كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٢٦
السابق
أعطاها الله لأهل بيت النبوة ولآل محمد وذوي قرباه، وسواء صدقوا أو لم يصدقوا فقد سمعوا البلاغ وأحيطوا علما بمكانة الإمام الحسين عند النبي، وسمعوا النبي وهو يأمرهم ويكلفهم بنصرة الإمام الحسين، وسمعوه وهو ينذرهم بالعذاب والشر المستطير إن لم ينصروا الحسين!! ومعنى ذلك أن الحجة قد أقيمت عليهم تماما بعد أن بينها الرسول بكل وسائل البيان.
أسلوب الأكثرية الساحقة من الأمة الإسلامية بإطاعة رسول الله ونصرة الحسين، وحفظ أهل بيت النبوة!!!
أما علي فقد سلبوه حقه، وأخروه وهو المتقدم، وأذلوه وهو العزيز، ثم قتلوه وهو صائم.
وأما فاطمة فقد غصبوها إرثها وممتلكاتها وهموا بإحراق بيتها عليها وعلى زوجها علي، وعلى طفليها يوم ذاك الحسن والحسين، فماتت كمدا وهي شانئة للقوم.
وأما الحسن فقد جرعوه كؤوس العذاب، وطعنوه ونهبوا رحله ثم قتل مسموما بتخطيط من معاوية.
وأما الحسين ذبيح كربلاء، فقد ساموه سوء العذاب، وذبحوا أمامه أولاده، وإخوته وأولاد إخوته، وأبناء عمومته، ثم توجوا المذبحة بقتل الحسين أشنع قتلة!! وقبل أن يقتلوهم بأيام منعوا عنهم ماء الفرات وهو متاح للحيوان والطير والوحش، فمات الحسين وأهل بيت النبوة عطشى وظمأى، ولم يكتفوا بذلك بل أوطأوا الخيل صدورهم وهم أموات، ثم قاموا بقطع رؤوسهم، وحملها جيش الخلافة على رؤوس الرماح نشوة وافتخارا بالمذبحة، بعد أن سلبوهم كل ما معهم وسلبوا حتى ملابس الشهداء ونعالهم!! وبعد ذلك ساقوا بنات الرسول أسارى من بلاد العراق إلى بلاد الشام، وسموا المذبحة " بنصر الله والفتح ".
(١٢٦)
التالي
الاولى ١
٣٤٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 10
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 11
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 25
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 35
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 42
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 50
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 51
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 63
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 94
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 115
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 135
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 136
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 159
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 178
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 201
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 227
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 253
20 الفصل الأول: المواجهة 254
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 262
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 270
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 283
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 288
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 314