المتعوس، وبماذا يختبرون!! ومن ذا يكون ساكن حفرتي؟
إن الإمام بهذه التساؤلات يبرز بيسر وسهولة أخطر وأجل قوانين الحياة، وتلك لغة النبيين والصديقين والشهداء، ويقين الإمام الحسين عين يقينهم، ويزيد وجنوده يجهلون تلك اللغة، ولا يفهمون هذا اليقين!!

(١) راجع الإرشاد للشيخ المفيد ص ٢٢٣، والكامل لابن الأثير إلى قوله: " لا يغلب على أمره " وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٧٥، والعوالم ج ١٧ ص ٢٢، وأعيان الشيعة ج ١ ص ٥٩٥.
(١٨٥)
التالي
الاولى ١
٣٤٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 10
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 11
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 25
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 35
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 42
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 50
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 51
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 63
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 94
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 115
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 135
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 136
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 159
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 178
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 201
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 227
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 253
20 الفصل الأول: المواجهة 254
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 262
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 270
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 283
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 288
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 314