حياة الإمام الرضا (ع) - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٦٨
السابق
وهيئت له آنئذ عجينة من مخ وسكر، فاستطابها، فقال: " أراد إبراهيم أن يحرمني هذا وأمثاله (1) ".
وأرسل إلى كل باب من أبواب عاصمته - وهي الكوفة آنئذ - إبلا ودوابا، حتى إذا أتى إبراهيم وجيشه من ناحية، هرب هو إلى الري من الناحية الأخرى (2).
وفي حربه - أي المنصور - مع محمد بن عبد الله اتسخت ثيابه جدا، حيث لم ينزعها عن بدنه أكثر من خمسين يوما (3).
وكان لا يستطيع أن يتابع كلامه من كثرة همه (4).
وأخيرا. فكم من مرة رأيناه يجلب الإمام الصادق عليه السلام، ويتهدده ويتوعده، ويتهمه بأنه يدبر للخروج عليه وعلى سلطانه.
فكل ذلك يدل دلالة واضحة على مدى رعب المنصور، وخوفه من العلويين، وما ذلك إلا لإدراكه مدى ما يتمتعون به من التأكيد، في مختلف الطبقات، وعند جميع الفئات.

(١) مروج الذهب ج ٣ ص ٢٩٨.
(٢) الطبري ج ١٠ ص ٣١٧، طبع ليدن، وتاريخ اليعقوبي ج ٣ ص ١١٣. ومرآة الجنان ج ١ ص ٢٩٩، وشرح ميمية أبي فراس ص ١١٦، وفرج المهموم في تاريخ علماء النجوم ص ٢١٠، نقلا عن تجارب الأمم لابن مسكويه ج ٤.
(٣) الطبري ج ١٠ ص ٣٠٦، وتاريخ ابن خلدون ج ٣ ص ١٩٥، والكامل لابن الأثير ج ٥ ص ١٨، والمحاسن والمساوي ص ٣٧٣، والبداية والنهاية ج ١٠ ص ٩٣، وأنساب الأشراف للبلاذري ج ٣ ص ١١٨.
(٤) البداية والنهاية ج ١٠ ص ٩٣، وقال اليافعي في مرآة الجنان ج 1 ص 298، 299:
".. ولم يأو إلى فراش خمسين ليلة، وكان كل يوم يأتيه فتق من ناحية. هذا، ومئة ألف سيف كامنة له بالكوفة، قالوا: ولولا السعادة لسل عرشه بدون ذلك ".
(٦٨)
التالي
الاولى ١
٤٧٣ الاخيرة
الفهرست