كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٧٠
السابق
الجهة التي صمم الإمام الحسين على الذهاب إليها:
قلنا إن الإمام الحسين، يريد مكانا يأويه، وأهل بيته ومن معهم، ويريد جماعة من الناس تلتزم بحمايته ونصرته، ولا فرق عنده أين يقع هذا المكان، وأين تكون تلك الجماعة، فهو لا يريد أن يبقى مكشوفا من دون أمن ولا حماية حتى لا يكره على ما لا يريد، وحتى لا يذبح هو وأهل بيته في مكانهم، دون أن يأخذ بالأسباب. بهذا الوقت بالذات كتب له جماعة من أهل الكوفة كتابا جاء فيه:
" الحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد " يعنون موت معاوية " الذي انتزى على هذه الأمة، فابتزها وغصبها فيأها، وتأمر عليها بغير رضى منها، ثم قتل خيارها، واستبقى شرارها، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها، فبعدا له كما بعدت ثمود..
وقالوا: إنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا، وبينوا أنهم لا يجتمعون مع واليهم النعمان بن بشير لا في جمعة ولا في عيد، وأكدوا له أنه إن بلغهم أنه سيأتي إليهم فسيخرجون الوالي من الكوفة.
وجاءت رسالة أخرى من بعض شخصيات الكوفة جاء فيها: أما بعد " فحي هلا، فإن الناس ينتظرونك، ولا رأي لهم غيرك، فالعجل العجل والسلام ".
وجاءته رسالة ثالثة، أما بعد: " فقد اخضر الجنان، وأينعت الثمار، وطم الجمام، فإذا شئت فأقدم على جند لك مجندة "، ولما وصلت هذه الرسائل وأمثالها كتب الإمام الحسين رسالة جاء فيها: " إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين، أما بعد فإن هانئا وسعيدا قدما علي بكتبكم، وكانا آخر من قدم علي من رسلكم وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم، وأنا باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم، فإن كتب إلي أنه قد أجمع رأي ملتكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت علي به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكا إن شاء الله " (1).

(١) راجع تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٧٨، والكامل لابن الأثير ج 2 ص 524، وبحار الأنوار باب " ما جرى على الحسين بعد بيعة الناس ليزيد: ج 44 ص 334، والعوالم ج 17 ص 183.
(١٧٠)
التالي
الاولى ١
٣٤٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 10
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 11
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 25
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 35
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 42
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 50
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 51
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 63
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 94
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 115
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 135
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 136
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 159
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 178
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 201
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 227
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 253
20 الفصل الأول: المواجهة 254
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 262
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 270
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 283
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 288
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 314