حياة الإمام الرضا (ع) - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ١٧١
السابق
الظلم والحيف عنهم، ورد عنهم الكيد، الأمر الذي جعلهم يثقون به، ويطمئنون إليه، ويعلقون كل آمالهم عليه.
تشيع الإيرانيين:
هذا. وليس تشيع (1) الإيرانيين بالأمر الذي يحتاج إلى إثبات، بعد أن تقدم معنا: أن دولة العباسيين ما قامت إلا على أساس الدعوة للعلويين، وأهل البيت. وبعد أن رأينا الخراسانيين يظهرون النياحة على " يحيى بن زيد " سبعة أيام، وكل مولود ولد في خراسان في سنة قتل يحيى سمي ب‍ " يحيى " (2). بل يذكر البلاذري: أنه لما استشار المنصور عيسى بن موسى في أمر محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن، فأشار عليه بأن يولي المدينة رجلا خراسانيا، قال له المنصور: " يا أبا موسى إن محبة آل أبي طالب في قلوب أهل خراسان ممتزجة بمحبتنا، وإن وليت أمرها رجلا من أهل خراسان حالت محبته لهما بينه وبين طلبهما، والفحص عنهما، ولكن أهل الشام قاتلوا عليا على أن لا يتأمر عليهم لبغضهم إياه الخ. " (3).
وقد تقدم معنا: كيف وصف المؤرخون ما جرى في نيشابور، حين دخلها الإمام الرضا، وسيأتي في فصل: خطة الإمام، وصف ما جرى في مرو حينما خرج الإمام ليصلي بالناس. ولقد عرفنا أيضا: كيف فرق الإمام الرضا الناس عن المأمون. عندما أرادوا قتله، انتقاما للفضل بن سهل.

(١) قد تقدم منا ما نقصده بكلمة " التشيع " في هذا الكتاب، فلا نعيد.
(٢) مروج الذهب ج ٣ ص ٢١٣، وشرح ميمية أبي فراس ص ١٥٧، وليراجع أيضا نزهة الجليس ج ١ ص ٣١٦، فإن فيه ما يشير إلى ذلك.
(٣) أنساب الأشراف للبلاذري ج 3 ص 115.
(١٧١)
التالي
الاولى ١
٤٧٣ الاخيرة
الفهرست