كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٨٣
السابق
وبالثقة واليقين نفسها قال لابن عباس عندما ألح عليه وحاول منعه من الذهاب إلى العراق: " يا ابن عباس أما علمت إن منعتني من هنالك، فإن مصارع أصحابي هناك!! فقال له ابن عباس: أنى لك ذلك؟ فقال الإمام: بسر سر لي، وعلم أعطيته " (1).
وعندما اقترح عليه ابن عباس أن يدخل في صلح القوم، قال له الإمام:
" هيهات هيهات يا ابن عباس، إن القوم لن يتركوني، وإنهم يطلبونني أين كنت حتى أبايعهم كرها ويقتلونني... إلى أن قال: وإني ماض في أمر رسول الله حيث أمرني وإنا لله وإنا إليه راجعون " (2).
وقال الإمام الحسين يوما للواقدي، وزرارة وقبل خروجه إلى العراق بثلاثة أيام، وبعد أن أراهما آية كبرى: " لولا تقارب الأشياء، وحبوط الأجر لقاتلتهم بهؤلاء " الملائكة " ولكني أعلم يقينا أن هناك مصرعي، ومصرع أصحابي، ولا ينجو منهم إلا ولدي علي " (3).
ولما عزم الإمام على الخروج إلى العراق قام في أصحابه خطيبا وقال:
... خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات... إلى أن قال: " ولا محيص عن يوم خط بالقلم ".
وأثناء اجتماع الإمام مع وفود الجن المؤمن، وعندما قالت له الجن: " يا سيدنا نحن شيعتك وأنصارك، فمرنا بأمرك وما تشاء، فلو أمرتنا بقتل كل عدو لك وأنت بمكانك لكفيناك "!!!.
فجزاهم الإمام الحسين خيرا وقال لهم: " أوما قرأتم كتاب الله المنزل على جدي " ص " * (أينما تكونا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) *

(١) راجع دلائل الإمامة ص ٧٤ والموسوعة ص ٣٢١.
(٢) راجع معالي السبطين ج ١ ص ٢٤٦ والموسوعة ص ٣٢١.
(٣) دلائل الإمامة ص ٧٤، ومثير الأحزان ص ٣٩، وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٦٤ والعوالم ج 17 ص 213.
(١٨٣)
التالي
الاولى ١
٣٤٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 10
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 11
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 25
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 35
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 42
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 50
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 51
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 63
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 94
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 115
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 135
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 136
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 159
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 178
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 201
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 227
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 253
20 الفصل الأول: المواجهة 254
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 262
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 270
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 283
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 288
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 314