حياة الإمام الرضا (ع) - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٧١
السابق
فقد كان معنيا بالمسألة عن آل علي، وكل من كان ذا نباهة وشأن منهم، كما سيأتي.
وقضيته مع يحيى بن عبد الله بن الحسن، الذي كان قد خرج في الديلم، وحالته السيئة، وهمومه في أيام خروجه، أشهر من أن تحتاج إلى بيان. وكيف لا تأخذه الهموم، وتذهب به الوساوس، وقد اتبع يحيى " خلق كثير، وجم غفير، وقويت شوكته، وارتحل إليه الناس من الكور والأمصار، فانزعج للملك الرشيد، وقلق من أمره ". وكان الساعي بالصلح بينه وبين يحيى هو الفضل بن يحيى، وبسبب تمكنه من إخماد ثورة يحيى عظمت منزلته عند الرشيد جدا، وفرح بذلك الصلح فرحا عظيما (1). وإن كان قد غدر بيحيى بعد ذلك، كما هو معروف ومشهور.
كما أنه عندما ذهب إلى المدينة لم يعط الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، سوى مائتي دينار، رغم أنه كان يعطي من لا يقاسون به الآلاف منها، وكان اعتذاره عن ذلك لولده المأمون، أنه لو أعطاه أكثر من ذلك لم يأمن أن يخرج عليه من الغد مئة ألف سيف من شيعته، ومحبيه صلوات الله وسلامه عليه (2).

(١) راجع في ذلك كله: البداية والنهاية ج ١٠ ص ١٦٧، وعمدة الطالب، طبع بيروت ص ١٢٤، وشرح ميمية أبي فراس ص ١٩٠.
(٢) عيون أخبار الرضا ج ١ ص ٩٢، والبحار ج ٤٨ ص ١٣١، ١٣٢.
وقد رأينا أن العباسيين ابتداء من المنصور، بل السفاح - مع الإمام الصادق عليه السلام - كانوا دائما يتهددون الأئمة - الذين ما كانوا يجدون الفرصة لأي تحرك، ومن أي نوع، كما سنوضحه - ويتهمونهم بأنهم كانوا يدبرون في الخفاء للخروج عليهم، ليجدوا الوسيلة من ثم - للتضييق عليهم، والمبرر لسجنهم، ومصادرة أموالهم و و.
وكان الأئمة ينفون ذلك، ويدحضون تلك التهم باستمرار.. لكنهم ما كانوا يقبلون منهم ذلك!!
(٧١)
التالي
الاولى ١
٤٧٣ الاخيرة
الفهرست