كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٨٢
السابق
وإني أعرف من يقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعتي، وإن أردت يا أماه أريك حفرتي ومضجعي " (1).
قالت له عمته أم هانئ: " سيدي أنا متطيرة عليك من هذا المسير لهاتف سمعته البارحة يقول:
وإن قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقابا من قريش فذلت لم يندهش الإمام من رؤي عمته، بل اقترح عليها أن تعدل عجز البيت الأول فتقول: " أذل رقاب المسلمين فذلت "، ثم قال الإمام بعد هذا الاقتراح:
وما هم بقوم يغلبون ابن غالب * ولكن بعلم الغيب قد قدر الأمر (2) ثم انظر إلى كتاب الإمام لبني هاشم عندما خرج من المدينة، وهذا الكتاب يفيض باليقين وهذا نصه: " بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى بني هاشم أما بعد، فإن من لحق بي منكم استشهد، ومن تخلف لم يبلغ مبلغ الفتح، والسلام " (3).
وعندما اقترح عليه بعض أهله أن يسلك طريقا جانبيا خوفا من جلاوزة بني أمية قال الإمام بيقين الواثق: " لا سبيل لهم علي، ولا يلقوني بكريهة أو أصل إلى بقعتي " (4).
وعندما اقترح عليه عبد الله بن عمر بن الخطاب العودة إلى المدينة قال له الإمام: " هيهات يا ابن عمر إن القوم لا يتركوني إن أصابوني، وإن لم يصيبوني فلا يزالون حتى أبايع ويقتلونني.. " (5).

(١) راجع بحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٣١، والعوالم ج ١٧ ص ١٨٠، وينابيع المودة ٤٠٥ والموسوعة ص ٣٩٢.
(٢) معالي السبطين ج ١ ص ٢٤١، والموسوعة ص ٢٩٦.
(٣) بصائر الدرجات ص ٤٨١ حديث ٥، واللهوف ص ٢٨، والمناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ٧٦ ومثير الأحزان ص ٣٩، وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٣٠ و ج ٤٥ ص ٨٤ و ج ٤٢ ص ٨١ والعوالم ج ١٧ ص ١٣٩.
(٤) بحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٣٠، والعوالم ج 17 ص 180.
(5) راجع الفتوح لابن أعثم الكوفي ج 5 ص 36 ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 196.
(١٨٢)
التالي
الاولى ١
٣٤٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 10
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 11
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 25
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 35
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 42
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 50
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 51
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 63
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 94
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 115
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 135
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 136
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 159
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 178
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 201
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 227
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 253
20 الفصل الأول: المواجهة 254
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 262
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 270
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 283
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 288
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 314